` `

شهادات ودلائل تدين الاحتلال في مجزرة دوار الكويت وتنافي الرواية الإسرائيلية

فاطمة حماد فاطمة حماد
سياسة
18 مارس 2024
شهادات ودلائل تدين الاحتلال في مجزرة دوار الكويت وتنافي الرواية الإسرائيلية
مؤشرات ودلائل وشهادات على ارتكاب الاحتلال مجزرة دوار الكويت (إكس)

عقب استهداف الجيش الإسرائيلي مدنيين في قطاع غزة، مساء يوم الخميس 14 مارس/آذار الجاري، أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية قادمة من جنوب قطاع غزة عند دوار الكويت جنوبي شرقي مدينة غزة، والذي أودى بحياة عشرات الضحايا، تبرأت إسرائيل من الحادثة، وحملت المسؤولية لمسلحين فلسطينيين في القطاع. 

شارك  حساب الجيش الإسرائيلي على منصة إكس مقطع فيديو ادعى أنه "يوثق مسلحين فلسطينيين يطلقون النار قرب مواطنين غزيين قرب دوار الكويت”، وقال إنّه يحقق في مقتل المدنيين الفلسطينيين، مدعيًا توثيق مشاهد لـ"مسلحين فلسطينيين" وهم يطلقون النار تجاه هؤلاء المدنيين.

ادعاء إسرائيلي أن مجرزة دوار الكويت ارتكبها مسلحين فلسطينيين

بدوره شارك حساب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مقطع الفيديو ذاته وعلق عليه بالقول "توثيق خاص: مسلحون فلسطينيون يطلقون النار بالقرب من مواطنين غزيين قبل ساعة من دخول قافلة مساعدات إنسانية في منطقة جنوب حي الزيتون".

زاعمًا أن قوات الجيش الإسرائيلي لم تطلق أي نيران باتجاه قافلة المساعدات في منطقة دوار الكويت.

مؤشرّات وشهادات تدحض الرواية الإسرائيلية

راجع "مسبار" اللقطات الجوية التي نشرها الجيش الإسرائيلي ووجد أنها لا تُظهر مُسلحين كما يدعي الجيش، وإنما يظهر في اللقطات شخص واحد يبدو أنه مُسلح لكنه لم يُطلق النار تجاه أي من المارين، ولم تسقط أي إصابة من المواطنيين حوله. ولاحظ مسبار عدم وجود حالات هلع أو هروب بين المدنيين في الفيديو ما يُشير إلى أن الشخص الظاهر في المقطع لم يُطلق النار على أحد خلافًا للرواية الإسرائيلية.

إلى جانب ذلك وثقت وسائل إعلامية وصحفيون شهادات لناجين من المجزرة أكدو على أن الجيش الإسرائيلي تعمد استهداف المدنيين العزل خلال انتظارهم المساعدات في منطقة دوار الكويت.

 إذ وثق الصحفي إسماعيل الغول من قطاع غزة على حسابه في موقع انستغرام، شهادة لناجٍ من المجزرة، أشار فيها إلى تعمد الاحتلال استهداف المدنيين بالقذائف ولم يتوقف الجيش عن إطلاقها حتى تأكد من مقتل كل المدنيين المتجمعين في المكان.

صورة متعلقة توضيحية
شهادة ناجي من مجزرة الكويت/إنستغرام

كما أفاد أحد المُصابين في الاستهداف للتلفزيون العربي في 15 مارس الجاري، أن طائرة استطلاع إسرائيلية قامت بتصويرهم عن قرب، وأشار إلى أنه رغم تصويرهم والتأكد من أنهم عُزل تم إطلاق قذائف على المدنيين من الجيش الاسرائيلي.

مجزرة دوار الكويت
تقرير عن مجزرة دوار الكويت وشهادة مصاب

المرصد الأورومتوسطي يضحد رواية الجيش الإسرائيلي

خلصت تحقيقات أولية للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان والمعطيات الميدانية وشهادات المدنيين، إلى مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل عشرات الفلسطينيين المدنيين، ليلة الخميس الفائت، خلال تجمعهم للحصول على مساعدات إنسانية قرب دوار الكويت على أطراف مدينة غزة.

وقال المرصد إنّ الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي يُظهر أن مقطع الفيديو صُور في مكان مختلف عن مكان المجزرة، إذ أن الشخص المسلح كان يطلق النار في محيط دوار دولة جنوب شرقي مدينة غزة، والذي يُبعد نحو 2 كيلو مترًا عن دوار الكويت جنوب شرقي مدينة غزة، موقع ارتكاب المجزرة.

وأضاف المرصد في تقريره أنه يظهر في المقطع أن إطلاق النار كان من قبل شخص واحد فقط وفي الهواء، في محاولة على ما يبدو للحيلولة دون توجه المدنيين إلى محيط تمركز منطقة الآليات العسكرية للجيش الإسرائيلي، بدلالة أنه رغم إطلاق النار القريب لم يسقط أي أحد بقربه، ولم تظهر أي جثث على الأرض أو مصابين من حوله.

وأشار إلى أنه وبعد معاينة عدد من الضحايا وجد أنهم تعرضوا للاستهداف المباشر برصاص (5.56x45)ملم ناتو، وهي أسلحة يستخدمها الجيش الإسرائيلي، وقد سبق أن تم معاينة مجموعة مشابهة من الرصاصات في أجساد قتلى ومصابين وفي مكان وقوع مجزرة الدقيق الأولى يوم 29 فبراير/شباط الفائت، والتي خلفت مئات القتلى والإصابات، حينها.

كما شارك الأورومتوسّطي شهادات ناجين آخرين حصل عليها، وفي شهادة لمواطن يدعى زياد سعيد مدوخ وهو أحد الجرحى في المجزرة للأورومتوسطي، قال إن الجيش الإسرائيلي بدأ بإطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف فور قرب وصول شاحنات المساعدات إلى دوار الكويت باتجاه حشود المدنيين، وتم مواصلة إطلاق النار باتجاههم حتى بعد استلام بعض المساعدات بغرض القتل العمد.

بينما قال المصاب إبراهيم النجار إنه حاول الحصول على كيس دقيق لأطفاله من دوار الكويت لكنه تعرض مع الآخرين لإطلاق الرصاص الحي والقذائف المدفعية رغم تجمعهم في منطقة مسموح بها مسبقًا.

تقرير المرصد الأورومتوسطي حول مجزرة الكويت
تقرير المرصد الأورومتوسطي حول مجزرة دوار الكويت

وتحقق مسبار من ادّعاءٍ مشابه، صدر عن الجيش الإسرائيلي للتنصل من المجزرة التي ارتكبها في قطاع غزة خلال الحرب الجارية، إذ ادعى المتحدّث باسم الجيش دانيال هاغاري، أواخر فبراير الفائت، أن الجيش الإسرائيلي لم يستهدف الغزيين عند محاولتهم الحصول على المساعدات.

وقال حينها، إنّ آلاف الغزيّين هجموا على الشاحنات وبعضهم بدأ في دفع آخرين ودعسهم بعنف حتى الموت ونهب الإمدادات الإنسانية، للتبرأ من المجزرة التي ارتكبها الجيش.

 وكشف مسبار حينها، أن الادعاء الإسرائيلي مضلل، وأوضح بمؤشرات ودلائل أن مجزرة دوار النابلسي ارتكبها الجيش الإسرائيلي وليست بالتدافع. 

صورة متعلقة توضيحية
تفنيد سابق لمسبار حول مجزرة دوار النابلسي

اقرأ/ي أيضًا

رغم الأدلة التي تكشف تورطه: الجيش الإسرائيلي يواصل التنصل من مجزرة الطحين

فيديو لقنص سيدة فلسطينية: إسرائيل تحاول إلصاق التهم الموجهة لها بحماس

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة