مجدّدًا لا تتوقف الدعاية الإسرائيلية عن اتهام الفلسطينيين في غزة بفبركة موتهم، وبأنهم يُروّجون لمأساة لا أساس لها، وينشرون تلك الاتهامات تحت وسم بوليود، في إشارة إلى اختلاق الفلسطينيين معاناتهم وفبركة مشاهد الضحايا والجرحى. وتستمر الحسابات الإسرائيلية بنشر تلك المزاعم على الرغم من أنّ ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع تجاوز 11300 فلسطينيًّا، منهم نحو 4 آلاف طفل، فضلًا عن جرح ما يقارب 30 ألفًا، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أعقبت عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وكان آخر تلك الاتهامات الإسرائيلية استغلال مشهد جريح فلسطيني، يحاول أشخاص من حوله طمأنة والدته بأنّ جراحه ليست خطيرة ولا تستدعي قلقها وخوفها عليه، عبر إزاحة الضماد عن رأسه لتتأكد من أنّ إصابته ليست خطيرة. وقد أخذت حسابات إسرائيلية المشهد وروّجت لها على أنّها لأم فلسطينية تهرع إلى المستشفى بعد سماعها خبرًا بإصابة ابنها، لتجد أنّه بخير وأنها مجرّد تمثيلية.
ويصوّر المشهد إصابة الشاب بجراح مختلفة، وكيف أنّ ثيابه ممزقة وهيئته تُشير إلى وجوده في مكان تعرَّض لقصف إسرائيلي، وأن من حوله يسعون لإقناع أمّه أنّ جروحه طفيفة ولا خطر على حياته.
الدعاية الإسرائيلية تتهم الفلسطينيين بفبركة موتهم
تستمرّ إسرائيل عبر مسؤوليها ومؤيّديها ووسائل إعلامها باتهام الفلسطينيين بالخداع، ومن أحدث تلك الاتهامات، تعليق المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان، على مقطع فيديو من المستشفى الإندونيسي، ادعى أنّه يُظهر تزويد المستشفى بالكهرباء، على عكس ما ذكره الكادر الطبي بأنّها قُطعت عنه بشكل كامل.
فنّد مسبار ادعاء جندلمان، وبيّن في تقرير نشره أمس الاثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أنّ الكهرباء مقطوعة بالفعل عن المستشفى وأنّ الضوء الشحيح الذي يظهر من بعض النوافذ، هو لمصابيح تعمل بالبطاريات، وباتت تُستخدم لإنارة ممرات المستشفى. وقد حصل مسبار عن صور من داخل المستشفى، زوده بها مسؤول قسم الممرضين، الدكتور عصام نبهان، تُظهر انقطاع الكهرباء عن المبنى بالكامل.
مسبار يتتبع حملة التضليل التي تدعي فبركة الفلسطينين مشاهد الضحايا
منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع، تحقق مسبار من ادعاءات عدّة، نشرتها حسابات إسرائيلية على أنّها لتزييف فلسطينيين مشاهد الضحايا، منها مقطع فيديو زعمت أنّه يُظهر جثثًا تتحرك داخل الأكفان. كشف مسبار أنّ الفيديو من عام 2013، وهو لمشهد تمثيلي يحاكي فض اعتصام رابعة في مصر، أدّاه مجموعة من شباب جامعة الأزهر.
مقطع فيديو آخر ادّعت حسابات إسرائيلية، أنّه يُظهر أيضًا جثة تتحرك داخل الكفن، لكنّ مسبار حلّل المشهد الذي يُظهر تحرك رأس الجثة وبيّن أنه مضلل، فالجثة لم تتحرك، إلّا أن تحريك الشاب الذي بجوارها لجزء من الكفن أدّى إلى ارتفاع الرأس قليلًا فبدا وكأن الجثة تحرّكت. وسبب ذلك أن الكفن يُربط بعقد عدّة كجزء من العادات الجنائزية، وذلك في خمسة مواضع، وتسمى تلك الطريقة بـ"عصب الكفن".
وفي سياق حملة التضليل ذاتها، نشر الناشط الإسرائيلي إيدي كوهين مشهد لجثة شاب تحركت في الكفن، إلاّ أنّ مسبار بيّن أنّ الجثة ليست لفلسطيني، وأنّ المشهد مأخوذ من دورة تدريبية لتنظيم وتسيير الجنائز في ماليزيا.
وتأتي حملة التضليل الإسرائيلية هذه في سياق دعاية تروّج عبرها إسرائيل بأنّها لا تستهدف المدنيين في قطاع غزة، وبأنّ صور الضحايا والمشاهد مفبركة وليست صحيحة. إلا أنّ وسائل الإعلام والناشطين والطواقم الطبية والصحفية نشرت آلاف الصور والمشاهد التي توثّق المجازر التي ترتكبها إسرائيل في مختلف أنحاء القطاع.
اقرأ/ي أيضًا
مشهد تمثيلي قديم وليس لفلسطينيين يزيفون موتهم في غزة
الفيديو من مشهد تدريبي لتسيير الجنائز في ماليزيا وليس لجثة فلسطيني تحركت داخل الكفن