أعادت حسابات رسمية إسرائيلية مؤخرًا تداول تصريح منسوب للفنانة اللبنانية إليسا، زاعمة أنها في عام 2020 عبّرت في منشور لها على منصة إكس عن دعمها للسلام مع إسرائيل. ووفقًا لما نُسب إليها، فقد قالت الفنانة في ذلك المنشور إنّ وصف إسرائيل كعدو للبنان هو “كذبة كبيرة استحوذت على عقول الناس”.
رغم أن الصفحات الإسرائيلية كتبت نص التصريحات التي قالت إن مصدرها تغريدة إليسا عام 2020، إلا أنها لم تُرفق التغريدة الأصلية التي زعم أنها المصدر، ولم يرد في المنشور، أي لقطة شاشة لتأكيد ذلك.
اكتفت الحسابات الإسرائيلية، بإرفاق تغريدة حديثة للفنانة كنص، تعبر فيها عن رفضها لدخول لبنان في الحرب مع ربطها بالتصريحات المزعومة السابقة المتعلقة بإسرائيل.
راجع “مسبار” الادعاء المتداول، وسياق التصريح، وسلسلة تصريحات قديمة للفنانة إليسا، ووجد أنه هنالك عدة نقاط صحيحة، وأخرى مضللة، وسنوضحها في هذا المقال.
إذ لم تصرح الفنانة اللبنانية إليسا تحديدًا بأن وصف إسرائيل كعدو للبنان هو “كذبة كبيرة استحوذت على عقول الناس”. ولم تؤيد حرفيًا السلام مع اسرائيل، كما أنها لم تنشر تصريحاتها كتغريدة كما قالت الصفحات الإسرائيلية، بل كانت تصريحاتها خلال مقابلة أجرتها إليسا في عام 2020 مع محطة MTV اللبنانية.
إسرائيل تستخدم مقطع من مقابلة إليسا التي تمتد لساعتين بشكل مضلل
وظفت إسرائيل مقطعًا من المقابلة التي امتدت على مدار ساعتين بشكل مضلل، إذ تحدثت إليسا حينها عن قضية ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل.
عبّرت إليسا في المقابلة عن استيائها من سياسة بعض الأطراف السياسية اللبنانية، وذكرت أنّ مسألة ترسيم الحدود فاجأتها، إذ من اعتبر إسرائيل عدوًا لمدة 20 عامًا، نراه يتعاون فجأة معها في مسائل مثل ترسيم الحدود، حسب تعبيرها.
وقالت إليسا (الدقيقة 1:20:39) إنّها رغم ذلك ليست ضد مبدأ السلام مع أي دولة، وقد وصفت المواقف المتضاربة في التصريحات والفعل تجاه إسرائيل، بأنها “كذبة كبيرة”. أي أنها لم تكن تشير في أي حال إلى أنّ تصنيف إسرائيل كعدو هو “كذبة كبيرة”.
وفي ما يلي كامل النص مفرغ من المقابلة الأصلية، ويمكن العودة للدقائق من المقطع المرفق إلى جانب التفريغ النصّي.
بالرغم من أن الصفحات الإسرائيلية تداولت مؤخرًا التصريح القديم المجتزأ للفنانة اللبنانية إليسا بشكل مضلل، إلا أن هذه الصفحات سبق أن روجت للتصريح نفسه عدة مرات في عام 2021.
مدير أعمال إليسا نفى عام 2021 التصريحات المنسوبة حول دعمها لإسرائيل
في فبراير/شباط 2021، رد مدير أعمال الفنانة اللبنانية إليسا، أمين أبي ياغي، على الادعاءات الإسرائيلية، نافيًا بشكل قاطع التصريحات المنسوبة إليها. وقال أبي ياغي في تصريحاته “إذا خرج هذا التصريح عبر صحيفة إسرائيلية، فمن المؤكد أنها ستكتب على هواها وتحوّر القصة عن إليسا”. وأوضح أن الصفحات الإسرائيلية قد تكون شوهت أو حوّرت كلام إليسا الذي أدلت به في مقابلة سابقة، مشيرًا إلى أن الفنانة لم تصرح بما نُسب إليها بأي شكل من الأشكال.
