نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي وحسابات إسرائيلية أخرى، يوم أمس الخميس، 14 ديسمبر/كانون الأول، مشاهد ادّعى أنها لـ"استسلام أكثر من 70 ناشطًا حمساويًّا مع أسلحتهم لقوات الجيش الإسرائيلي والشاباك في منطقة مستشفى كمال عدوان في غزة".
وأضاف "قامت قوات جيش الدفاع بالتعاون مع جهاز الأمن العام بالعمل في محيط مستشفى كمال عدوان وعثرت على مبنى استخدمته عناصر حمساوية والذي احتوى على وسائل قتالية. وخلال النشاط في محيط المستشفى قضى المقاتلون على عدد من المخربين في اشتباكات مختلفة".
الاحتلال يعتقل مدنيين من مستشفى كمال عدوان
تحقّق "مسبار" من ادعاء أفيخاي أدرعي، وتبيّن أنه مضلل. إذ بعد فحص المشاهد تم اكتشاف مؤشرات عدة تشير إلى أن الأشخاص الظاهرين في المشاهد هم مدنيون وأطباء كانوا يتواجدون في مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، خلال التوغل البري الإسرائيلي الجاري، وليسوا عناصر من المقاومة سلّموا أنفسهم.
تجريد المدنيين من ملابسهم ثم تصويرهم بالسلاح
وكما حدث في سياق سابق، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتصوير وتحرير مشاهد مختلفة، بعد إجبار المدنيين على خلع ملابسهم والوقوف عراة تحت تهديد السلاح. ففي التاسع من ديسمبر/كانون الأول، نشرت حسابات إسرائيلية مشاهد ادعت أنها لاعتقال مسلحين في غزة، وبيّن تحقق مسبار أن المشاهد لاعتقال مدنيين وليسوا مسلحين.
إذ ظهر المدنيون -في المشاهد المتداولة حديثًا- عراة أيضًا وهم يحملون أسلحة، وهو ما يثير التساؤل حول المنطقية في إجبار الأشخاص على خلع ملابسهم وهم ما زالوا مسلحين، إذ يفترض في المقام الأول نزع سلاحهم قبل خلع ملابسهم.
تصوير وتحرير المشاهد بعد ترتيب الأدوات على الأرض
ظهر الشبان الأربعة الذين يمسكون بالأسلحة في الصورة، في مقطع فيديو آخر نشره حساب أفيخاي أدرعي مع بقية الصور وهم يعيدون ترتيب الأسلحة والأدوات والملابس على الأرض، ويقفون أيضًا بجوار جنود الاحتلال دون أسلحة في يدهم (كانت الأسلحة على الأرض) للاتفاق على الشكل الذي سيتم تصويرهم به وهم يمسكون الأسلحة وكأنهم يستسلمون.
ظهور مقتنيات عناصر الأمن العام في المشاهد
بالتدقيق في المشاهد، تظهر على الأرض عناصر عدة ادّعى الاحتلال أنها لأسلحة تعود إلى المقاومة، مثل الكلبشات وعصا الشرطة وبعض المقتنيات التي تعود في الأصل إلى قوى الأمن العام وليست تابعة للمقاومة.
إذ تدور المواجهات الأخيرة بين قوات الاحتلال وعناصر المقاومة في قطاع غزة، بالأسلحة الثقيلة.
وعلقت حسابات على إحدى الصور بأنها تظهر الطبيب المتدرب نصر عماد المدهون وممرض آخر، يعملان في مستشفى كمال عدوان، ضمن الأسرى المدنيين التي روجت إسرائيل أنّهم من المقاومة، ولم يتمكن مسبار من التأكد بشكل مستقل من الصورة، وإن كانت تعود إليهما بالفعل أم لا.
ومازال البحث جاريًّا لتحديد هويات الأشخاص الظاهرين في الصورة.
قوات الاحتلال تقتحم مستشفى كمال عدوان في غزة
يأتي تداول الادعاءات الإسرائيلية عقب اقتحام قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، بعد حصاره وقصفه لأيام عدة.
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قالت يوم أمس الخميس، إن الجيش الإسرائيلي أمهل مستشفى كمال عدوان 4 ساعات لإخلائه بدعوى أن “حركة حماس تستخدمه عسكريًّا”.
وحذّر المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، من أن 12 طفلًا معرّضون للموت جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان، معلنًا “استشهاد جريحين من أصل 10 في قسم الطوارئ”.
وأضاف القدرة في بيان نشرته الوزارة عبر “تيليغرام” بأن "الاحتلال يجبر الطواقم الطبية على تجميع الجرحى وأطفال قسم العناية المركزة في الطابق الثاني فقط ويمنع عنهم الماء والطعام والكهرباء والحركة بين الأقسام".
وأوضح أن القوات الإسرائيلية أخلت 2500 نازحًا من داخل المستشفى باتجاه مراكز الإيواء، فيما ما تزال تحتجز عددًا من الطواقم الطبية.
الجيش الإسرائيلي يعتقل مدنيين ويدعي أنهم مسلحين
وتأتي هذه المشاهد ضمن سلسلة من الادعاءات التي يروج لها الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة، بعد اعتقاله مدنيين في قطاع غزة، والادعاء لاحقًا أنهم من حركة حماس.
وكان "مسبار" قد فند هذه الادعاءات في وقت سابق، بعدما قام الاحتلال بتصوير العديد من المشاهد وتحريرها، بعد إجبار المدنيين على خلع ملابسهم والوقوف عراة تحت تهديد السلاح أمام مدرسة خليفة في بيت لاهيا التي فر إليها العديد من أهالي غزة بعد قصف منازلهم خلال الحرب الجارية.
وكانت حسابات إسرائيلية نشرت أيضًا مجموعة صور ومشاهد لأناسٍ عراة ومعصوبي الأعين على أنها تُظهر اعتقال إسرائيل لأكثر من 100 عنصرًا من حماس بعد خروجهم من الأنفاق شمالي قطاع غزة، يوم السابع من ديسمبر الجاري.
وكانت هذه الصورة توثق في الحقيقة اعتقال الجيش الإسرائيلي لعشرات الفلسطينيين خلال الاقتحام البري في شمال قطاع غزة، وكان من بينهم "اعتقال صحافيين وأطباء وأكاديميين وكبار سن من مراكز نزوح شمالي غزة بعد تعريتهم".
اقرأ/ي أيضًا
حسابات بأسماء عربية تروّج للدعاية الإسرائيلية خلال العدوان على قطاع غزة
الجيش الإسرائيلي ينشر إحصائيات مضللة لعدد مصابيه في الحرب على غزة