تتداول حسابات وصفحات إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أمس الأربعاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني، مقطع فيديو ادعت أنه يُظهر عناصر من حركة حماس يخرجون من أحد الأنفاق، ويسلمون أنفسهم لقوات من الجيش الإسرائيلي، خلال المعارك البرية في قطاع غزة.
إخفاء معالم المكان وشكوك في طبيعة المشهد
تحقق "مسبار" من مقطع الفيديو واكتشف وجود عناصر تشكك في صحته، وتُرجّح أنه عبارة عن مشهد دعائي يأتي في سياق الحملة التي تقودها حسابات إسرائيلية، تزامنًا مع الحرب الجارية على قطاع غزة.
صُوّر مقطع الفيديو في الليل في مساحة ترابية ضيقة تُظهر نفقًا يخرج منه بعض الأشخاص، ويعرض مشاهد التقطت بشكل سريع، دون وجود أي تفاصيل أخرى عن المكان ومحيطه، وكأن هناك تعمّدًا في عدم إظهار طبيعة المكان وتفاصيله.
لا يرتدي مقاتلو المقاومة هذه الملابس خلال الحرب الأخيرة
تدعي الحسابات الإسرائيلية أن المقاتلين الذين يخرجون من النفق هم من المقاومة، وبالتدقيق جيدًا في المشهد يظهر أنهم أقرب لعناصر أو جنود في الجيوش النظامية أو القوات الأمنية (الشرطة). إذ تبدو هيئتهم وبدلاتهم مختلفة عن زيّ مقاتلي المقاومة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.
إذ يرتدي الأشخاص في الفيديو ملابس وأحذية موحّدة، إضافة إلى أنّ أحدهم يلبس جعبة عسكرية ذات لون أخضر.
وبالعودة إلى آخر مقاطع الفيديو التي نشرتها المقاومة الفلسطينية في غزة، يتبيّن أن عناصرها دائمًا ما يرتدون في المعارك الأخيرة مع قوات الاحتلال، ملابس رياضية أو خفيفة ومختلفة مثل بناطيل الجينز، وأحذية رياضية أو خفيفة، بل وظهر بعضهم حافي القدمين في مشاهد عدة، ما يوضح أنه شكل عام تعتمده عناصر المقاومة في هذه الحرب ولا يعتمدون ارتداء زيّ موحد.
شبكة أنفاق حماس الممتدة تتيح التنقل عبرها
تشير بعض التقديرات إلى أن شبكة أنفاق حماس تحت الأرض في قطاع غزة، هي الأكبر في العالم بعد شبكة المنشآت التي بنتها كوريا الشمالية تحت الأرض. وهو ما أكدته إسرائيل مرارًا في بياناتها عن حجم شبكة أنفاق المقاومة المرتبطة ببعضها تحت الأرض في غزة.
وتصف بعض وسائل الإعلام الغربية هذه الأنفاق بـ"مترو غزة" أو "المتاهة العنكبوتية"، نظرًا لكونها شبكة كبيرة ومعقّدة، وأن عناصر المقاومة يحفظونها جيدًا. وعليه يتبادر إلى الذهن أنّه كان بإمكان العناصر الذين ظهروا في المقطع المنشور على الحسابات الإسرائيلية، لو أنهم من المقاومة، البقاء داخل الأنفاق واستخدامها للابتعاد عن القوات الإسرائيلية التي ظهرت في المكان.
الفيديو لا يُظهر أي مقاومة من قبل المقاتلين
ظهر عناصر المقاومة في غالبية المشاهد التي بُثّت خلال الحرب الأخيرة، وهم يقاومون القوات الإسرائيلية المتوغلة داخل قطاع غزة، ويشتبكون معها من مسافات قريبة وبعيدة في بعض الأماكن.
إلا أنّ المقطع المنشور على الحسابات الإسرائيلية يُظهرهم وقد استسلموا دون أدنى مقاومة للقوات الإسرائيلية، على الرغم من وجود مسافة بين الجنود الإسرائيليين وفتحة النفق.
وظهر أيضًا أن هؤلاء الأشخاص الذين صعدوا من النفق كانوا يحملون أسلحة، أي أنهم كانوا على استعداد للاشتباك، وهو ما لم يحدث.
علاوة على أنّ القوات الإسرائيلية تستخدم الكشّاف الليلي لإضاءة المسافة إلى النفق، وهو أمر يجعلهم عرضة للاستهداف أثناء الليل، لذلك عادة ما تُستخدم المناظير الليلية في مثل تلك الحالات بدلًا من المصابيح.
اقتطاع المشهد دون ظهور ملامح الأشخاص
لم يتجاوز طول المقطع المتداول الثواني المعدودة، وقد سُمع أثناؤه صوت على أنه لشخص من الذين خرجوا من النفق وهو يتحدث بالعربية ويقول "محدش يطخ، هنسلم حالنا". لكن عندما اقتربت الكاميرا لم تظهر وجوه من يفترض أنهم سلموا أنفسهم، وتوقف التصوير قبل عرض ملامحهم.
القسام تبث مشاهد جديدة للاشتباك مع القوات الإسرائيلية المتوغلة في غزة
تداولت الحسابات الإسرائيلية الفيديو بعدما نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، يوم أمس الأربعاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني، مقطعًا مصورًا قالت إنه يوثق لحظات الاشتباك مع جنود الاحتلال، والإجهاز على عدد منهم، وعطب آليات في محاور عدة في مدينة غزة.
ويظهر المقطع المصور الذي نشرته الحركة مشاهد جديدة من إعطاب آليات بقذائف الياسين، وإلصاق عبوة ناسفة على إحدى الدبابات المتوغلة في القطاع، إلى جانب إطلاق النار من مسافة قريبة على عدد من الجنود في إحدى آلياتهم.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، مقتل أحد جنوده وإصابة اثنين بجروح خطيرة، في معارك شمالي قطاع غزة، ما يرفع حصيلة قتلاه إلى 392 منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.
اقرأ/ي أيضًا
حسابات إسرائيلية تستغل فيديو التقطه صحافي فلسطيني لتتهم حماس باستهداف النازحين
مسبار يكشف زيف ادعاء الاحتلال بأن السفينة المحتجزة لدى الحوثيين ليست إسرائيلية