شنّت إيران هجومًا في وقت متأخر من يوم أول أمس، السبت، 13 إبريل/نيسان الجاري على إسرائيل، اعتُبر أول هجوم مباشر لها على الأراضي المحتلة، تكوّن من عشرات الطائرات المسيّرة، والصواريخ الباليستية.
وجاء الهجوم الإيراني في سياق الرد على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من إبريل الجاري، والذي أسفر عن مقتل قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني.
من جهتها، قالت إسرائيل إنها اعترضت 99% من الصواريخ والمسيّرات التي أطلقت من إيران والعراق واليمن، بمساعدة كل من الولايات المتحدة الأميركية، بريطانيا وفرنسا.
وتوالت الادعاءات المضللة حول الهجوم الإيراني على إسرائيل في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي هذا المقال نفرد لكم أبرز الادعاءات المضللة التي طاولت إيران وتحقق منها "مسبار"، أثناء الهجوم وبعده.
مقطع فيديو لاحتجاز إيران سفينة إسرائيلية في مضيق هرمز
بالتزامن مع تهديدات إيران بالرد على إسرائيل، تداولت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، مقطع فيديو زعم ناشروه أنّه حديث، ويوثق لحظة استيلاء إيران على سفينة اسرائيلية في مضيق هرمز ونقلها إلى المياه الإيرانية.
وكشف تحقيق مسبار أنّ مقطع الفيديو قديم، ويُظهر عملية احتجاز ناقلة نفط فيتنامية من قبل إيران، في بحر عُمان عام 2021، وليس لعملية استيلاء على سفينة إسرائيلية في مضيق هرمز، بل يوثق عملية احتجاز ناقلة النفط الفيتنامية "MV Sothys" في بحر عمان، في 24 أكتوبر2021، من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني.
صورة لانفجار ضخم بغزة إثر قصف قوات الاحتلال
وعقب شن إيران هجومًا على إسرائيل، شاركت حسابات على منصة إكس، صورة ادّعت أنّها لانفجار ضخم يهز العاصمة الإيرانية طهران.
لكن تحقّق مسبار، كشف أنّ صحفية فلسطينية تُدعى فاطمة شبير التقطت الصورة في قطاع غزة، في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023. وتُظهر الصورة نيرانًا وأعمدة دخان تصاعدت إثر غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة، حينها.
حريق ضخم في مصفاة نفط بجنوب طهران
وتداولت حسابات أثناء الهجوم الإيراني على إسرائيل أول أمس، السبت، على موقعي فيسبوك وإكس، صورة أخرى ادّعت أنّها تعود لانفجار ضخم بالعاصمة الإيرانية، كرد إسرائيلي على الهجوم الإيراني الذي شنته ضدها.
لكن وجد مسبار أنّ الصورة تعود إلى الثاني من يونيو/حزيران عام 2021، وتُظهر مشاهد لدخان كثيف متصاعد نتيجة اندلاع حريق في مصفاة نفط جنوب العاصمة الإيرانية طهران.
كما شاركت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة ادّعت أنّها التقطت من سماء إسرائيل بعد إطلاق إيران المسيرات والصواريخ.
بحث مسبار عن أصل الصورة، ووجد أنها تعود إلى يوم الثامن من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 لغارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة خلال الهجوم الذي أعقب عملية طوفان الأقصى، التي أطلقتها كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس في السابع من الشهر نفسه.
كما انتشر مقطع فيديو ادعى متداولوه أنه للحظة إطلاق إيران دفعات كبيرة من صواريخها باتجاه إسرائيل. ولكن تبين أن الفيديو قديم، ونُشر في 26 مارس/آذار عام 2022، على أنّه للحظة إطلاق السفينة الحربية الروسية "Buyan-M Class" صواريخ كاليبر على أوكرانيا.
صورة من زيارة الخامنئي لمعرض القوة الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني
وبعدما أعلنت إيران انتهاء هجومها، ردًّا على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، حسب بيان البعثة الإيرانية بالأمم المتحدة، انتشرت صورة على موقع التواصل الاجتماعي إكس، ادّعى ناشروها أنها لمتابعة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي الخامنئي، للمسيّرات والصواريخ الباليستية المنطلقة لأهدافها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأظهر تحقيق مسبار أنّ الصورة ليست من متابعة علي الخامنئي للمسيّرات والصواريخ أثناء الهجوم الإيراني على إسرائيل، بل التقطت في 23 أغسطس/آب من العام الفائت في طهران، خلال الكشف عن نسخة متطوّرة من مسيرات “مهاجر 10”، الشبيهة بمقاتلات أم كيو-9 ريبر الأميركية، وإعلان دخولها الخدمة.
تداعيات الهجوم الإيراني على إسرائيل
أفادت وسائل إعلامية إسرائيلية، أن مجلس الحرب عقد اجتماعًا ثانيًا اليوم، الإثنين، لبحث سبل الرد على الهجوم الإيراني على إسرائيل، مساء أول أمس السبت 13 إبريل، بالصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة، كما اجتمع المجلس الوزاري السياسي الأمني، فجر أمس، الأحد، وأعقبه اجتماع لمجلس الحرب في ملجأ تحت الأرض في وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب.
ومن جانبها، نددت الولايات المتحدة بالهجوم على إسرائيل على غرار العديد من الدول الأوروبية، مؤكدة دعمها لإسرائيل. بينما دعت دول أوروبية إسرائيل إلى عدم الرد خوفًا من تفاقم الأوضاع في المنطقة. وبحسب وسائل إعلامية إسرائيلية لا تزال المشاورات جارية للرد على إيران واتخاذ القرار النهائي.
اقرأ/ي أيضًا
الفيديو لحريق في مدينة الرمثا وليس لإسقاط مسيرة إيرانية على الأراضي الأردنية
