وجه فريق الدفاع الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، اتهامات للحكومة المصرية بالسيطرة الكاملة على معبر رفح ودخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة. وقال كريستوفر تاكر محامي الدفاع الإسرائيلي، أمام المحكمة يوم الجمعة 12 يناير/كانون الثاني الجاري، "إنّ الوصول لقطاع غزة عبر معبر رفح تسيطر عليه مصر، وليس على إسرائيل أي التزام في ذلك بموجب القانون الدولي".
من جانبها ردت الحكومة المصرية على لسان الصحفي ورئيس هيئة الاستعلامات ومجلس الحوار الوطني ضياء رشوان، أنّه “من المعروف أن سيادة مصر تمتد فقط على الجانب المصري من معبر رفح، بينما يخضع الجانب الآخر منه في غزة لسلطة الاحتلال الفعلية”.
وأضاف في مداخلة تلفزيونية مع المذيع عمرو أديب، أنّ ذلك "يتجلى فعليًا في آلية دخول المساعدات من الجانب المصري إلى معبر كرم أبو سالم الذي يربط القطاع بالأراضي الإسرائيلية".
وأوضح في بيان نشره موقع الهيئة أنّ "دولة الاحتلال عندما وجدت نفسها أمام محكمة العدل الدولية متهمة بأدلة موثقة بجرائم ضد الإنسانية، لجأت إلى إلقاء الاتهامات على مصر في محاولة للهروب من إدانتها المرجحة من جانب المحكمة". مشيرًا إلى أن مصر "تجهز ورقة للرد على مزاعم إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية".
وبالتزامن مع هذه الاتهامات، انتشرت العديد من الادّعاءات المضللة حول معبر رفح والمساعدات الإنسانية الموجهة لقطاع غزة على مواقع التواصل الاجتماعي، تحقق منها "مسبار"، نعرض لكم أبرزها مع ادّعاءات قديمة فندها حول الأزمة، في وقت سابق.
تصريحات السيسي قديمة وليست بعد اتهامات إسرائيل لمصر
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يدعي ناشروه أنّه يقول فيه إن “المعبر لم ولن يغلق أبدًا”، ردًّا على اتهام إسرائيل لمصر بالتحكم في معبر رفح.
وبالتحقق وجد مسبار أنّ الفيديو قديم ويرجع إلى يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، خلال مؤتمر عقده الرئيس المصري تحت اسم "تحيا مصر وفلسطين"، ولم يأت ردًا على الاتهامات الإسرائيلية للسلطات المصرية بتحكمها في معبر رفح ودخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
الفيديو ليس لشحنات إغاثة أتلفت قبل العبور من معبر رفح
كما تداولت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، في 16 يناير 2024، مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه لشاحنات مساعدات مخصصة لقطاع غزة يتم تفريغ شحنتها في مكب النفايات بعد انتهاء صلاحيتها في معبر رفح المصري، قبل وصولها إلى قطاع غزة المحاصر.
وبالتدقيق، وجد مسبار أنّ تاريخ نشرها يرجع ليوم 16 نوفمبر 2016، ويعود لإتلاف سلطات منطقة القصيم في السعودية، لشحنة دجاج فاسدة.
فيديو قديم وليس لشاحنة مساعدات فارغة متجهة إلى غزة
نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد ادّعى ناشروها أنّها تُظهر شاحنة مساعدات شبه فارغة، بعد مرورها من مصر إلى قطاع غزة يوم السبت 21 أكتوبر/تشرين الأول الفائت.
لكن اتضح بعد تحقق مسبار، أنّها قديمة، وهي من مساعدات صندوق تحيا مصر لقطاع غزة في يونيو/حزيران 2021.
لم تدخل شحنات إغاثة لغزة دون تفتيش ولا يوجد أدلة على سرقة حماس لها
كما تحقق فريق مسبار من ادعاءات وردت في منشور للناشط الإسرائيلي حنانيا نفتالي، مسؤول الإعلام في مكتب نتنياهو سابقًا، قال فيه إنه ليس هناك ضمان على عدم وجود صواريخ في شحنات المساعدات إلى قطاع غزة، لأنها لم تفتش على أيدي خبراء، مستشهدًا ببيان للأمم المتحدة.
وبالبحث وجد مسبار أنّ الادّعاء مبني على مصدر تبين خطأه من صحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأميركية، في نقلها لتصريحات ستيفان دوجاريك، كبير المتحدّثين باسم مكتب الأمين العام للأمم المتحدة.
وقالت ذا نيويورك تايمز، حينها، إنّها نسبت -عن طريق الخطأ- في نسخة سابقة من التقرير ذاته، تصريحًا لستيفان دوجاريك، كبير المتحدّثين باسم مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، يقول فيه "إنّ قافلة المساعدات الأولى التي عبرت من مصر إلى غزّة لم تُفحص للتأكد من عدم حملها للأسلحة"، مؤكّدة أنّ ما قاله هو أنّ "الطرف الإسرائيلي على اطلاع كامل بمحتوى الحمولة".
ادعاءات دون أدلة بأنّ حماس تسرق المساعدات الإنسانية
كما تحقق مسبار من ادّعاء المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل وريبرغ يوم 24 أكتوبر الفائت، بأن حركة المقاومة الإسلامية حماس تسرق المساعدات الإنسانية المقدمة لسكان قطاع غزة. وكان رده على المذيع عندما سأله في المداخلة على دليل صحة ادعاءاته، أن الصواريخ التي تأتي من حماس كافية لإثبات كلامه.
وقابل ادعاءه تأكيد من وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) في بيان صدر في اليوم ذاته، أنها استلمت المساعدات التي دخلت من معبر رفح لقطاع غزة. وهو ما أكده الهلال الأحمر الفلسطيني، أيضًا.
اقرأ/ي أيضًا
ادّعاءات مضللة رافقت الهجمات الأميركية والبريطانية على مواقع تابعة للحوثيين