خلال زيارته إلى الأردن، يوم الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري، التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بجنود فرنسيين في قاعدة جوية بالمملكة، للاحتفال بعيد الميلاد.
الزيارة التي جاءت لـ"تسليط الضوء على التزام فرنسا الدائم بمكافحة الإرهاب"، بحسب قصر الإليزيه، هي الثانية إلى المنطقة في أقل من شهرين، إذ تحول ماكرون إلى عمّان في 25 أكتوبر/تشرين الأول الفائت، للتعبير عن التضامن مع إسرائيل عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، في السابع من الشهر ذاته، في غلاف غزة.
وشاركت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لماكرون مع جنود فرنسيين، وقالت إنّ فرنسا تكشف عن قاعدة عسكرية لها في الأردن، وسط غضب أردني وعربي عارم. وزعم ناشرو الادعاء، أنّ زيارة الرئيس ماكرون إلى قواته المتمركزة في قاعدة الرويشد الأردنية مثّل صدمة للعرب، الذين لم يكونوا يعرفون أو لا يريدون معرفة وجود هذه القاعدة في أراضيهم لأنها تحمي إسرائيل.
فهل لدى فرنسا قاعدة عسكرية في الأردن تحمي إسرائيل؟
تنقل إيمانويل ماكرون ووزير الدفاع سيباستيان ليكورنو إلى الصحراء الأردنية، يومي 21 و22 ديسمبر الجاري، حيث توجد قاعدة جوية عسكرية تضم قوات فرنسية.
ونشر ماكرون في حسابه الرسمي على موقع إكس مقطع فيديو يحتفل فيه مع الجنود الفرنسيين، وعلق عليه "فخر كبير أن أكون بجانبكم، أن أعبر لكم عن امتنان الوطن وأن أقول لكم باسمه أنه يدرك أن عائلاتكم تفتقدكم".
وكان قصر الإليزيه قد أعلن في 15 ديسمبر الجاري، عن الزيارة، مشيرًا إلى أنّ ماكرون "أراد تقديم وجبة عشاء، أعدها رئيس مطابخ رئاسة الجمهورية، إلى 350 جنديّا يشاركون من هذه القاعدة في مكافحة الإرهاب" ضمن عملية شمّال.
قاعدة عسكرية في الأردن لقوات شمّال
تمثل عملية شمّال التي انطلقت في 19 سبتمبر/أيلول 2014، الجزء الفرنسي في العملية الدولية "العزم الصلب" التي شاركت فيها 80 دولة وخمس منظمات دولية. وتقدم من خلاله الدعم العسكري للقوات العراقية المشاركة في القتال ضد تنظيم داعش.
ووفق وزارة الدفاع الفرنسية، تهدف أنشطة الدعم والمشورة التي يقوم بها التحالف الدولي "إلى تمكين السلطات السياسية والعسكرية العراقية من ضمان أمن بلادها وحدها".
وحشدت فرنسا حوالي 600 جندي فرنسي في المنطقة، كجزء من هذا التحالف. وذكرت، حينها، أنّه "بالتنسيق مع الحكومة العراقية والحلفاء الموجودين على مسرح العمليات، تقدم فرنسا الدعم العسكري للقوات المحلية المنخرطة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية على أراضيه".
ويشارك الضباط الفرنسيون في مختلف الهياكل الاستراتيجية والعملياتيّة والتكتيكية، وتم توزيعهم في العراق (بغداد وكردستان العراق)، وسوريا، والأردن، وقطر، والكويت، والإمارات العربية المتحدة. وتشمل القوة، أيضًا، عشرة طائرات من طراز رافال (أربعة منها في الأردن والبقية في الإمارات العربية المتحدة) وفرقاطة واحدة (البحر الأبيض المتوسط). وتقوم طائرات الرادار والمراقبة والتزود بالوقود بمهامها، بشكل متقطع.
وأصبحت القاعدة الجوية في الأردن جزءًا من شمّال منذ عام 2015، حيث تقوم قوات الكوماندوز وطائرات رافال المقاتلة بمهام استخباراتية واستطلاعية وضربات أحيانًا.
عملية شمّال العسكرية الفرنسية في العراق وسوريا
بحسب وزارة الدفاع الفرنسية، منذ بدء عملية شمّال في سبتمبر/أيلول 2014، نفذ الجيش الفرنسي 1570 غارة دمرت 2400 هدفًا في العراق وسوريا.
وفي مطلع يناير/كانون الأول 2022، توقفت قوات التحالف الدولي في العراق عن القيام بعمليات عسكرية على الأرض.
وقال الإليزيه، إن "العملية تطورت وتركز على تقديم المشورة والمساعدة ومهام التسهيل لصالح القوات العراقية". وأضاف أنّ الضربات الداعمة للقوات العراقية أصبحت اليوم "قليلة العدد".
وفق تقارير إخبارية فرنسية، تعد هذه المرة الأولى التي يزور فيها الرئيس الفرنسي القاعدة الجوية المؤقتة (BAP) في عيد الميلاد. وفي ديسمبر 2022، تنقل مع البحرية إلى حاملة الطائرات شارل ديغول قبالة سواحل مصر. وفي السنوات السابقة، سافر عدة مرات إلى أفريقيا، وتشاد وساحل العاج حيث كان الجيش الفرنسي منخرطًا في عمليات عسكرية تقول إنّها لمحاربة الإرهاب.
وفق صحيفة لوفيغارو الفرنسية، اقترح ماكرون تشكيل تحالف مماثل ضد حركة حماس، بعد هجوم السابع من أكتوبر في إسرائيل، قبل إعادة النظر فيه، بسبب عدم التقبل الإيجابي له في المنطقة.
اقرأ/ي أيضًا
الفيديو مجتزأ وليس لزيارة ماكرون إلى بنين دون أن يستقبله أحد
هل وضعت النيجر ماكرون ضمن قائمة مطلوبين للعدالة إثر الانقلاب العسكري؟
