أصدرت مراسلة شبكة سي إن إن، سارة سيدنر، اعتذارًا بعد أن دافعت عن مزاعم إسرائيل بأن حركة حماس قطعت رؤوس الأطفال خلال عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها منذ أسبوع، معترفة بأن التقارير لم يتم تأكيدها.
وقالت سارة سيدنر في حسابها على منصة إكس "بالأمس قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه أكد أن حماس قطعت رؤوس أطفال ورضع بينما كنا على الهواء مباشرة. وتقول الحكومة الإسرائيلية الآن إنها لا تستطيع تأكيد قطع رؤوس الأطفال". مضيفة "لقد كنت بحاجة إلى أن أكون أكثر حذرًا في كلماتي وأنا كذلك.. آسفة".
وأوضحت سارة "الكلمات التي استخدمتها هي أن مكتب رئيس الوزراء يجب أن يكون لديه دليل إذا كان يؤكد ذلك. ثم أكد الرئيس بايدن رؤيته، ثم تراجع عن ذلك".
وقالت المراسلة في تغريدة ردًا على أحد التعليقات "أود أن أزعم أننا كنا مضللين. سأقدم تقريرًا عما يقوله رؤساء الحكومات. هذا ما تفعله المنظمات الجديدة. هذا لا يعني أنه صحيح ولكنه خبر. قالوا ذلك واضطروا إلى التراجع عنه. وفي التقرير نفسه لاحظت أن حماس نفت هذه الأفعال".
سي إن إن: الحكومة الإسرائيلية لم تؤكد قطع حماس رؤوس الأطفال
وذكرت شبكة سي إن إن بشكل منفصل أيضًا، أن الحكومة الإسرائيلية لم تؤكد الادعاء بأن حركة حماس قطعت رؤوس الأطفال خلال الهجوم على غلاف غزة، يوم السبت السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حسبما قال مسؤول إسرائيلي للشبكة.
البيت الأبيض يتراجع عن مزاعم ذبح حماس الأطفال
انتشرت هذه المزاعم أكثر بعدما أكدها الرئيس الرئيس الأميركي جو بايدن، وهو في اجتماع مع زعماء الجالية اليهودية، يوم الأربعاء الفائت، إذ قال "أنا أفعل هذا منذ فترة طويلة، لم أعتقد أبدًا أنني سأرى.. لقد تأكدت من صور الإرهابيين وهم يقطعون رؤوس الأطفال".
لكن في وقت لاحق تراجع البيت الأبيض عن ادعاء الرئيس جو بايدن بأنه رأى صورًا لأطفال مقطوعة الرأس بعد هجوم حماس.
وفي رد على أسئلة صحيفة ذا واشنطن بوست، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن تصريحات الرئيس الأميركي استندت إلى تقارير إخبارية وادعاءات للحكومة الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة أن متحدثًا باسم البيت الأبيض أوضح لاحقًا أن "المسؤولين الأمريكيين والرئيس لم يروا الصور أو يؤكدوا مثل هذه التقارير بشكل مستقل".
كيف انتشرت مزاعم قطع رؤوس الأطفال الإسرائيليين؟
نشرت وسائل إعلام أجنبية وحسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مزاعم بشأن "قطع رؤوس أطفال إسرائيليين والاعتداء الجنسي على رهائن من قبل عناصر حماس"، بعد هجوم الحركة على غلاف غزة خلال عملية طوفان الأقصى.
وانتشرت هذه المزاعم بعد أن قالت نيكول زيديك، وهي مراسلة في قناة i24 الإخبارية ومقرها تل أبيب، خلال بث مباشر إنها تحدثت إلى جنود إسرائيليين شهدوا أطفالًا مقطوعي الرأس.
وتتبع "مسبار" انتشار الادعاء في قنوات ووسائل إعلام دولية، ولاحظ أن الادعاء لم يكن متداولًا في الإعلام الإسرائيلي العبري، وهذا أمر مدعاة للشك، إذ إنّ خبرًا كهذا-لو كان صحيحًا- لانتشر على نحو واسع في القنوات الإسرائيلية البارزة، كقنوات 12، 13، 11، إضافة إلى الصحف العبرية المعروفة.
وأنه بعد نحو أربع ساعات على انتشار الخبر، توجهت وكالة الأناضول بسؤال إلى الجيش الإسرائيلي عن حقيقة جثث الأطفال، لينفي المتحدث علمه بالحادثة، مؤكدًا عدم امتلاكه معلومات حولها. الأمر الذي يدحض ما ادّعته مذيعة قناة i24 الإخبارية، التي كانت ضمن فريق من المراسلين الذي أجروا جولة في المستوطنة برفقة جنود الاحتلال.
استمرار القصف العنيف على قطاع غزة
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة عسكرية متواصلة ضد قطاع غزة، ردًا على الهجوم العسكري الذي شنته كتائب عز الدين القسام الذراع السياسي لحركة حماس يوم السبت السابع من أكتوبر الجاري.
وأدى القصف المستمر من جيش الاحتلال لليوم الثامن على التوالي، إلى دمار هائل في المناطق السكنية وخسائر كبيرة في الأرواح ونزوح مئات الآلاف من السكان.
اقرأ/ي أيضًا
اتهامات لشبكة سي إن إن بإعداد تقارير مفبركة خلال عملية طوفان الأقصى
من مظاهر انحياز وسائل الإعلام الغربية لإسرائيل في تغطية الحرب على غزة