يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غاراته الجوية والمدفعية على مختلف مناطق قطاع غزة، بالتزامن مع الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح جنوبي القطاع. وذلك بعد إعلان مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن قرار مواصلة العملية العسكرية واجتياح رفح يوم الإثنين السادس من مايو/أيار الجاري، بذريعة ممارسة الضغط على حركة حماس، "للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين وتحقيق أهداف الحرب الأخرى". وهو ما أودى بحياة العشرات من الفلسطينيين في الأيام الأخيرة من بينهم أطفال ورفع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية الجارية على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، إلى 34 ألفًا و844 فلسطينيًا، إضافة إلى إصابة 78 ألفًا و404 آخرين. وفقًا لتقرير وزارة الصحة الفلسطينية يوم أمس الأربعاء، الثامن من مايو.
جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن سيطرته على معبر رفح
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح يوم الثلاثاء، السابع من مايو، سيطرته على معبر رفح جنوبي قطاع غزة بشكلٍ كامل، وقال إنّه يُنفذ عمليات تمشيط في المنطقة.
وكان جيش الاحتلال، قد استهدف محيط معبر رفح ومناطق شرقي المدينة بغارات جوية مكثفة مساء الثلاثاء، أي قبل السيطرة على المعبر بساعات، تمهيدًا لعملياته العسكرية فيها. وتشهد المناطق الشرقية المُستهدفة وجود أعداد كبيرة من النازحين الفلسطينيين، الذين كانوا قد نزحوا إليها من شمالي ووسط القطاع خلال الاجتياح الإسرائيلي لمناطق سكنهم. إذ لجأ حوالي مليون نازح إلى مدينة رفح منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
ومن جانبها، أشارت إدارة التنسيق في وزارة الصحة في غزة، إلى أن اقتحام المعبر منع قائمة الجرحى الذين كان من المفترض أن يسافروا يوم الثلاثاء السابع من مايو الجاري، كما يمنع سفر أي من الجرحى والمرضى ومرافقيهم لتلقي العلاج خارج القطاع، إضافة إلى أنه يمنع دخول شاحنات الأدوية والمعدات الطبية، والوقود اللازم للمستشفيات.
وفي هذا الإطار، انتشرت العديد من المشاهد مضللة على مواقع التواصل الاجتماعي، على أنها مرتبطة بالأحداث الأخيرة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي رصدها مسبار وتحقق منها، وإليكم أبرزها.
الفيديو ليس لنزوح فلسطينيين من رفح عقب التهديدات الإسرائيلية الأخيرة
عقب الغارات الجوية التي شنها جيش الاحتلال على مدينة رفح، والتهديدات الإسرائيلية الأخيرة بالاجتياح، نزح آلاف السكان والنازحين إلى مناطق وسط غزة.
وتداولت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، مقطع فيديو ادّعت أنّه لنزوح جديد من مدينة رفح عقب التهديدات الإسرائيلية بضرورة إخلاء الأحياء الشرقية، في السادس من مايو الجاري.
لكن وجد مسبار أنّ الفيديو قديم وليس لنزوح جديد من رفح. ونشر المقطع الأصلي مصوّر، يُدعى عبد الله غنيم، عبر حسابه الخاص على منصة إنستغرام، في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وذكر أنّه لنزوح سكان قطاع غزة من شمالي القطاع إلى جنوبه.
مشهد تمثيلي وليس لتزييف فلسطينيين مشاهد الضحايا
تداولت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، مقطع فيديو ادّعت أنّه يُظهر تزييف فلسطينيين مشاهد الضحايا بالتزامن مع بدء الجيش الإسرائيلي هجومه على رفح.
وكشف تحقيق مسبار أنّ مقطع الفيديو المُتداول مأخوذ من كواليس مسلسل درامي، نشره المخرج الفلسطيني بشار النجار، في العاشر من إبريل/نيسان الفائت، وذكر أنه من كواليس تصوير مسلسل نزيف التراب، الذي تبثه قناة التلفزيون العربي2، ولا علاقة له بضحايا الهجوم الإسرائيلي.
الفيديو من مجزرة إسرائيلية في النصيرات وليس من رفح
ومع بدء إسرائيل عمليتها العسكرية في رفح، تداولت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، مقطع فيديو ادّعت أنّه لنقل عدد من ضحايا الهجمات الأخيرة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. بالبحث، اتضح أنّ مصوّرًا من قطاع غزة يُدعى حاتم هاني رواجبة، نشر مقطع الفيديو، في حسابه على إنستغرام، يوم 16 مارس الفائت، وقال إنه من تشييع 36 شخصًا راحوا ضحية مجزرة عائلة الطباطيبي غربيّ المخيم الجديد في النصيرات، غالبيتهم أطفال، ومن بينهم نساء حوامل.
فيديو لإطلاق المقاومة صواريخ على غلاف غزة ردًّا على هجوم رفح
شاركت حسابات على إكس، مقطع فيديو ادّعت أنّه يُوثق رشقة صاروخية أطلقتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة داخل الأراضي المحتلة ردًا على جرائم الاحتلال الأخيرة في مدينة رفح.
بحث مسبار عن المقطع، ووجد أنّه قديم، نشرته حسابات روسية على مواقع التواصل الاجتماعي عام 2014، وقالت إنّه يوثق "إطلاق صواريخ ضخمة من نوع غراد خلال اشتباكات مع الحركات الانفصالية في دونيتسك على الحدود الروسية الأوكرانية".
صورة قديمة وليست للقصف الإسرائيلي الأخير على رفح
وخلال الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، نشرت حسابات وصفحات على إكس، صورة ادّعت أنّها تعود إلى شرقي رفح مساء يوم الاثنين السادس من مايو الجاري، وتُظهر السماء مضاءة بالقنابل.
وأظهر تحقيق مسبار، أنّ الصورة لم تلتقط في رفح خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير، بل التقطت في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وتُوثق إلقاء الجيش الإسرائيلي قنابل مضيئة على مدينة غزة.
الصورة ليست لنقل مُصابين من جيش الاحتلال خلال المعارك في رفح
وأخيرًا، شاركت حسابات على موقع إكس، يوم أمس الأربعاء الثامن من مايو، صورة ادّعت أنّها لنقل جرحى جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، بعد المعارك الأخيرة في شرقي مدينة رفح بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال.
وبالبحث، وجد مسبار أنّ الصورة قديمة، وتعود إلى يوليو/تموز عام 2014، وتُوثق نقل جرحى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، أصيبوا خلال المعارك التي شهدها قطاع غزة، آنذاك.
وتستمر تغطية فريق مسبار لأبرز المعلومات والمشاهد المضللة عن التطورات الميدانية خلال الحرب الإسرائيلية الجارية في قطاع غزة واجتياح مدينة رفح، ويمكنكم الاطلاع على التحديثات اليومية لمواد التحقق عبر الرابط.
اقرأ/ي أيضًا:
ادّعاءات مضللة طاولت المظاهرات الطلابية الأميركية المنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة
صور مضللة انتشرت عن مشاركة جنديّات في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة