` `

رغم النفي الإسرائيلي.. أدلة على استخدام الاحتلال الكلاب العسكرية في مهاجمة الفلسطينيين

أحمد كحلاني أحمد كحلاني
أخبار
30 يونيو 2024
رغم النفي الإسرائيلي.. أدلة على استخدام الاحتلال الكلاب العسكرية في مهاجمة الفلسطينيين
حوادث اعتداء متكررة تؤكد استخدام الاحتلال الكلاب في مهاجمة على المدنيين (Getty)

في 25 يونيو/حزيران الجاري، نشرت قناة الجزيرة مشاهد مسربة التقطتها كاميرا مثبتة على كلب بوليسي إسرائيلي، تُظهر لحظة مهاجمته مسنة فلسطينية تدعى دولت الطناني، تبلغ من العمر 68 عامًا. وتوضح الصور تعمّد إطلاق جيش الاحتلال كلبًا بوليسيًا على امرأة مسنة، تسكن في مخيم جباليا، الذي اقتحمته القوات الإسرائيلية مرة جديدة.

إطلاق جيش الاحتلال كلب بوليسي مدرّب على امرأة مسنة

وقالت دولت الطناني في تصريح لوكالة الأناضول، إنّ قوات الاحتلال أطلقت الكلب نحوها عمدًا، عندما كانت نائمة في غرفتها، وأنّ الكلب سحبها من يدها إلى خارج الغرفة. وأضافت قريبة المسنة للأناضول أنّ صراخها وإبلاغها الجنود بأنّها مدنيّة، لم يكونا كافيين ليدخل هؤلاء لفكها من الكلب، الذي سبب لها جروح بليغة، كشفت على إثرها عظام معصمها.

واستطاعت الطناني رغم إصابتها ترك المكان، ونزفت لأكثر من 12 ساعة، قبل أن تتمكن من التوجّه إلى المستشفى، الذي لم تحصل فيه على العلاج المناسب بسبب انعدام الإمكانيات ونقص الأدوية.

دولت الطناني في تصريح لوكالة الأناضول

أثارت تفاصيل الاعتداء، الذي تعرّضت له المسنة الفلسطينية، عربيًا وعالميًا، العديد من ردود الفعل المندّدة باستمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة، وبتعمده استعمال أساليب ترويع وترهيب مختلفة ضد الفلسطينيين، بغض النظر عما إذا كانوا نساء أم أطفالًا أم مسنين. 

تفاصيل الاعتداء التي تحدثت عنها المسنة، خلفت العديد من ردود الفعل

ونشر أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي، مقطع فيديو عبر حسابه على منصة إكس، كذّب فيه المشاهد التي نشرتها قناة الجزيرة للحظة مهاجمة الكلب المسنة الفلسطينية في قطاع غزة أثناء نومها.

وادّعى أدرعي أنّ مقاتلين من حماس هم من اختطفوا الكلب واحتجزوه لديهم، وأنّ الحادثة وقعت بعد انقطاع الاتصال مع الكلب، مضيفًا بأنّ الكلب لم يتلقّ أيّ أوامر بالاعتداء على الأبرياء.

ادعى أدرعي أنّ مقاتلين من حماس هم من اختطفوا الكلب

يستعرض مسبار فيما يلي مؤشرات تدلُّ على تعمّد جيش الاحتلال إطلاق الكلاب العسكرية المدربة، التابعة لوحدة "عوكيتس"، على المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية.

الاحتلال يعتمد "سلاح الكلاب" ضد المدنيين في غزة

قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، خلال مؤتمر صحفي عقده المدير العام للوزارة، منير البرش، مع المدير الطبي لمستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، في باحة مستشفى كمال عدوان، في 17 ديسمبر/كانون الأول 2023، إنّ قوات الاحتلال تعمّدت إطلاق كلاب بوليسية على الطواقم الطبية والنازحين في مستشفى كمال عدوان.

وتحدث المدير العام لوزارة الصحة عن الأحداث التي وقعت في المستشفى خلال فترة حصاره واقتحام القوات الإسرائيلية له، وقال إنّ قوات الاحتلال قصفت بوابة المستشفى ومحيطه وأطلقت النار بشكل مباشر على مبانيه، وأنّها استهدفت الطابق الثاني منه، كما اعتقلت مديره أحمد الكحلوت.

وأضاف البرش أنّ الاحتلال تعمّد خلال فترة الحصار تجميع النازحين والأطقم الطبية في حوض كبير مخصص لتجميع مياه الصرف الصحي، وتعريتهم وإذلالهم وإطلاق الكلاب البوليسية عليهم.

وذكر حسام أبو صفية، المدير الطبي لمستشفى كمال عدوان، خلال المؤتمر الصحفي نفسه، أنّ القوات الإسرائيلية جمعت خلال اقتحامها للمستشفى كلّ المتواجدين داخله في طابق واحد وأطلقت الكلاب عليهم، وأنّ الكلاب نهشت جسد جريح يبلغ من العمر 75 عامًا، ما أدى إلى وفاته في اليوم التالي.

إطلاق كلاب بوليسية على الأطقم الطبية والنازحين في مستشفى كمال عدوان

وفي شهادة أخرى، قال يوسف فزع، وهو مسن من قطاع غزة يبلغ من العمر 67 عامًا، إنّه تعرض للنهش من قبل كلب عسكري إسرائيلي في محيط مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة. وقال يوسف إنّ قوات من جيش الاحتلال اقتحمت المبنى الذي يقطن فيه، وأنّها فتحت باب غرفته وأطلقت عليه كلبًا نهش جسده، وسبّب له إصابات بليغة في الصدر والساق.

تعرض المسن يوسف فزع لنهش الكلاب الإسرائيلية

كلاب الاحتلال تنهش الفلسطينيين في الضفة الغربية

حوادت اعتداء الكلاب العسكرية الإسرائيلية لم تقتصر على المدنيين في قطاع غزة فقط، بل شملت فلسطينيين في الضفة الغربية أيضًا.

وعلى غرار اللقطات المسربة للكاميرا المثبتة على الكلب العسكري الإسرائيلي، التي أظهرت مهاجمته لمسنة فلسطينية في قطاع غزة، وثّقت مشاهد التقطتها كاميرات مشابهة في الضفة الغربية، لحظة إطلاق جنود الاحتلال كلبًا شرسًا على شاب فلسطيني أعزل. ونهش الكلب يد الشاب الذي قيّده جنود الاحتلال واعتقلوه بدلًا من أن يسارعوا إلى فكّه من الكلب رغم استغاثته وصراخه وإعلان الاستسلام.

كلاب الاحتلال تنهش الفلسطينيين في الضفة الغربية

وفي 19 إبريل/نيسان الفائت، أظهر مقطع فيديو آخر تعمّد جنود الاحتلال ترك كلب عسكري ينهش جسد شاب فلسطيني بوحشية، خلال محاولة اعتقاله في طولكرم.

كلب عسكري ينهش جسد شاب فلسطيني

وفي مخيم بلاطة في نابلس، تعرّض طفل لم يتجاوز عمره ثلاث سنوات، يدعى إبراهيم حشاش، لهجوم كلب عسكري إسرائيلي خلال اقتحام جيش الاحتلال منزل عائلته.

وروت أم الطفل أنّ الكلب اختطف ابنها من بين أحضانها وظل ينهشه لمدة تجاوزت ست دقائق، وأنّه رغم وصول جنود الاحتلال بعد ذلك، إلا أنّهم لم يتمكنوا من فك ابنها من بين أسنان الكلب بسبب رفضه الاستجابة لأوامرهم. 

وتابعت أنّ الجنود اضطروا لحمل الطفل والكلب معًا في محاولة لفك الطفل من بين أسنان الكلب، مضيفة أنّهم أعادوا إليها ابنها بعد دقائق في حالة غيبوبة، وأنّها مُنِعت رغم حالته الحرجة من اصطحابه إلى المستشفى.

إبراهيم حشاش لم يتجاوز الثلاث سنوات من العمر من مخيم بلاطة في نابلس، إلى هجوم كلب عسكري إسرائيلي

الكلاب تنهش الفلسطينيين وجنود إسرائيليون يسخرون

تعرّض فلسطينيون على مدى سنوات عديدة لحوادث مشابهة، أبرزها اعتقال الأسير مبروك جرار، في فبراير/شباط 2018، والذي أطلقت قوات من جيش الاحتلال كلبًا عسكريًّا عليه، عندما كان في بيته.

وفي روايته لتفاصيل الجريمة، قال مبروك جرار إنّ الكلب العسكري انقض عليه بوحشية وظل ينهش جسده لما يزيد عن 15 دقيقة أمام زوجته وأطفاله.

وفي توثيق للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، قال الجرار إنّه لم يقوَ على الإفلات من الكلب، الذي كان يهاجمة بشراسة أشد كلما حاول إبعاده، وقال إنّ الكلب نهش كل مكان من جسده.

