أثارت إحصائية نشرتها منظمة مراسلون بلا حدود حول عدد الصحافيين الذين قتلوا أثناء أدائهم لعملهم حول العالم عام 2023، جدلًا، خاصة أنّها تتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي أودى بحياة العديد من الصحافيين الفلسطينيين.
وأشار بعض المستخدمين إلى أنّ العدد 45 الذي أعلنت عنه المنظمة، أقل من عدد الصحافيين الذي قتلوا في قطاع غزة.
فماهي دلالة الرقم 45 الذي أعلنته مراسلون بلا حدود؟ وكم عدد الصحافيين الذين قتلوا في غزة وفق المنظمات المهنية؟
بحسب التقرير السنوي الذي نشرته منظمة مراسلون بلا حدود، اليوم 14 ديسمبر/كانون الأول، فإن عدد الصحافيين الذين قتلوا أثناء ممارسة واجبهم المهني، حتى مطلع ديسمبر الجاري، بلغ 45 صحافيًّا ولا يشمل هذا العدد كل الصحافيين الذين قتلوا في العام ذاته، أي أنّه لا يتضمن عدد الصحافيين الذين قتلوا خارج بيئة العمل أو الذين لم يثبت للمنظمة أنّهم قد تعرضوا للقتل كنتيجة مباشرة لعملهم.
إذ أوضحت المنظمة أنّها تقوم “بجمع معلومات مفصلة تسمح لها بالتأكد بقدر كبير من الثقة على أن اعتقال أو اختطاف أو اختفاء أو وفاة كل صحافي كان نتيجة مباشرة لعمله الصحفي”. وأشارت إلى أنّ ذلك قد يفسر الاختلافات الإحصائية مع المنظمات الأخرى.
وقالت مراسلون بلا حدود إنّه وعلى الرغم من الوضع في الشرق الأوسط، فإن الرقم (45) أقل بـ16 من العام الفائت (61)، وهو أدنى رقم تم تسجيله على الإطلاق منذ عام 2002 لعدد الصحافيين الذين قُتلوا خلال أداء مهامهم (33).
كما أوضحت المنظمة، أنّ 23 صحافيًا قتلوا أثناء قيامهم بواجبهم في مناطق النزاع عمومًا، 17 منهم، خلال الحرب في غزة عقب عملية طوفان الأقصى، بينهم 13 فلسطينيًّا.
وأشارت إلى أن 63 صحافيًّا، فقدوا حياتهم إجمالًا خلال هذه الحرب، 56 منهم في غزة، إذا تم تضمين الصحافيين الذين قتلوا دون وجود صلة واضحة بمهنتهم. وأكدت أنها المرة الأولى منذ خمس سنوات، التي قُتل عدد أكبر من الصحفيين في مناطق النزاع مقارنة بمناطق السلام.
وأرجعت المنظمة الانخفاض التدريجي في عدد الوفيات أثناء أداء الواجب خلال السنوات الخمس الفائتة جزئيًّا، إلى زيادة الإجراءات الأمنية للصحافيين ونهاية الصراعات القاتلة في العراق وسوريا، حيث قُتل ما يقرب من 600 صحافي أثناء ممارسة مهامهم بين عامي 2003 و2022. وفي زمن السلم، "فإن تعزيز تدابير حماية العمل الصحفي من خلال التشريعات بشكل خاص، وكذلك آليات مكافحة الإفلات من العقاب، هو ما يسلط الضوء على نتائج أقل فتكًا" وفقها.
72 في المئة من الصحافيين الذين قتلوا عام 2023 كانوا ضمن الصراع في غزة
من جانبه سجل الاتحاد الدولي للصحفيين أن 97 صحافيًا وعاملًا في مجال الإعلام، قُتلوا في عام 2023، حتى يوم 14 ديسمبر الجاري.
وفي تقريره الذي صدر قبيل اليوم العالمي لحقوق الإنسان، الموافق للعاشر من ديسمبر/كانون الأول، أشار الاتحاد الدولي إلى أنّ الحرب في غزة هي الأكثر فتكًا بالصحفيين من أي صراع آخر منذ أن بدأ، بتسجيل الصحافيين الذين قتلوا أثناء أداء واجبهم في عام 1990.
