تتداول حسابات إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة تأتي في سياق الدعاية الإسرائيلية خلال الحرب الجارية على قطاع غزة، ادعى ناشروها أنها لبعض جنود جيش الاحتلال وهم يساعدون مسنًّا فلسطينيًّا أثناء نزوحه إلى جنوبي القطاع.
وقال حساب إسرائيل بالعربية إنّ جنود الجيش الإسرائيلي يتقيدون بفرائض وأخلاق الديانات السماوية، ويعملون بموجب هذا المبدأ السامي في إشارة إلى محاولة مساعدة الجندي للعجوز الفلسطيني.
جيش الاحتلال يقتل فلسطيّنيًّا بعد التقاط مشهد لمساعدته
يظهر لاحقًا، أن الصورة التي نشرتها الحسابات الإسرائيلية للجندي الذي يساعد المسن الفلسطيني، تأتي ضمن الدعاية الإسرائيلية الهادفة لإظهار جنود الاحتلال وكأنهم يحمون المدنيين ولا يعتدون عليهم، إنما يقدّمون لهم المساعدات خلال عمليات النزوح إلى جنوبي غزة.
وسرعان ما انتشرت صور مصدرها عائلة المسنّ الفلسطيني، التي أكدت أن جيش الاحتلال قتل الرجل بعد التقاط هذه الصورة الأولى له.
ويظهر في الصورة التي نشرتها عائلة المسن الفلسطيني بشير حجي (74 عامًا)، من سكان حي الزيتون في مدينة غزة، والذي كان يحاول العبور إلى جنوبي غزة عن طريق صلاح الدين الرئيسي، كيف تعرض للإعدام الميداني من قبل جنود الاحتلال.
وتظهر مواضع إطلاق النار في جسم المسن بشير حجي في الصورة التي نُشرت له بعد مقتله، وكان يرتدي الملابس نفسها التي ظهر فيها في الصورة مع الجندي الإسرائيلي، كما يُلاحظ بجانبه العكاز الذي كان يحمله أيضًا.
نجل بشير حجي يروي تفاصيل مقتل والده
وعثر "مسبار" على شهادة نجل المسن بشير حجي التي رواها للتلفزيون العربي يوم التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وتحدث فيها عن تفاصيل استشهاد والده برصاص قناص إسرائيلي في غزة.
وقال الابن إنّه في وقت مبكر صباح يوم التاسع من نوفمبر، قتل قناص من جيش الاحتلال الإسرائيلي والده المسن بشير حجي، قرب مفترق الشهداء على شارع صلاح الدين في غزة.
وأضاف أن والده حاول العبور مشيًا على الأقدام أمس مع والدته نحو المنطقة الجنوبية، لكنه بقي في المكان جراء التعب ولم يستطع مواصلة المسير. وحين ذهب الابن إلى مكان فقدانه عثـر عليه شهيدًا في أحد المنازل متأثرًا بإصابةٍ في رأسه وظهره أدت إلى استشهاده.
وبعد نشر الحسابات الإسرائيلية الصورة، أوضحت حفيدة الشهيد هالة حجي، حقيقة الجريمة التي نفّذها جنود الاحتلال، ونشرت عبر حسابها على موقع انستغرام، الصورة مع أخرى توضح أماكن الرصاص في جسمه، مرفقة بتعليق قالت فيه "بينوا للعالم إنهم ساعدوا سيدي وإنهم إنسانين وهم بالحقيقة قتلوه حسبي الله ونعم الوكيل فيهم، شهيد في الجنة يا سيدي يا حبيبي".
وكانت هالة قد أعلنت في حسابها عن خبر مقتل جدها على يد جنود الاحتلال أثناء نزوحه، قبل خمسة أيام من نشر الاحتلال الصورة الدعائية.
المرصد الأورومتوسطي يدين نشر الاحتلال صورة بشير حجي
وأدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان استخدام جيش الاحتلال صورة بشير حجي في دعايته حول الممر الآمن للنزوح إلى الجنوب، للتغطية على ارتكابه جرائم وفظائع مروعة بحق النازحين.
وقال المرصد في بيان له إنه تابع نشر جيش الاحتلال صورة تُظهر أحد جنوده وهو يتحدث مع المسن بشير حجي من سكان حي الزيتون، في أثناء عبوره طريق صلاح الدين، لادعاء مساعدة المدنيين الفلسطينيين وتوفير الحماية لهم خلال نزوحهم.
وأضاف "وقد وثق المرصد تعرض المسن حجي لحالة إعدام ميداني، بما يكشف عملية تزييف الحقائق التي يمارسها الجيش الإسرائيلي بشكل صارخ".
وأكدت هالة حجي، حفيدة المسن المقتول، لفريق المرصد الأورومتوسطي أنّ جدها الذي ظهر في صورة نشرها الجيش الإسرائيلي، قد "أُعدم عمدًا بإطلاق عدة أعيرة نارية عليه في الرأس والظهر خلال عبور طريق النزوح بطريقة بشعة".
الاحتلال يقتل مسنّة عام 2015 بعد التقاط صورة تُظهر إنسانيته المزعومة
ويعيد مشهد مقتل المسن بشير حجي إلى الأذهان قصة صورة لسيدة فلسطينية مسنة، تُظهر كيف يساعدها جنود الاحتلال ويقدّمون لها الماء في بلدة خزاعة جنوبي قطاع غزة. ونشرها حساب أفيخاي أدرعي عام 2015 وعلّق عليها "عندما تتكلم الصورة أفضل من ألف كلمة. هذه الصورة التقطت خلال عملية الجرف الصامد داخل قطاع غزة".
وما لم يظهر في بقية المشهد الذي صوره الاحتلال ونشره أفيخاي أدرعي، أن السيدة المسنة غالية العبد أبو ريدة وهي من ذوي الإعاقة البصرية والحركية، أُعدمت مباشرة بعد لحظات من التقاط هذه الصورة الدعائية.
عمليات النزوح إلى جنوبي غزة ليست آمنة كما يدعي الاحتلال
ويخشى الكثير من أهالي قطاع غزة من تعرضهم للقتل على يد جنود الجيش الإسرائيلي خلال عمليات النزوح إلى الجنوب. ونشرت الحسابات الإسرائيلية مؤخرًا مقطع فيديو دعائي آخر يُظهر تقديم جنود الاحتلال المساعدة إلى عائلة كانت تحاول النزوح إلى الجنوب. وظهرت سيدة فلسطينية في المقطع وهي تطلب منهم عدم إلقاء الصواريخ وقصفهم خلال مرورهم.
وسبق أن تحقق "مسبار" من الرواية الإسرائيلية بأن منطقة جنوبي قطاع غزة آمنة، وبيّن أنها رواية مضللة، إذ ارتكبت قوات الاحتلال عددًا من المجازر خلال عمليات النزوح، وقصفت العديد من القوافل.
اقرأ/ي أيضًا
الترجمة مفبركة وهذه السيدة لم تقل إنّ حماس منعتها من النزوح إلى جنوبي غزة
إسرائيل بالعربية تُحرّف حديث سيدة من غزة لتتهم حماس بعرقلة عمليات النزوح