بعد انتشار أنباء عن تعرض كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس في غزة، لقصف عنيف خلال الغارات الجوية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على القطاع منذ أكثر من أسبوعين، حتى الآن، نشر حساب الناشط الإسرائيلي إيدي كوهين على منصة إكس، اليوم الأحد 21 أكتوبر/تشرين الأول، صورة من تقرير لقناة فرانس 24 عن تحقيق عرضته بخصوص عدم تعرض كنيسة القديس برفيريوس إلى قصف جوي إسرائيلي مؤخرًا.
وقال كوهين إن هذا التحقيق جاء بعد بحث توصل إلى استنتاجات بأن إسرائيل لم تقصف أي كنيسة مسيحية في غزة.
تقرير قديم لفرانس24 عن عدم تعرض كنيسة القديس برفيريوس إلى قصف
تحقق "مسبار" من ادعاء إيدي كوهين حول عدم تعرض كنيسة القديس برفيريوس أو أي كنائس أخرى لقصف إسرائيلي وتبين أنه مضلل. إذ تعرضت كنيسة القديس برفيريوس إلى قصف إسرائيلي يوم الخميس 19 أكتوبر الجاري، والتحقيق الذي عرضته قناة فرانس24 يعود إلى يوم 11 أكتوبر، أي قبل نحو تسعة أيام من قصف الكنيسة.
وفنّد تقرير فرانس 24 ادعاءات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، حول تعرض كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية في غزة، إلى قصف بالطائرات الحربية الإسرائيلية، مؤكدًا أن الكنيسة سليمة، وأن الغارات الجوية الإسرائيلية ضربت منطقة أخرى مكتظة بالسكان في غزة وبالقرب من عدة مدارس. أي أن التقرير كان يُكذب هذه الادعاءات التي انتشرت قبل القصف الحقيقي التي تعرضت له الكنيسة يوم الخميس.
قصف إسرائيلي يستهدف كنيسة القديس برفيريوس في غزة
واستهدف قصف إسرائيلي أحد مباني كنيسة القديس برفيريوس في غزة، مساء الخميس 19 أكتوبر، والتي تقع على بعد أمتار من المستشفى العربي الأهلي المعمداني الذي ارتكبت فيه إسرائيل مجزرة راح ضحيتها مئات الضحايا.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن مئات المسيحيين والمسلمين كانوا يحتمون في داخلها من القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة. ونشرت وسائل إعلامية صورًا ومقاطع فيديو تُظهر الأضرار التي تعرضت لها بعد القصف الإسرائيلي.
بيان بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية بعد قصف كنيسة القديس برفيريوس
وأصدرت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية بيانًا بعد قصف كنيسة القديس برفيريوس، استنكرت فيه القصف الإسرائيلي الذي طاول أحد مباني كنيستها في مدينة غزة.
وأكدت البطريركية في البيان أن "استهداف الكنائس والمؤسسات التابعة لها، بالإضافة إلى الملاجئ التي توفرها لحماية المواطنين الأبرياء، خاصة الأطفال والنساء الذين فقدوا منازلهم جراء القصف الإسرائيلي للمناطق السكنية خلال الأيام الأخيرة، يشكل جريمة حرب لا يمكن تجاهلها".
وأشارت البطريركية إلى أنه على الرغم من التعرض الواضح لمرافق الكنيسة والكنائس الأخرى، و المستشفى المعمداني والمدارس والمؤسسات الاجتماعية الأخرى، إلا أنها "مع بقية الكنائس مصممة على مواصلة أداء واجبها الديني والأخلاقي بتقديم المساعدة والدعم والمأوى للأشخاص الذين يحتاجون إليها، حتى وسط المطالب المستمرة من الجانب الإسرائيلي بإخلاء تلك المؤسسات من المدنيين، والضغوط التي تمارس على الكنائس في هذا الصدد".
تشييع ضحايا القصف الإسرائيلي على كنيسة القديس برفيريوس
وأعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة، مقتل وإصابة أعداد كبيرة من المدنيين في مجزرة جديدة ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق مئات النازحين داخل كنيسة الروم الأرثوذكس.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب على تطبيق تليغرام "مجزرة جديدة يرتكبها الاحتلال بحق مئات النازحين داخل كنيسة الروم الأرثوذكس في مدينة غزة، ووقوع أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى".
بينما قال الأب عيسى مصلح، الناطق باسم بطريركية الروم الأرثوذكس في بيت لحم، إن المبنى الذي انهار كان جزءًا من مجمع الكنيسة، وأنّ القصف خلف عشرات الجرحى، بينما لا تزال جهود الإنقاذ جارية لانتشال ضحايا آخرين، لا يزالون تحت الأنقاض.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الجمعة، إن 20 شخصًا على الأقل، منهم 18 مسيحيًا قتلوا في استهداف إسرائيل كنيسة الروم الأرثوذكس بشكل مباشر.
وشيعت كنيسة القديس برفيريوس، جثامين ضحايا قصف الجيش الإسرائيلي على الكنيسة، يوم أمس الجمعة. وودع المسيحيون ضحاياهم قبل دفنهم في المقبرة المخصصة لهم. وترأس المطران الكسيوس، مطران كنيسة الروم الأرثوذوكس في غزة، صلاة الجنازة بحضور عشرات الفلسطينيين.
إسرائيل تقصف أماكن دور العبادة والمستشفيات في حربها الأخيرة على غزة
ومنذ بداية الحرب الأخيرة والقصف الإسرائيلي المستمر الذي جاء بعد عملية طوفان الأقصى، التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس في السابع من أكتوبر الجاري، تعرضت المساجد والمدارس والمستشفيات التي لجأ إليها الناس بعد فرارهم من منازلهم لقصف عنيف.
وفي هذا الخصوص، أكد الأب عبد الله يوليو رئيس دير الروم الملكيين الكاثوليك سابقًا، في تصريحات خلال مداخلة تليفونية مع التلفزيون العربي أن "الاحتلال يستهدف الأرض التي يرغب في الحصول عليها دون شعب، بهدف تهجير أو إبادة سكان فلسطين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين".
وأضاف "ضرب المقدسات أمر يجب أن يتحرك له ضمير العالم لإيقاف ما يحصل بحق المدنيين والمستشفيات والكنائس والمساجد".
وأشار الأب يوليو إلى أن "الفاتيكان وكل الهيئات الدينية في العالم يجب أن تدفع أكثر لإيقاف مثل هذه الاعتداءات والمجازر بحق الفلسطينيين على أرضهم". موضحًا "هناك محرمات في القوانين الدولية مثل المستشفيات ودور العبادة التي لا يجب قصفها، حيث إن كنيسة القديس برفيريوس كان فيها أطفال ونساء وشيوخ يحتمون بها".
مؤكدًا "ما يجري هو حرب إبادة للشعب في غزة وفي فلسطين، ويجب على العالم أن يستيقظ ويوقف شلال الدماء البريئة".
وفي 17 أكتوبر الجاري، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، مخلّفًا ما يزيد عن 500 ضحية، كما أصابت غارة جوية إسرائيلية مدرسة تابعة للأونروا في مخيم المغازي للاجئين قُتل خلالها 6 أشخاص، بالإضافة إلى قصف وتدمير عشرات المساجد في القطاع، منذ الحرب التي أودت بحياة حوالي 4 آلاف فلسطينيًا.
اقرأ/ي أيضًا
الرواية الإسرائيلية حول مجزرة المستشفى المعمداني: من التبني إلى الإنكار
ما صحة ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي بأن منطقة جنوبي قطاع غزة آمنة؟