تتداول صفحات وحسابات على موقعي التواصل الاجتماعي إكس وفيسبوك، حديثًا، صورة ادّعى ناشروها أنّها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع بقرة حمراء داخل قبو.
وبالبحث لم يعثر "مسبار" على أي مصدر موثوق نشرها، ولم تنسب إلى وسيلة إعلام إسرائيلية أو أجنبية. ووجد أنّ هناك مؤشرات على أنّها مولّدة بالذكاء الاصطناعي وليست لنتنياهو مع بقرة حمراء داخل قبو.
مؤشرات بأن صورة نتنياهو والبقرة الحمراء مولّدة بالذكاء الاصطناعي
بالتدقيق في الصورة، يمكن تمييز تشوهات في أذن بنيامين نتنياهو ويده اليمنى. كما يغطّي لمعان مصطنعٌ شعره وجبهته وبدلته عند الركبة اليمنى. يظهر في الصورة أيضًا أنّ المرتبة نظيفة بالكامل، على الرغم من أنّ الأرضية موحلة.
أمّا البقرة فتظهر عليها بقعة بيضاء، ما يعني أنّها لا تستوفي شروط طقس الذبح عند اليهود.
وعند عرض الصورة على أداة كاشفة للصور المولّدة بالذكاء الاصطناعي، تبيّن أنّ احتمال كونها مولّدة بالذكاء الاصطناعي يتجاوز 87 في المئة.
مصدر الصورة يعزّز الشكوك حول صدقيتها
في خانة البحث على منصة إكس، وضع مسبار اسم المستخدم "@BenShapiro_IL"، الذي يظهر في شكل علامة مائية أسفل الصورة المتداولة. وأظهر البحث أنّ اسم المستخدم يعود إلى حساب مختصٍّ في نشر محتوى يسخر من الكاتب والمحلل السياسي اليهودي الأمريكي، بن شابيرو.
ونشر الحساب الصورة في السابع من إبريل/نيسان الجاري، وأرفقها بتعليق "لا تسألوني عما يجري هنا يا رفاق".
وتجدر الإشارة إلى أنّ منصة إكس سمحت لمستخدميها، في وقت سابق، بإنشاء حسابات تحاكي عن طريق السخرية شخصيات عامة ومعروفة. غير أنّها اشترطت لاحقًا على تلك الحسابات، تضمين أسمائها عبارة "محاكاة ساخرة"، كي يسهل تمييزها عن الحسابات التي تتعمّد انتحال الشخصية.
وجاءت تلك التعديلات في أعقاب قرار مالك المنصة، إيلون ماسك، إتاحة شارة التوثيق لجميع المستخدمين مقابل اشتراك شهري.
رمزية مشهد نتنياهو والبقرة الحمراء
يحيل المشهد الذي توثّقه الصورة إلى طقس يهودي يقوم على ذبح بقرة حمراء لتطهير الشعب اليهودي، تمهيدًا لبناء الهيكل الثالث في القدس، على أنقاض المسجد الأقصى.
وأعلنت إسرائيل، في عام 2020، استقدام خمس بقرات حمراء بالكامل من ولاية تكساس الأميركية. ومع بلوغ البقرات سنتها الثالثة هذا العام، شرعت منظمات يهودية والسلطات الإسرائيلية في تجهيز طقوس الذبح، التي كان من المزمع إقامتها في اليوم الثاني من شهر نيسان وفق التقويم العبري، الموافق للعاشر من إبريل الجاري، أي بالتزامن مع احتفال المسلمين بعيد الفطر.
ووفقًا للشريعة اليهودية، فإن طقس ذبح البقرة الحمراء يهدف إلى تطهير الشعب اليهودي من نجاسة الموتى، كي يتاح له دخول المسجد الأقصى وهدمه لبناء الهيكل الثالث على أنقاضه.
وثار جدل في إسرائيل حول ما إذا كانت البقرات مطابقة لشروط الطقس، إذ اعترض حاخامات على كونها غير مولودة فيما يسمى "أرض إسرائيل" فضلًا عن تساؤلات بشأن تدخّل الهندسة الجينية في إنتاج هذه البقرات.
شروط انتقاء البقرات الحمر
لم يستطع اليهود إقامة طقس ذبح البقرات الحمر منذ ما يقرب ألفي سنة، وذلك بسبب صعوبة توفر شروط انتقاء البقرة. إذ يجب أن تكون حمراء خالصة اللون، وخاليةً من العيوب ولم تسخّر للعمل والحرث ولم تتزاوج وتربّت في "أرض إسرائيل"، وبلغت من العمر ثلاث سنوات.
يشمل الطقس ذبح البقرات وحرقها بالكامل، ومن ثم استخدام رمادها في التطهُّر من نجاسات الموتى قبل دخول موقع الهيكل المقدس. وأقيمت جميع طقوس البقرات التسع السابقة، باستثناء الأولى، فوق جبل الزيتون المطل على المسجد الأقصى.
تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
تتواصل الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة لليوم 190، إذ استمر القصف على مناطق وسط قطاع غزة، فيما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي بوفاة 30 طفلًا بسبب الجوع. وتتأهب إسرائيل لهجوم إيراني، عقب استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.
اقرأ/ي أيضًا
لحجب الحقيقة: إسرائيل تواصل منع الصحفيين الدوليين من تغطية الحرب على غزة
المنشور ليس من حساب رسمي للرئيس الإيراني يتوعد فيه باستهداف إسرائيل