نشرت مواقع إخبارية وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الفائتة، خبرًا مفاده أن الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الحالي، دونالد ترامب، سيتوجه إلى الكونغرس يوم الثلاثاء المقبل، ليقدّم نفسه كمرشح لرئاسة مجلس النواب بعد التصويت على عزل رئيسه الجمهوري السابق كيفن مكارثي.
وجرى تداول الخبر بناءً على مقال نشرته صحيفة بوليتيكو الأميركية، يوم أمس الخميس الخامس من أكتوبر/تشرين الأول، بعنوان "ترامب يفكر في زيارة الكونغرس قبل انتخاب رئيس له"، وفيه ذكرت الصحيفة، نقلًا عن مسؤول جمهوري مطلع على المناقشات الداخلية لم تسمّه، أن الرئيس السابق دونالد ترامب يفكر في زيارة مبنى الكابيتول الأسبوع المقبل، حيث يكون منفتحًا على تقديم نفسه كمرشح لمنصب رئيس مجلس النواب.
وقال المتحدث للصحيفة، إنّه إذا حدث ذلك، فسيأتي ترامب للتحدث إلى الحزب الجمهوري بمجلس النواب في وقت ما قبل الانتخابات الداخلية لرئيس المشرّعين، والتي من المقرر أن تتم يوم الأربعاء. إذ سيجتمع الحزب الجمهوري بكامل هيئته يوم الثلاثاء لحضور "منتدى المرشحين" الداخلي.
ترامب يركز على الانتخابات الرئاسية
لكن قبل انتشار تلك الأخبار بيومٍ واحد فقط، أقرّ ترامب يوم الأربعاء، أثناء وجوده في محكمة مانهاتن لليوم الثالث ضمن محاكمته بتهمة الاحتيال المدني، بعدم نيّته الترشح لرئاسة الكونغرس، إذ قال للصحفيين "لقد اتصل بي الكثير من الناس بشأن رئاسة مجلس النواب، كل ما يمكنني قوله هو أننا سنفعل كل ما هو أفضل للبلاد وللحزب الجمهوري".
ويواجه ترامب وأبناؤه البالغين وشركاته، دعوى قضائية تطالب بدفع غرامات تصل إلى 250 مليون دولار، نتيجة لما وصفته السلطات في نيويورك بالاحتيال التجاري المستمر.
وقال ترامب خلال تصريحه الذي استغرق دقيقة واحدة “تركيزي ينصب بالكامل على الرئاسة. إذا كان بإمكاني مساعدتهم خلال هذه العملية، سأفعل ذلك". وأضاف “لكن لدينا بعض الأشخاص العظماء في الحزب الجمهوري الذين يمكنهم القيام بعمل رائع كمتحدث (رئيس مجلس النواب)”.
وكان ثلاثة جمهوريين على الأقل في مجلس النواب، قد دعوا علنًا إلى تعيين ترامب رئيسًا جديدًا للمجلس بعد إقالة كيفن مكارثي يوم الثلاثاء. إذ قال مكارثي إنه لا يعتزم الترشح لمنصب رئيس مجلس النواب مرة أخرى، مما يمهد لسباق استبداله، حيث أطلق النائبان ستيف سكاليز وجيم جوردان بالفعل عروضهما لشغل المنصب.
جمهوريون يريدون ترامب متحدثًا مؤقتًا في الكونغرس
تم طرح اسم ترامب على الفور من قبل مؤيديه، بعد التصويت الذي نجح في إقالة مكارثي. وقال أحد مستشاري ترامب ليلة الثلاثاء لشبكة إن بي سي نيوز، “إن الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس طلبوا بالفعل من ترامب العمل كمتحدث مؤقت”.
وقال المستشار في رسالة عبر البريد الإلكتروني "يحاول الأعضاء التحدث مع الرئيس (ترامب) بشأن القيادة بينما يعمل مجلس النواب على حلّها على المدى الطويل".
ويعد رئيس مجلس النواب، منصبًا ذو أهمية كبرى في السياسة الأميركية، حتى خارج الكونغرس، إذ يعد صاحب هذا المنصب هو الأكثر نفوذًا بعد الرئيس ونائب الرئيس مباشرة.
وترامب، بطبيعة الحال، ليس عضوًا في الكونجرس. لكن الدستور لا ينص صراحة على أن رئيس مجلس النواب يجب أن يخدم في مجلس النواب، على الرغم من أن كل من شغل المنصب حتى الآن فعل ذلك. وقد أدى هذا الإغفال في بعض الأحيان إلى تكهنات بإمكانية وجود زعيم غير عضو في مجلس النواب.
ترامب يؤيد جيم جوردان كرئيس لمجلس النواب
إضافةً إلى ذلك، أعلن دونالد ترامب رسميًا، صباح اليوم الجمعة، تأييده للنائب جيم جوردان من ولاية أوهايو، رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب، والمدافع منذ فترة طويلة عن ترامب، ليخلف كيفن مكارثي كرئيسٍ للكونغرس.
وكتب ترامب على موقع Truth Social الذي يملكه “لقد كان عضو الكونجرس جيم جوردان نجمًا قبل وقت طويل من قيامه برحلته الناجحة للغاية إلى واشنطن العاصمة، ممثلًا لمنطقة الكونغرس الرابعة في أوهايو. سيكون رئيسًا عظيمًا لمجلس النواب، وسيحظى بتأييد كامل وتام!".
جاء هذا الإعلان، بعد ساعات من تصريح النائب عن ولاية تكساس، تروي نيلس، ليلة الخميس، بأن "ترامب قرر دعم جوردان في سباقه لرئاسة المجلس".
عزل كيفن مكارثي
وكان أعضاء مجلس النواب الأميركي قد صوّتوا، يوم الثلاثاء الفائت، بالأغلبية، على عزل رئيس المجلس العضو في الحزب الجمهوري كيفن مكارثي من منصبه، في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة، وذلك بعد مذكرة طرحها “الجناح المتشدد” في حزبه تنص على اعتبار "منصب رئيس مجلس النواب شاغرًا".
وجاء عزل عضو الكونغرس مكارثي من زعامة الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، بعد تصويت 216 لصالح حجب الثقة مقابل معارضة 210. إذ صوّت “المتشددون” في الحزب الجمهوري ضد مكارثي بعدما تعاون مع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لتمرير اتفاق مؤقت بشأن الموازنة، يضمن تمديد التمويل الفيدرالي حتى 17 من نوفمبر/تشرين الثاني، من أجل تجنب أي إغلاق حكومي.
اقرأ/ي أيضًا:
فيديو ترامب وهو يهاجم أوباما وكلينتون قديم وليس بعد خروجه من الحبس
الفيديو معدل وليس لردة فعل أميركيّين عند عرض صورة ترامب الجنائية