` `

الجيش الإسرائيلي ينشر إحصائيات مضللة لعدد مصابيه في الحرب على غزة

نزهة خلالف نزهة خلالف
أخبار
12 ديسمبر 2023
الجيش الإسرائيلي ينشر إحصائيات مضللة لعدد مصابيه في الحرب على غزة
وفق هآرتس فإن شكوكًا تحوم حول أعداد المصابين في صفوف جيش الاحتلال (Getty)

ترجم التقرير بتصرّف عن صحيفة هآرتس

كشف تقرير ليومية هآرتس الإسرائيلية، أول أمس الأحد، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبعد تحفظه لأسابيع على عدد جرحاه في الحرب على غزة، أعلن رقمًا يقل بمرتين عن الرقم الذي وصل إلى المستشفيات الإسرائيلية، منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول الفائت.

عدد المصابين منذ طوفان الأقصى أكبر بكثير مما أعلنه الجيش الإسرائيلي
عدد المصابين منذ طوفان الأقصى أكبر بكثير مما أعلنه الجيش الإسرائيلي بحسب هآرتس

وكانت إسرائيل قد أعلنت يوم الأحد العاشر من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وللمرة الأولى منذ أحداث طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الفائت، أعداد الجرحى في صفوف جيشها، إذ ادّعت أنّ 559 جنديًا قد أصيبوا منذ بدء عمليتها البرية في قطاع غزة، بينهم 127 تعرضوا لإصابات خطيرة و213 أصيبوا بجروح متوسطة، و219 عانوا جروحًا طفيفة.

وكشفت بيانات جيش الاحتلال أيضًا، أنّ 40 ممن أصيبوا بجروح خطيرة كانوا إلى غاية يوم الأحد يرقدون في المستشفيات، إلى جانب 211 ممّن يعانون جراحًا متوسطة و165 من ذوي الإصابات الطفيفة.

كما أعلنت إسرائيل أنّها ستقدّم، بدءًا من يوم أمس الاثنين، تحديثات يومية بالخصوص في تمام الواحدة زوالًا بالتوقيت المحلي.

وتشير الصحيفة إلى أنّ الجيش الإسرائيلي، رفض في البداية طلبًا تقدّمت به للحصول على معلومات حول عدد الجنود المصابين منذ بدء "الصراع"، وأنّها لم تعثر على تفسير لعدم نشر الجيش تلك البيانات على غير ما اعتاد عليه في الحروب والعمليات العسكرية السابقة.

وحتى أول أمس الأحد، كان عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في العملية العسكرية في غزة 97 جنديًا، بحسب الجيش الإسرائيلي.

لكن فحصًا أجرته هآرتس مع المستشفيات التي عُولج ولا زال يعالج فيها الجنود المصابون، أظهر فجوة معتبرة وغير مفسّرة بين البيانات التي قدّمها الجيش وتلك التي قدّمتها المستشفيات. فقد أظهرت بيانات المستشفيات أنّ عدد الجنود الجرحى يفوق بضعفين العدد الذي أعلنه الجيش الإسرائيلي.

فعلى سبيل المثال، يعالج مركز برزيلاي الطبي في عسقلان وحده 1949 جنديًا أصيبوا في الحرب منذ السابع أكتوبر الفائت (من أصل 3117 شخصًا أصيبوا خلال الحرب)، في حين يزعم الجيش أنّ العدد الإجمالي لجرحاه في أحداث طوفان الأقصى والحرب التي تلتها هو 1593 جنديًّا. وقدم مستشفى آسوتا أشدود العلاج لـ178 مريضًا، ومستشفى إتشيلوف (تل أبيب) 148، ومستشفى رمبام (حيفا) 181، ومستشفى هداسا (القدس) 209 وشعاري تسيدك (القدس) 139.

بالإضافة إلى ذلك، تلقى ألف جندي العلاج في مركز سوروكا الطبي في بئر السبع، بينما حصل 650 آخرون على العلاج في مركز شيبا الطبي في تل هاشومير. وليست هذه سوى قائمة جزئية، لأن البيانات لا تشمل الجنود الذين يرقدون، حاليًا، في أقسام إعادة التأهيل الذين سبق إحصاؤهم كمصابين عند وصولهم إلى أقسام الطوارئ وأقسام المرضى الداخليين.

حتى باحتساب فجوات التقييد والإبلاغ التي قد تحدث في المستشفيات، يبقى التضارب كبيرًا بين أرقام الجيش وأرقام المستشفيات. تشمل فجوات الإبلاغ تسجيل الشخص نفسه مرتين عند تحويله من مستشفى لآخر. كما من الممكن أنّ تكون بعض المستشفيات على الأقل قد قدّمت الرعاية الطبيّة لجنودٍ لا صلة لهم بالحرب.