واستذكر الجرار أيضًا، أنّه ورغم وضعه الصحي، حينها، اقتيد إلى أحد مراكز التوقيف الإسرائيلي، حيث تُرك ينزف لأكثر من ثلاث ساعات وسط سخرية جنود الاحتلال. 

وتُظهر صور نشرها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، آثار الاعتداء والندوب العميقة التي تخلفها هجمات الكلاب العسكرية المدربة على أجساد الفلسطينيين.

الكلاب تنهش الفلسطينيين والجنود الإسرائيليون يسخرون

تنديد باستخدام إسرائيل الكلاب العسكرية ضد المدنيين 

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنّ استخدام الجيش الإسرائيلي الكلاب البوليسية لمهاجمة المدنيين الفلسطينيين خلال عملياته العسكرية في قطاع غزة، يعدّ سلوكًا ممنهجًا ومتبعًا بشكل واسع النطاق من قبل جيش الاحتلال.

وذكر المرصد أيضًا، أنّ فريقه وثّق عشرات الحالات التي استخدمت فيها قوات الاحتلال كلابًا ضخمة خلال عملياتها العسكرية في غزة، لا سيما خلال مداهمة المنازل والمستشفيات ومراكز الإيواء.

وأضاف بأنّ استخدام الاحتلال الكلاب ضد المدنيين يأخذ أشكالًا عدّة، منها وضع كاميرات مراقبة على ظهرها بهدف استكشاف المنازل والمنشآت قبل مداهمتها. وتهاجم الكلاب المدنيين بشكل متكرر وتنهشهم خلال عمليات الاقتحام، دون أيّ تدخل من أفراد الجيش الإسرائيلي، الذين غالبًا ما يأمرون الكلاب بمهاجمة المدنيين ومن ثمة يستهزئون بهم.

تنديد باستخدام إسرائيل الكلاب العسكرية ضد المدنيين

وانتقد المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، جيريمي لورانس، تعمُّد قوات الاحتلال استخدام الكلاب البوليسية للهجوم على المعتقلين الفلسطينيين، وقال إنّ المفوّضية على علم بالتقارير عن تعمد جيش الاحتلال إطلاق الكلاب العسكرية على المعتقلين. وأكّد لورانس أنّ المعاملات والعقوبات اللاإنسانية أو المهينة محظورة تمامًا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، معتبرًا أنّ إسرائيل قد انتهكت هذه المبادئ خلال عدوانها على غزة.

انتقد المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان جيريمي لورانس، تعمد قوات الاحتلال استخدام الكلاب البوليسية للهجوم على المعتقلين الفلسطينيين

إسرائيل تتباهى بدور وحدة "عوكيتس" في غزة

في المقابل، أشادت تقارير إسرائيلية عدّة بالدور المهم للكلاب العسكرية التي تتبع وحدة "عوكيتس"، والمدربة في اختصاصات مختلفة، منها الهجوم والبحث والإنقاذ والكشف عن الذخائر والمتفجرات. وأشارت التقارير إلى كيفية اعتماد جيش الاحتلال على الكلاب بشكل أساسي، خاصة أنها هي من تأخذ زمام المبادرة في عمليات المسح الأولية، التي تسبق تدخل الجنود في المناطق التي يُحتمل أن تكون مفخّخة.

إسرائيل تتباهى بدور وحدة "عوكيتس" في غزة

وفي أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، قال جيش الاحتلال إنّ كلاب وحدة "عوكيتس" كشفت عن نحو 50 عبوة ناسفة مفخخة وعن عشرات مخازن الأسلحة. كما أشار لما اعتبره الدور المهم للكلاب في دعم الجهود العاملة من أجل الوصول إلى الأسرى المحتجزين في غزة.

ونشرت وزارة دفاع الاحتلال عبر موقعها الإلكتروني مجموعة من الصور ولقطات الفيديو من نشاط هذه الوحدة في قطاع غزة. كما أعلن الاحتلال، حينها، مقتل أربعة كلاب من هذه الوحدة في عمليات مختلفة خلال الحرب.

كلاب وحدة "عوكيتس"

اقرأ/ي أيضًا 

الصورتان ليستا للمسنة الفلسطينية التي هاجمها كلب بوليسي إسرائيلي

ماكنة كسر التعاطف.. استخدام صور مولدة بالذكاء الاصطناعي لوصف الأحداث الحقيقية

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة