بعد تحذيرات الجيش الإسرائيلي بإخلاء مناطق شمال غزة، والتي يقصفها بشكل مستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والتوجه نحو الجنوب لضمان نجاتهم من الغارات. نزح آلاف الفلسطينيين مشيًا على الأقدام أو مستقلين سيارات وشاحنات.
نصح الاحتلال الأهالي بالتوجه إلى الجنوب عن طريق صلاح الدين الذي يربط بين شمالي غزة وجنوبها. لكن لم يفِ الاحتلال بوعده وقصف عددًا من السيارات التي كانت في الطريق إلى الجنوب.
طيران الاحتلال يقصف العائلات النازحة إلى جنوب غزة
تعرضت قافلة كانت تتحرك من شمالي قطاع غزة إلى جنوبه، في أعقاب أوامر الإخلاء، لقصف جوي إسرائيلي.
ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع تُظهر القافلة التي كانت تسير إلى الجنوب قبل أن تتعرض إلى قصف عنيف، وهي في الطريق الذي أكّد الاحتلال أنه سيكون آمنًا لحركة النزوح.
تسبب القصف في وقوع مجزرة مروعة، نتج عنها مقتل ما لا يقل عن 70 شخصًا وإصابة أكثر من 200 آخرين.
وأظهر تحديد الموقع الجغرافي للمجزرة أنها حصلت عند الشارع رقم 10، على طريق صلاح الدين الرئيسي، وهو الطريق نفسه الذي دعا الاحتلال سكان شمال غزة للنزوح الآمن عبره.
نشرت وسائل إعلام مشاهد مختلفة، تُظهر استهداف الاحتلال للمدنيين النازحين إلى الجنوب في شارع صلاح الدين في حي الزيتون.
وفي تقرير له، كشف التلفزيون العربي كيف نصب الاحتلال الإسرائيلي فخًا للمواطنيين الذين أجبرتهم تهديدات الاحتلال بالنزوح إلى جنوبي قطاع غزة، وكيف استهدفتم الطائرات الحربية وهم في الطريق إلى الجنوب.
شهود عيان يروون قصة المجزرة
وقال شاهد عيان على استهداف الطائرات الإسرائيلية لقوافل النازحين، في تصريحات لقناة الغد، إن أفرادًا من عائلته توجهوا للنزوح إلى الجنوب في سيارة خاصة، لكن الطيران الإسرائيلي قصفهم، وتحديدًا في منطقة دوار الكويت على طريق صلاح الدين.
بينما قال سائق سيارة إسعاف شهد واقعة قصف النازحين، إن طائرات الاحتلال "قصفت الشاحنات التي كانت تقل الناس إلى الجنوب، بعدما سمعوا كلام الجيش الإسرائيلي"، مؤكدًا وقوع عدد كبير من الضحايا نتيجة القصف.
عشرات الضحايا جراء استهداف الاحتلال للنازحين من شمال غزة
قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن أكثر من 70 فلسطينيًا استشهدوا وأصيب نحو 150 جراء استهداف الاحتلال للنازحين إلى الجنوب.
وأكدت الوزارة وصول عشرات الضحايا إلى مجمع الشفاء الطبي، جراء استهداف قوات الاحتلال الاسرائيلي للمواطنين الذين أُجبروا على الخروج القسري من منازلهم.
بدوره قال إياد البزم، المتحدث باسم وزارة الداخلية لقناة الجزيرة، إن القافلة استُهدفت بينما كان نحو 150 مدنيًا يشقون طريقهم عبر شارع صلاح الدين في حي الزيتون. وأضاف، على الرغم من الدعوات الإسرائيلية لإيجاد ملجأ في المنطقة الجنوبية من قطاع غزة، إلا أن أصوات القصف ما زالت مسموعة في كافة أنحاء القطاع.
بينما قالت حركة حماس إن "مجزرة الاحتلال ضد عائلات نزحت تحت القصف جريمة نكراء لن تزيد شعبنا إلا تمسكًا بأرضه"، مضيفة أن "هذه الجريمة تكشف كذب إسرائيل وخداعها".
مزاعم الاحتلال الزائفة بشأن تحذير الناس قبل قصف أماكنهم
يزعم الاحتلال الإسرائيلي أنه قواته تحذّر مواطني قطاع غزة قبل قصف منازلهم أو أماكنهم، بحجة "الحفاظ على سلامتهم". لكن المشاهد التي وثقتها الكاميرات للحظة قصف العائلات أثناء نزوحها، والقصف المستمر على منازل المدنيين في غزة يُكّذب هذه الرواية، ويؤكد أن الاحتلال لا يفرّق بين المقاتلين والمدنيين.
اقرأ/ي أيضًا
تحذيرات إسرائيل لسكان غزة قبل القصف: لغة تهديدية وقتل مبرَّر
هل استخدمت حماس أنابيب المياه التي مولها الاتحاد الأوروبي في صناعة الصواريخ؟
