` `

مشاهد مضللة للتشكيك في تعاطف فلسطينيين مع معاناة سكان قطاع غزة

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
أخبار
23 أبريل 2024
مشاهد مضللة للتشكيك في تعاطف فلسطينيين مع معاناة سكان قطاع غزة
عدم تزيين الشوارع في الضفة الغربية خلال رمضان تضامنًا مع غزة (Getty)

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تنتشر أشكال مختلفة من الأخبار ومقاطع الفيديو المضللة، سواء تلك التي تروجها حسابات إسرائيلية وأخرى تروّج بدورها لمزاعم الاحتلال الإسرائيلي، أو التي تلقى رواجًا دون تدقيق أو تثبّتٍ من صحتها.

من أنواع المحتوى المضلل الذي عمل فريق مسبار على تفنيده خلال الأشهر الفائتة، مشاهد تُرَّوَج بغرض إظهار أنّ هناك فلسطينيين لا يكترثون للحرب على قطاع غزة وللمأساة التي يواجهها سكان القطاع، وهي عبارة عن مقاطع فيديو قديمة لفلسطينيين يحتفلون، ادّعى ناشروها أنها التُقطت خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ومعظم الحسابات التي روّجت لذلك المحتوى، هي حسابات تنخرط منذ بداية العدوان، في نشر البروباغندا الإسرائيلية، ومنها حسابات عربية، سبق وأن نشر مسبار تحققًّا عنها، كشف كيف أنها تعمل على تشويه صورة الفلسطينيين وتقويض التعاطف مع قضيتهم، ذلك عبر أساليب مختلفة منها السخرية من معاناتهم.

ومن تلك المشاهد التي رصدها مسبار وكشف حقيقتها:

فيديو لأداء دبكة فلسطينية خلال كأس العالم قطر 2022 وليس حديثًا

روّجت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، خلال شهر فبراير/شباط الفائت، مقطع فيديو ادعت أنه لفتيات فلسطينيات يرقصن في قطر خلال بطولة كأس آسيا، في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل عدوانها على قطاع غزة.

كشف مسبار أنّ مقطع الفيديو قديم والتقط خلال كأس العالم قطر 2022، وليس أثناء بطولة كأس آسيا التي استضافتها قطر عام 2024. 

الفيديو قديم وليس لفلسطينيين يدبكون خلال الحرب على غزة

في أوائل إبريل/نيسان الجاري، نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، ادعت أنه لفلسطينيين يؤدون رقصة الدبكة، تزامنًا مع ما يتعرض له قطاع غزة من حرب إسرائيلية مدمرة.

إلا أنّ الادعاء مضلل حسبما كشف تحقق مسبار، إذ إنّ الفيديو المتداول قديم، ويعود إلى إبريل 2021، لفلسطينيين يدبكون أمام قوات الاحتلال الإسرائيلي في باب العمود في القدس، آنذاك.

ليس لدبكة فلسطينية خلال الحرب

الفيديو ليس لرقص سفيرة فلسطين في كندا احتفالًا بعملية طوفان الأقصى

بُعيد عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، على مستوطنات في غلاف غزة، يوم السابع من أكتوبر 2023، وبدء القصف الإسرائيلي على القطاع ردًّا على العملية، انتشر مقطع فيديو على أنه للسفيرة الفلسطينية في كندا وهي ترقص تزامنًا مع سقوط عدد كبير من الضحايا الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي.

الفيديو مضلل، إذ أوضح مسبار أنّه قديم ويعود إلى سبتمبر/أيلول 2023، أي قبل عملية طوفان الأقصى، ويُظهر مشاركة السفيرة الفلسطينية منى أبو عمارة، في فعالية لإحياء التراث الفلسطيني في مقاطعة تورنتو. 

صورة متعلقة توضيحية

الفيديو ليس لفرحة عمال فلسطينيين بفتح معبر إيرز

انتشر كذلك مقطع فيديو على أنه لفرحة عمال فلسطينيين في قطاع غزة بإعلان سلطات الاحتلال، فتح معبر إيرز الحدودي. لكنه في الحقيقة ليس خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بل يعود كما كشف مسبار في تحقيقه، إلى سبتمبر 2023، والتُقط عقب إعلان الاحتلال الإسرائيلي فتح معبر إيرز حينها، بعد إغلاق دام نحو عشرة أيام.

ومن آخر المشاهد المشابهة التي روجت لها حسابات داعمة للاحتلال الإسرائيلي، مقطع فيديو على أنه لفلسطينيين في احتفال جرى تنظيمه تزامنًا مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لكنه في الحقيقة قديم ومنشور منذ يونيو/حزيران عام 2022، على أنه لحفل زفاف. 

ويأتي ترويج مثل تلك المشاهد في سياق الترويج الممنهج للبروباغندا الإسرائيلية، وغالبًا يشير ناشروها إلى فكرة مضللة مفادها أنّ الفلسطينيين أنفسهم لا يكترثون لمعاناة القطاع، فلماذا يطالبون الآخرين بدعم قضيتهم. وقد سبق لمسبار كشف أنّ تلك الحسابات التي تروج ذلك المحتوى المضلل، مرتبطة ببضعها، وتعمل بشكل منظم على نشر محتوى معادٍ للفلسطينيين، وتروّج باستمرار لتطبيع الدول العربية مع إسرائيل.

من أساليب حجب معاناة الفلسطينيين

كشف مسبار، في مقال تناول فيه أسلوب السخرية من معاناة الفلسطينيين، كأحد الأشكال للترويج للدعاية الإسرائيلية. وذكر المقال أنّ ذلك الأسلوب الساخر يعمل على تصيّد بعض اللحظات اليومية للناس، ومن ثمّ استخدامها لإنشاء مادة مضللة منزوعة من السياق الأصلي للقصة. ومن الأمثلة على ذلك، نشر مشاهد عادية لفلسطينيين يأكلون أو يجلسون في مقهى، ويُروّج لها على أنّ من يظهر فيها لا يكترث لما يجري في القطاع.

وورد في المقال أنّ ثمة هدفين لهذا الأسلوب، الأول حجب الصورة الحقيقية للمعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون، والثاني تصوير أصحاب هذه السلوكيات اليومية المألوفة كأشخاص لا يبالون بمأساة الناس في القطاع.

اقرأ/ي أيضًا

حسابات بأسماء عربية تروّج للدعاية الإسرائيلية خلال العدوان على قطاع غزة

اليوم العالمي لتدقيق المعلومات: محاربة التضليل أثناء الإبادة الجماعية

الأكثر قراءة