وقد سجل الاتحاد مقتل 68 صحافيًا منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر الفائت وبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأشار "هذا العام، 72% من الصحافيين الذين قتلوا في جميع أنحاء العالم قتلوا خلال الصراع في غزة".
وبين الاتحاد أنّه سجل وجود 393 صحافيًا وعاملًا في وسائل الإعلام، في السجون حول العالم.
وفي تحديث له يوم 13 ديسمبر الجاري، أكد الاتحاد مقتل 64 صحافيًا فلسطينيًا منذ السابع من أكتوبر الفائت، وثلاثة صحافيين لبنانيين في 13 أكتوبر و21 نوفمبر/تشرين الثاني، في إطلاق نار إسرائيلي أثناء تصوير تقرير عن الحدود بين البلدين.
لجنة حماية الصحافيين تؤكد مقتل 56 صحفيًّا فلسطينيًا
تقوم لجنة حماية الصحافيين بالتحقيق في جميع التقارير المتعلقة بمقتل الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام أو إصابتهم أو فقدانهم خلال الحرب في غزة، التي اعتبرتها اللجنة الأكثر دموية منذ أن بدأت بجمع البيانات في عام 1992.
وحتى 14 ديسمبر الجاري، أظهرت التحقيقات الأولية التي أجرتها لجنة حماية الصحافيين أن ما لا يقل عن 63 صحافيًا وعاملًا في مجال الإعلام قتلوا منذ السابع من أكتوبر الفائت، منهم 56 فلسطينيًّا، أربعة إسرائيليين، وثلاثة لبنانيين. وتم الإبلاغ عن إصابة 11 صحافيًا. واختفاء ثلاثة آخرين واعتقال 19 صحافيًّا، علاوة على الاعتداءات المتعددة والتهديدات والهجمات الإلكترونية والرقابة وقتل أفراد الأسرة.
وتُحقق اللجنة أيضًا في العديد من التقارير غير المؤكدة عن مقتل صحافيين آخرين أو فقدانهم أو احتجازهم أو إصابتهم أو تهديدهم، وعن الأضرار التي لحقت بمكاتب وسائل الإعلام ومنازل الصحافيين.
وأوضحت اللجنة في بيانها الصادر اليوم 14 ديسمبر، أنّ القائمة المنشورة تضم أسماءً استنادًا إلى معلومات تم الحصول عليها من مصادرها في المنطقة ومن تقارير وسائل الإعلام. ويشمل جميع الصحافيين المشاركين في نشاط جمع الأخبار. وقالت إنّه من غير الواضح ما إذا كان جميع هؤلاء الصحافيين كانوا يغطون النزاع وقت وفاتهم، مشيرة إلى أنّ أنها تعمل على تحديث القائمة بشكل منتظم.
نقابة الصحافيين الفلسطينيين تعلن مقتل 75 صحافيًّا فلسطينيًّا
من جهتها أفادت نقابة الصحافيين في فلسطين، بوقوع مئات الجرائم والانتهاكات الجسيمة بحق الصحافيين ووسائل الاعلام في الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ بدء الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر الفائت. وأعلنت في السابع من ديسمبر الجاري، عن مقتل 75 صحافيًا وعاملًا في قطاع الإعلام، ومفقودين اثنين، إضافة إلى إصابة نحو 80 صحافيًّا بجروح.
كما قالت النقابة إنّ الاحتلال قصف منازل عائلات 60 صحافيًّا، ودمر مقار 63 مؤسسة ومكتبًّا صحفيًّا، وعطل عمل 25 إذاعة محلية (24 في غزة وواحدة في الضفة). كما تسبب، وفقها، في إغلاق وتقييد عمل ثلاث وسائل إعلامية، واعتقال 43 صحافيًّا منهم 41 في الضفة واثنان في غزة لازال منهم 30 قيد الاعتقال أغلبهم تم تحويلهم للاعتقال الإداري.
ووفق حصيلة محدثة، يوم أمس 13 ديسمبر، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، عبر حسابه على تلغرام، إنّ عدد الصحافيين الذين قضوا في الحرب على غزة بلغ 89 صحافيًّا.
اقرأ/ي أيضًا
الجيش الإسرائيلي ينشر إحصائيات مضللة لعدد مصابيه في الحرب على غزة
تضليل وإخفاء للحقائق: ادعاءات كاذبة روج لها سفير الولايات المتحدة في مجلس الأمن