في ذلك الوقت، تداولت وسائل إعلام مختلفة تصريحات أبي ياغي، مشيرة إلى أنّ إسرائيل استغلت كلام إليسا ووظفته بطريقة مختلفة لخدمة أهداف سياسية. وقد شدد مدير أعمالها على أن الفنانة تلتزم بموقفها الواضح تجاه القضايا الوطنية، ولا يمكن أن تدلي بمثل هذه التصريحات التي تُروج لها بعض الأطراف الإسرائيلية.
نشرت إليسا منذ عام 2020 تصريحات عدة تتناقض مع المزاعم الإسرائيلية
بالرغم من موقف الفنانة الذي يعارض دخول لبنان في الحرب، إلا أنها منذ عام 2020 عبّرت الفنانة إليسا عن موقفها الواضح من إسرائيل، ومن آخر المنشورات لها ما نشرته في أغسطس/آب الفائت حول الجرائم الاسرائيلية في قطاع غزة، والذي عبرت فيه عن تأييدها لسكان قطاع غزة وما يتعرض له خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع، وعلى أنّ إجرام إسرائيل تخطى كل الحدود.
وبعكس الادعاءات الإسرائيلية تمامًا كانت إليسا نشرت على صفحتها الرسمية في منصة إكس عام 2020، تدوينة انتقدت خلالها اتفاقيات السلام مع إسرائيل، وتحدثت حينها عن علاقة قوية للبنان فيما يخص تأييد القضية الفلسطينية.
إسرائيل تستغل تصريحًا حديثًا للفنانة اللبنانية وتربطه مع مزاعم عام 2020 المضلل
مؤخرًا، عبّرت الفنانة اللبنانية إليسا عن رفضها لدخول لبنان في الحرب، مطالبة بوقف العنف وإنهاء الصراع، في تصريح عام لا علاقة له بتأييد إسرائيل، بل يشير قياسًا لمنشوراتها الأخرى أنها ضد موقف حزب الله. ومع ذلك، استغلت بعض الصفحات الإسرائيلية هذا التصريح وربطته بتصريحاتها السابقة عام 2020، في محاولة للإيحاء بأن موقف إليسا مؤيد لإسرائيل، وأنها ترفض الحرب من زاوية دعمها لإسرائيل.
عززت هذه الصفحات السردية المضللة من خلال الإشارة إلى ما وصفته بحملة تحريض تعرضت لها الفنانة، للإيحاء بأن انتقادات الجمهور لموقفها لم تكن بسبب دعواتها لوقف الحرب فقط، بل نتيجة لموقف متسامح مع إسرائيل.
الضربات الإسرائيلية العنيفة مستمرة على لبنان
جاءت إعادة نشر الحسابات الإسرائيلية لتصريحات إليسا حديثًا بالتزامن مع ضربات جوية واسعة النطاق ينفذها الجيش الاسرائيلي ضد لبنان، أودت بحياة المئات من المدنيين.
وقال مركز عمليات الطوارئ في وزارة الصحة في 26 سبتمبر إن "غارات العدو الإسرائيلي طيلة الأربعاء على لبنان أدت إلى ارتقاء 72 شهيدًا بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 392 آخرين".
وكان القصف الإسرائيلي قد بدأ مع حملة عسكرية واسعة النطاق، وأودى بحياة 558 شخصًا بينهم 50 طفلًا و94 امرأة، إلى جانب 1835 جريحًا وفق أحدث بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
ورد حزب الله بقصف عدة مواقع إسرائيلية من بينها مصنع للمواد المتفجرة بصواريخ "فادي 3"، ودفعة صاروخية من جنوبي لبنان باتجاه بلدات الجليل. وأعلن حزب الله أمس الأربعاء أنه استهدف مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب.
اقرأ/ي أيضًا
تغريدة مفبركة للفنانة إليسا تنتقد فيها فتح مشافي سورية أمام اللبنانيين
الفيديو قديم وليس لحشد إسرائيل آلياتها العسكرية على جبهة لبنان