نقلت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ ساعات، صورة ادّعت أنّها لقائد عمليات خاصة في قطاع غزة يُدعى آروين باران، قُتل خلال الحرب الجارية على القطاع.
وذكر الناشرون أنّ إسرائيل لا تتفاوض إلا عند الهزيمة في أرض المعركة، في إشارة إلى أنّ قبولها للمفاوضات الأخيرة مع حركة حماس حول هدنة، جاءت عقب مقتله.
فما القصة؟
بحث "مسبار" عن الصورة المتداولة ووجد أنّها منشورة في مواقع إخبارية وحسابات رسمية إسرائيلية، وتظهر قائد كتيبة دورية الصحراء البدوية، التابعة لجيش الاحتلال، المقدم نادر عيدات.
ونُشرت الصورة يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عقب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الكتيبة 585 في قوات الاحتلال الإسرائيلية، التي تحمل اسم الكتيبة الدورية البدوية.
ماهي الوحدة 585؟
أنشأ جيش الاحتلال الإسرائيلي وحدة استطلاع الصحراء، التي تضم جنودًا بدوًا في أغلبها، في عام 1987. ومع مرور السنين، تطورت الوحدة إلى كتيبة مشاة.
وتتكون الوحدة التي تعرف باسم “585” من متطوعين من البدو والمسيحيين العرب، بينما يتم تجنيد اليهود والدروز والشركس في الجيش.
وتقع قاعدة الوحدة قرب معبر كرم أبو سالم، على الحدود الإسرائيلية والمصرية وقطاع غزة. ويقوم عناصرها بحماية المستوطنات.
ووفقًا لتقديرات غير رسمية يوجد نحو 1500 بدوي يخدمون، حاليًا، في الجيش الإسرائيلي، الذي يحاول استقطاب وتجنيد جنود بدو، رغم سياسته التمييزية تجاههم.
إسرائيل لم تعلن عن مقتل قائد عمليات خاصة في غزة
ولم تعلن إسرائيل مقتل قائد لعملياتها الخاصة في غزة، كما لم يعثر مسبار على اسم جنرال إسرائيلي أعلن عن وفاته مؤخرًا باسم آروين باران.
في المقابل أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل 69 عنصرًا، منذ بداية التوغل البري في قطاع غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الفائت، من بينهم قائد وحدة في لواء غولاني في اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية في القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 391 جنديًّا على الأقل قتلوا، منذ السابع من أكتوبر الفائت.
وكان الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، قد أكد في كلمة صوتية له في الثاني من شهر نوفمبر الجاري، أن حصيلة قتلى الجنود الإسرائيليين المشاركين في الحرب على غزة، أعلى بكثير مما تعلنه حكومة الاحتلال، متهمًا إياها بالكذب على الإسرائيليين.
كما ذكرت تقارير إخبارية إسرائيلية، أنّ جيش الاحتلال شهد عددًا من حوادث ما يسمى بـ"النيران الصديقة" خلال قتاله في قطاع غزة، كانت نتائج بعضها قاتلة.
ونقل موقع تايمز أوف إسرائيل، عن جيش الاحتلال قوله إنه "يقوم باستمرار بتقييم القتال الدائر، بما في ذلك حالات النيران الصديقة، وتنفيذ الدروس المستفادة بسرعة".
إعلان عن هدنة إنسانية في غزة
يأتي تداول الادّعاء بالتزامن مع إعلان وزارة الخارجية القطرية عن اتفاق هدنة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، فجر اليوم الأربعاء 22 نوفمبر، بوساطة قطرية مصرية وأميركية.
ويشمل الاتفاق، في مرحلة أولى، إطلاق سراح 50 رهينة من النساء والأطفال من قطاع غزة مقابل عدد من النساء والأطفال المحتجزين في السجون الإسرائيلية، على أن يتم زيادة أعداد المفرج عنهم في خطوات لاحقة.
ووفق الاتفاق ستسري هدنة لمدة أربعة أيام في قطاع غزة، يتم الإعلام عنها خلال الـ24 ساعة التي تلت الإعلان، وتكون قابلة للتمديد.
ووفق الخارجية القطرية ستسمح الهدنة بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية بما فيها الوقود المخصص للحاجيات الإنسانية.
وأعلنت حركة حماس عن التوصل لاتفاق مع إسرائيل حول هدنة إنسانية في قطاع غزة لمدة 4 أيام، عقب مفاوضات وصفتها بـ"الصعبة والمعقدة".
ومن أبرز البنود التي أعلنت عنها حماس في بيان لها على تطبيق تيلغرام "إطلاق سراح 50 رهينة من النساء والأطفال مقابل الإفراج عن 150 من نساء وأطفال في سجون الاحتلال"، و"إدخال مئات شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود لكل مناطق قطاع غزة"، بالإضافة إلى الالتزام بوقف إطلاق النار من الجانبين.
كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية موافقتها على صفقة لإطلاق سراح بعض الرهائن على دفعات من جانب حماس مقابل هدنة مؤقتة وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل من النساء والأطفال.
ويعتبر الاتفاق الذي أُعلن عنه، الأول من نوعه منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الجاري، الذي ردت عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدوان استمر للأسبوع السادس على التوالي أودت بحياة 14 ألفًا و128 مدنيًّا في قطاع غزة، إلى حد الآن، بينهم 5840 طفلًا.
اقرأ/ي أيضًا
الصورة ليست لجنرال أميركي يُدعى توماس هيرلي قُتل في غزة
لا أدلّة على مقتل قائد قوّات دلتا الأميركية ومرافقيه في كمين شمالي غزة