في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ومع استمرار المعارك الدائرة بين قوّات الاحتلال الإسرائيلي وكتائب القسام، في مناطق متفرّقة من قطاع غزة، نشر المتحدّث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أوفير جندلمان، مقطع فيديو ادّعى أنّه يُوثّق مطاردة كلاب تابعة للجيش الإسرائيلي لمقاتلين من حماس داخل أنفاقهم.
صحافي إسرائيلي يُشكّك في رواية المسؤولين الإسرائيليين
لكن مراسل يديعوت أحرونوت، يوآف زيتون، شكّك في تلك الرواية عندما نشر تغريدة على إكس قال فيها "لست أدري أيّ مسؤول إسرائيلي يوزّع هذا المقطع، لكنّ فحصًا أوليًّا أجريته أظهر أنّ الفيديو إمّا من عملية الجرف الصامد (العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014)، أو من تدريب أُجري في سنوات سابقة". ولم يقدّم زيتون أيّ تفاصيل عن المنهجية التي اتبعها للوصول إلى الفرضيتين.
عدم الاتساق بين الصوت والمشهد
وفي حين لم يعثر "مسبار" بالبحث العكسي على الفيديو منشورًا بتواريخ أقدم، لاحظ عدم اتساق بين الصوت والمشهد. إذ يوحي الصوت بأنّ المقاتل في حالة ذعر، في حين يَظهر في الفيديو هادئًا ولا يحاول الفرار، ويتظاهر بمهاجمة الكلب، فيلف ذراعه اليُمنى حول رقبته دون أن يلمسه فعلًا.
ويكاد الكلب يكون المصدر الوحيد للحركة، رغم أنّ الاهتزاز المتكرّر لكاميرا التجوال المثبتة على ظهره يعطي الانطباع بأن الطرفين يتصارعان.
كما لاحظ مسبار أن الصراخ في المقطع صادر عن شخصين اثنين، في حين لا يظهر في المشهد إلا شخص واحد ولا يهاجم الكلب في المشهد إلا شخصًا واحدًا أيضًا.
المقاتل المزعوم يصدُّ الكلب بذراعه اليسرى
يلاحَظ في المقطع أنّ حركات المقاتل لم تكن عشوائية وعنيفة، عكس ما هو متوقّع عادة من شخص يتعرض للهجوم من قبل مخلوق مفترس. يتصدى المقاتل للكلب جالسًا ويدير جسده نحو اليمين، بينما يُطبق الكلب أنيابه على ذراعه اليسرى. ويرجّحُ بالنظر إلى نصف قطر الكُمِّ الأيسر الكبير نسبيًّا، أنّ المقاتل يرتدي تحت بدلته كُمًّا لتدريب الكلاب، والذي تتمثّل وظيفته في حماية الدراع من عضات الكلب.
بدلة لا تشبه بدلات مقاتلي حماس
لا يشبه قماش التمويه العسكري الذي صُنعت منه بدلة المقاتل الظاهر في المقطع قماش بدلات مقاتلي كتائب القسّام، الذراع العسكري لحركة حماس.
ففي حين تظهر بدلة المقاتل المزعوم باللونين الرمادي الفاتح والأبيض، خرج مقاتلو القسّام إلى العلن مرتدين بدلات عسكرية ملونة بالبني والبني الفاتح والأخضر العسكري، عندما نفذوا عملية طوفان الأقصى في مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت.
اقرأ/ي أيضًا
مؤشرات تدل على مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي عن مجزرة شارع الرشيد
صورة أبو عبيدة وهو بين سكان غزة قديمة وليست خلال الحرب الحالية