تحتفظ غالبية المستشفيات المعنية باستقبال الجرحى، بسجلات، وتُخصّص أيضًا غرفة أزمة للتعامل مع خسائر الحرب. لذلك، فالبيانات المتحصل عليها ترجع بالفعل لجنودٍ أصيبوا في الحرب.

تصبح الفجوات ما بين بيانات الجيش وبيانات المستشفيات أكثر وضوحًا على ضوء إحصائيات وزارة الصحة. يعرض موقع الوزارة بيانات تخص الخسائر البشرية عامة، مدنيون وجنود على حد سواء. وطبقًا لبيانات وزارة الصحّة، دخل المستشفيات 10 آلاف و548 جنديًّا ومدنيًّا أصيبوا في الحرب، بين السابع من أكتوبر والعاشر من ديسمبر/كانون الأول الجاري. ومن بين أولئك، لا يزال 131 في المستشفيات، ودخلها 471 في حالة خطيرة أو حرجة، في حين كانت إصابات 868 منهم متوسّطة الخطورة.

وبالإضافة إلى ذلك، عانى 8 آلاف و308 من إصابات طفيفة، وعانى 600 من نوبات قلق، ولا يعرف وضع 206 منهم. لا يشكّل رقم 1593 مصابًا الذي أعلنه الجيش سوى 15 في المئة من مجمل الحالات التي دخلت المستشفيات، وهو رقم منخفض على نحو غير معتاد، لأن المتوقع هو أن يكون قسم كبير من الأضرار البشرية ذات الصلة بالحرب، من الجنود.

وقد علّق الجيش الإسرائيلي على ذلك قائلًا إن أرقامه شملت حصرًا الجنود الذين صُنّفوا غير مؤهّلين لاستئناف الخدمة.

رقم غامض آخر لم يتم إطلاع الرأي العام عليه يخص الجرحى في صفوف أفراد المؤسّسة الأمنية، الذين لا ينتمون للجيش، والذين أصيبوا في إطار أداء عملهم خلال الحرب. يشمل هؤلاء مقاتلي الاستطلاع وأعضاء وحدات الأسلحة والتكتيكات الخاصة (SWAT) والشرطة وشرطة الحدود وجهاز الأمن العام (الشاباك) ووحدات الطوارئ والإنقاذ، مثل نجمة داوود الحمراء.

وتقول هآرتس إنّ تكتم المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، على أعداد الجرحى في صفوف الطواقم العسكرية أثار، حديثًا، الكثير من الانتقادات في أوساط المتحدّثين باسم المستشفيات.

وفي رسالة وجهها مسؤول الإعلام في وحدة المتحدّثين باسم الجيش الإسرائيلي، المقدم أدي باريل-إيفن، إلى المتحدثين باسم المستشفيات، طُلب الإبلاغ عن حالة الجنود الذين يعالجون لديها مرة واحدة فقط خلال اليوم، على الساعة الواحدة زوالًا، وأن ينشروا حصرًا بيانات الـ24 ساعة السابقة، دون الإشارة إلى الجنود الذين لم يُبلغ عن إصاباتهم في البيان السابق للمتحدث باسم الجيش.

شرح بارل إيفن أن تغيير الإجراءات كان نابعًا من “رغبة في حماية كرامة الجرحى وعائلاتهم".كما طُلب من المتحدّثين باسم المستشفيات “الامتناع عن نشر البلاغات التي تشير إلى وصول جنود مصابين إلى مؤسساتهم، في سياق الحوادث العملياتية، قبل صدور بيان رسمي على لسان متحدّث باسم الجيش”.

وعبر المتحدّثون باسم المستشفيات عن استيائهم من تلك التوجيهات، واعتبروها "محاولة هيمنة واعتداءً على حريتهم في العمل ضمن ما يرونه جزءًا من مجهود وطني".

يقول مسؤولو المستشفيات إن مندوبي وحدة المتحدّثين باسم الجيش الإسرائيلي، موجودون في المستشفيات على مدار الساعة. وأن كل بيان صحافي متعلّق بالجنود المصابين، وكذلك الردود على استفسارات وسائل الإعلام، تخضع لموافقهم المسبقة.

اقرأ/ي أيضًا

التصريح مفبرك وأبو عبيدة لم يعلن أنّه خارج فلسطين تزامنًا مع الحرب على غزة

الفيديو قديم وليس لقناص إسرائيلي ضُبط في كمين نصبه مقاتلو حماس

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة