في سبتمبر/أيلول الجاري، صدر تقرير عن تحالف العمل المناخي ضد المعلومات المضللة CAAD، قيم سياسات الإشراف على المحتوى والجهود المبذولة للحد من انتشار المعلومات غير الدقيقة المتعلقة بالتغير المناخي، في خمس منصات تكنولوجية وهي ميتا ويوتيوب وتيك توك وبينترست وإكس (تويتر سابقًا).
إكس تسجل التقييم الأقل في مجابهة التضليل المناخي
خلصت نتائج التقرير إلى أن منصة إكس هي الأسوأ بين المنصات الخمس، التي تم تقييمها، إذ تحصّلت على نقطة واحدة من أصل 21 نقطة محتملة، عند تقييم سياساتها المجابهة للمعلومات المضللة.
أفاد التقرير بأن أسباب تحصيل منصة إكس نقطة واحدة فقط، هي الافتقار إلى سياسات واضحة تعالج المعلومات المضللة المتعلقة بالمناخ، وعدم وجود آليات جوهرية للشفافية العامة، إلى جانب عدم تقديم أي دليل على إنفاذ السياسات بشكل فعال.
أما الميزة التي استحقت عليها المنصة هذه النقطة فكانت وجود سياسة خصوصية يسهل الوصول إليها وقراءتها.
وأشار التقرير إلى أن شراء إيلون ماسك للشركة العام الفائت، زاد من الارتباك حول كيفية تطبيق السياسات وكيفية اتخاذ الشركة القرارات المرتبطة بالتعامل مع المحتوى، إذ جاء في التقرير أن "استحواذ إيلون ماسك على الشركة خلق حالة من عدم اليقين بشأن السياسات التي ما تزال قائمة والسياسات التي توقف العمل بها".
كيف قيّم تحالف CAAD مواجهة منصات التواصل للتضليل المناخي؟
من جهة أخرى، حصلت منصة بينترست على أعلى عدد من النقاط، بمجمل 12 نقطة من أصل 21، واعتبر التقرير أن ذلك دليلًا على أنها رائدة فيما يتعلق بالسياسات التي تخفف من انتشار المعلومات الخاطئة المتعلقة بالمناخ.
وجاء نطبيق تيك توك في المرتبة الثانية بعد بينترست ثم ميتا (فيسبوك وانستغرام) ثم يوتيوب وأخيرًا إكس.
وحول تيك توك وميتا ويوتيوب، أفاد التقرير بأن هذه المنصات حصلت على نقاط مقابل الخطوات الأساسية لمعالجة المعلومات الخاطئة المتعلقة بالمناخ، مثل إدراجها التضليل المناخي في سياسات المعلومات الخاطئة، وحظر محتوى إنكار المناخ في الإعلانات، إلا أنها تفتقر لإنفاذ هذه السياسات، ولا يتم تطبيقها بشكل كاف.
كما أشار إلى أن المنصات المدروسة جميعها باستثاء بينترست، افتقرت إلى سياسات تتضمن تعريفًا شاملًا وعالميًا للمعلومات الخاطئة المتعلقة بالمناخ. وأن المنصات الخمس جميعها لم تحصل على أية نقاط حول إبلاغها عن كيفية تأثير التغييرات الخوارزمية على انتشار المعلومات الخاطئة فيها، وجاء في التقرير "إن منصات التواصل الاجتماعي، التي تسبب الضرر من خلال الاستفادة من خطاب الكراهية والمعلومات المضللة، مدينة للجمهور بفتح صناديقها السوداء للخوارزمية”.
ما هو تحالف CAAD؟
هو تحالف عالمي يضم أكثر من خمسين منظمة في مجال المناخ ومكافحة المعلومات المضللة، منها منظمة السلام الأخضر وأصدقاء الأرض، يهدف إلى المطالبة باستراتيجيات جادة للتعامل مع التهديد الذي تشكله المعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة حول المناخ.
ومن أهداف التحالف تحمل شركات التكنولوجيا الكبرى المسؤولية عن “دورها في السماح بانتشار المعلومات الخاطئة/المضللة المتعلقة بالمناخ على منصاتها".
كما يسعى إلى إشراك صناع القرار على المستوى الوطني والدولي لفرض المساءلة ورفع الوعي السياسي بالمشكلة.
مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي
يأتي هذا التقرير مع اقتراب انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة السنوي للتغير المناخي، والذي يشار إليه أكثر باسم COP، إذ ستعقد النسخة الثامنة والعشرين من المؤتمر في الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني حتى 12 ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري، في مدينة دبي.
يهدف COP28 إلى تقييم شامل لآليات معالجة مشكلة التغير المناخي، وفقًا لاتفاق باريس، الذي عقد في الثاني عشر من ديسمبر عام 2015، وتبنته 197 دولة حول العالم، ويهدف بشكل أساسي إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، والحد من زيادة ارتفاع درجة الحرارة العالمية، حتى تبقى ما دون 1.5 درجة مئوية، وتجنب الوصول إلى 2 درجة مئوية.
اقرأ/ي أيضًا
دور الانحياز المعرفي في انتشار المعلومات المضللة المؤثرة على قضيّة التغير المناخي
