هل تؤثر تعليقات المستخدمين في تقييم صحة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي؟

ناقشت دراسة حديثة، الدور الذي تلعبه تعليقات المستخدمين في تقييم صحة الادعاءات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي. 

وأفادت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعات إكستر وزيورخ ويوتا، بقدرة التعليقات التصحيحية حول الادعاءات الزائفة أو المضللة على تحسين بيئة المعلومات في شبكة الإنترنت. من جهة أخرى، وجدت أن تعليقات المستخدمين التي تعتبر الأخبار الحقيقية كاذبة تقلل من ثقة القراء بالأخبار، وقد تسبب المزيد من الارتباك على منصات مواقع التواصل الاجتماعي.

أهمية مهارات الإعلام الرقمي في التعامل مع التعليقات التصحيحية

أجرى البحث الأساتذة فلوريان شتويكل وكيارا ريكي وجيسون ريفلر من جامعة إكستر، والأساتذة سابرينا شتوكلي من جامعة زيورخ وبيسير تشيكا من كلية ديفيدسون، وبن ليونز من جامعة يوتا.

وقالت البروفيسور شتويكل "إن التصحيحات الاجتماعية تقلل من الدقة المُدرَكة للمنشورات الزائفة والتفاعل معها"، وزادت "وجدنا أن الناس لا يحتاجون إلى كتابة تعليقات تصحيحية طويلة عبر الإنترنت عندما يريدون الإشارة إلى منشور غير دقيق".

وأشارت في تصريحاتها التي نقلها موقع ساي تك دايلي (SciTechDaily) إلى أن سهولة إنشاء هذه التعليقات يمكن أن تكون سيفًا ذو حدين، معللة ذلك بأن بيئات وسائل التواصل الاجتماعي تتضمن مستخدمين يعتبرون الأخبار الحقيقية كاذبة.

 وأوضحت "في حين قد تساهم تعليقات المستخدمين في تصحيح أفكارهم عن الادعاءات الزائفة، فإنها قد تقوض أيضًا إيمانهم بالأخبار الحقيقية" الأمر الذي يشير إلى أهمية تعلم المستخدمين مهارات الإعلام الرقمي، لتحسين تعاملهم مع التعليقات التصحيحية.

تنسيق التعليقات التصحيحية وطولها لا يشكّل فارقًا

أجريت الدراسة، التي نُشرت اليوم 13 فبراير/شباط، في مجلة نيتشر، على أكثر من 6600 شخص (1944 شخصًا في المملكة المتحدة، و2467 في إيطاليا، و2210 في ألمانيا). قيم المستجوبون منشورات تتضمن أخبارًا كاذبة وحقيقية حول مواضيع مختلفة مثل الصحة وتغير المناخ والتكنولوجيا، نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي إكس وإنستغرام وفيسبوك.

ومن أبرز النتائج التي توصلت لها الدراسة هو أن تنسيق وطول التعليقات التصحيحية أمر غير فارق، إذ لا يحتاج مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي إلى كتابة تعليقات طويلة ومفصلة للإشارة إلى المحتوى الزائف، بل تكفي بعض الكلمات حول صحة المحتوى لإيصال نفس الرسالة.

دور تسمية "الأخبار الزائفة" في تمييز المعلومات المضللة 

وفي السياق، كان مسبار قد سلط الضوء على دراسة بحثت في دور تسمية "الأخبار الزائفة" في تمييز المعلومات المضللة، إذ توصل الباحثون إلى نتيجة مفادها أن استخدام مصطلح "أخبار زائفة" لوصف مقال إخباري على وسائل التواصل الاجتماعي، يؤدي إلى تقويض ثقة المستخدمين بالمؤسسة الإخبارية وصحفييها، واعتبارها أقل مصداقية.

اقرأ/ي أيضًا

هل تساعد تسمية "الأخبار الزائفة" الجمهور على تمييز المعلومات المضللة؟

حول أنظمة المحادثة الاصطناعية وعلاقتها بانتشار المعلومات المضللة