انتشرت في الأيام الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ادّعاءات مفادها أنّ شبكة الإنترنت ستتوقف عن العمل على مستوى العالم يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وأنّ انقطاعها قد يستمر لأشهر عدة لأن كابلات الإنترنت التي تربط بين القارات عبر المحيطات والبحار، قد تكون عرضة للتلف جراء عاصفة شمسية. وقد لقي الخبر تفاعلًا واسعًا بين المستخدمين، الذين تداولوا مقطع فيديو لمذيع يُعلن في أحد البرامج، عن أنّ الإنترنت سينقطع عن العالم في ذلك التاريخ.
حقيقة انقطاع الإنترنت في أكتوبر المقبل
الخبر المتداول هو ادّعاء زائف ومجرد شائعة لا أساس لها، إذ لم تعلن أي جهة دولية أو رسمية معنية بشبكة الاتصالات عن انقطاعها لمدة وجيزة أو طويلة. كما أنّ الفيديو المتداول على أنّه لمذيع يُعلن نبأ انقطاع الإنترنت، مفبرك، ومأخوذ من برنامج "معالي المواطن" على قناة إم بي سي السعودية، ويعود تاريخ الحلقة التي اجتُزئ منها الفيديو المفبرك، إلى التاسع من أكتوبر 2018.
في تلك الحلقة استضاف المذيع السعودي علي العلياني، المتحدث باسم هيئة الاتصالات السعودية عادل أبو حميد، ليعلّق على شائعة مطابقة للّتي انتشرت مؤخرًا، ادعى ناشروها بأنّ الإنترنت سينقطع في 11 أكتوبر 2018. وأوضح حينها أبو حميد أنّ الخبر غير صحيح، وأنّ بعض الانقطاعات قد تحصل في أماكن محدودة جراء تغيير صيغة الشيفرات المسؤولة عن حماية أسماء النطاقات على الإنترنت.
إعادة تداول شائعة انقطاع الإنترنت نفسها
انتشار تلك الشائعة بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عام 2018، دفع العديد من المؤسسات الإعلامية والمعنية بالاتصالات، حينها، إلى إصدار بيانات تنفي الخبر وتؤكد أنه مجرّد شائعة لا أساس لها. ومنها هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في قطر، التي أعلنت أنّ الإنترنت لن ينقطع لمدة يومين كما ذُكر في الخبر المتداول، وأنّ هيئة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة (ICANN)، ستغيّر مفتاح التشفير الذي يساعد على حماية نظام أسماء النطاقات على الإنترنت، وهي خطوة مهمة لضمان مرونة واستقرار وأمان النظام، بحسب ما ورد في بيان هيئة الاتصالات القطرية، آنذاك.
يتضح من إعادة تداول الشائعة نمطًا غير مألوف في تضليل المستخدمين، إذ إنّ مقطع الفيديو المجتزأ الذي اعتُمد لترويج شائعة انقطاع الإنترنت في 11 أكتوبر المقبل، مقتطع ومأخوذ من مقابلة غرضها نفي الشائعة نفسها عندما انتشرت في عام 2018. أي أنّ شائعة انقطاع الإنترنت حديثًا انتشرت عبر تحريف محتوى يهدف لنفي صحتها عندما لاقت رواجًا منذ بضع سنوات.
نشاط زائد على سطح الشمس
وجاء تداول الادّعاء، عقب عاصفة شمسية ضربت الأرض يومي 18 و19 سبتمبر الجاري، أدت إلى ظهور الشفق القطبي في أنحاء مختلفة من العالم. وضربت العاصفة الشمسية الغلاف الجوي للأرض جراء نشاط زائد تشهده الشمس هذه الفترة، يؤدي إلى تشكل أمواج جيومغناطيسية قد تصل آثارها كوكب الأرض. وستصل ذروة النشاط الشمسي الذي يبلغ 11 عامًا، في عام 2025. هذا ولم يُحذّر العلماء أو كالات الفضاء الدولية من أضرار جسيمة قد تلحق بالأرض وبشبكة الاتصالات خلال الفترة المقبلة.
وسبق وأن انتشرت أخبار زائفة وشائعات بالتزامن مع أنباء حدوث عواصف شمسية، من ضمنها خبر نشرته وسائل إعلام ومواقع إلكترونية في أكتوبر عام 2019، ادعت فيه أنّ عاصفة شمسية ستضرب الأرض مما سيؤدي إلى ظلام دامس سيخيم على العالم لمدة ستة أيام. تحقق “مسبار” آنذاك من الشائعة، وبيّن أن لا أساس لها، وأنّ أصلها مجرد دعابة نشرها موقع يدعى Huzlers عام 2014.
اقرأ/ي أيضًا
