` `

في خطابه أمام الكونغرس: ما حقيقة ادعاءات نتنياهو بعدم ارتكاب إسرائيل مجازر في رفح؟

محمود سمير حسنين محمود سمير حسنين
سياسة
26 يوليو 2024
في خطابه أمام الكونغرس: ما حقيقة ادعاءات نتنياهو بعدم ارتكاب إسرائيل مجازر في رفح؟
قصفت القوات الجوية للاحتلال العديد من المدنيين عقب اقتحامها رفح في مايو الفائت

أدلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء الموافق لـ24 يوليو/تموز الجاري، خطابًا أمام الكونغرس الأميركي، الذي حضره أعضاء من كلا الحزبين الحاكمين في الولايات المتحدة الأميركية.

وقال بنيامين نتنياهو في معرض حديثه عن العملية العسكرية في رفح، أنّ “الحرب في غزة تعد واحدة من أدنى معدلات الضحايا بين المقاتلين وغير المقاتلين في تاريخ حرب المدن. وأضاف ”هل تتذكر ما قاله الكثير من الناس؟ إذا دخلت إسرائيل إلى رفح، فسوف يكون هناك آلاف، وربما حتى عشرات الآلاف من المدنيين الضحايا. حسنًا، ذهبت الأسبوع الماضي إلى رفح. لقد قمت بزيارة قواتنا عندما انتهت من قتال كتائب حماس الإرهابية المتبقية. سألت القائد هناك كم عدد الإرهابيين الذين قمتم بالقضاء عليهم في رفح؟ أعطاني رقمًا محددًا وهو 1203".

وزاد "سألته: كم عدد المدنيين الذين قتلوا؟، قال "يا رئيس الوزراء، لا أحد عمليًا، باستثناء حادثة واحدة، حيث أصابت شظايا قنبلة مستودع أسلحة لحماس وقتلت عن غير قصد عشرين شخصًا، فإن الجواب عمليًا هو لا شيء". 

وقال نتنياهو "تريد أن تعرف لماذا؟ لأن إسرائيل أبعدت المدنيين عن الأذى، وهو أمر قال الناس إننا لا نستطيع أن نفعله أبداً، لكننا فعلناه". 

تحقق "مسبار" من ادعاءات نتنياهو بشأن عدم وجود ضحايا مدنيين في رفح، وتبيّن أنها مضللة، إذ قصفت القوات الجوية للاحتلال العديد من المدنيين، عقب اقتحامها رفح في مايو/أيار الفائت، وفي هذا المقال نذكر بعض المجازر التي قامت بها قوات الاحتلال في حق المدنيين العزل في رفح. 

قوات الاحتلال تقتل 45 مدنيًا في مخيم السلام الكويتي

استهدفت القوات الجوية الإسرائيلية يوم 26 مايو الفائت، مخيم السلام الكويتي للنازحين برفح، مما أسفر عن مقتل أكثر من 35 ضحية وعشرات المصابين أكثرهم من النساء والأطفال، إذ تسبب القصف في اشتعال الخيام المكتظة بالنازحين، وحاول الاحتلال التملص من مسؤوليته، بادعائه أن القصف استهدف عناصر مسلحة، وهو الادعاء الذي لم يقدم أي دلائل على صحته. 

صورة متعلقة توضيحية

وفي تقرير صدر عن منظمة "save the children" يوم 29 مايو الفائت، أفادت أنّ 66 طفلًا فلسطينيًا سقطوا ضحايا القصف الإسرائيلي، بالإضافة للمئات من المصابين الآخرين، فقط في الأسابيع الأولى من اقتحام قوات الاحتلال لمدينة رفح، في مناطق ادعت إسرائيل أنها آمنة. مما يتعارض مع ادعاء نتنياهو بأنّ إسرائيل وفرت ممرات آمنة للنازحين، ولم تستهدف أي مدني خلال عملياتها العسكرية برفح. 

صورة متعلقة توضيحية

إسرائيل تقتل أكثر من 21 فلسطينيًا في مجزرة المواصي برفح

وأقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مجزرة أخرى، يوم 28 مايو الفائت، إذ قصفت خيامًا للنازحين بمنطقة المواصي غربي مدينة رفح، وأوقعت 21 ضحية، منهم 12 امرأة فلسطينية، وإصابة 64 آخرين بإصابات بالغة، حسبما أبلغت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، حينذاك. وهي منطقة أعلنت سلطات الاحتلال أنها آمنة للنازحين والفارين من الحرب في غزة.

صورة متعلقة توضيحية

بنيامين نتنياهو يستخدم أرقامًا غير دقيقة بشأن ضحايا الحرب في غزة

قال نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس الأميركي أنّ "الحرب في غزة تعد واحدة من أدنى معدلات الضحايا بين المقاتلين والمدنيين في تاريخ حروب المدن"، ويعتمد رئيس وزراء الاحتلال على أرقام تقدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي قدرها في مايو الفائت بـ14 ألف مقاتل أمام 16 ألف مدني، ولكن لم يذكر نتنياهو كيف تم حساب أعداد القتلى من الجناح العسكري لحماس، وحساب الضحايا المدنيين جراء القصف الجوي والبحري والبري على غزة ومناطق أخرى تحت طائلة العدوان الإسرائيلي. في المقابل قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإسرائيلية آفي هايمان، في مقابلة له مع المذيع البريطاني بيرس مورغان، في برنامجه المذاع يوم الثامن مايو الفائت، إن "الجيش الإسرائيلي ليس لديه أرقام دقيقة عن أعداد الضحايا المدنيين" وذلك عندما سأله مورغان عن أعداد القتلى من مقاتلي الجناح العسكري لحماس، والذي صرح بأنه رقم يقارب الـ 14 ألف مقاتل منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر، وعندما أصر مورغان على السؤال بأعداد القتلى المدنيين، رد آفي بأنه لا معلومات دقيقة ومؤكدة لضحايا المدنيين لديهم. مما يتعارض مع الأرقام التي يستخدمها نتنياهو في معرض حديثه عن أعداد المدنيين ونِسبتهم أمام أعداد قتلى عناصر حماس. 

وفي فبراير/شباط الفائت، نشرت شبكة بي بي سي تحقيقًا حول الأعداد التي ادًعى الجيش الإسرائيلي أنّها لعدد قتلى حركة حماس، ووجدت أنّ القليل من المشاهد المرئية التي نشرتها قوات الاحتلال، تحتوي على أدلة حول مقتل عناصر من الحركة.

ووفق الشبكة يشعر بعض الخبراء بالقلق من أن الجيش الإسرائيلي ربما يحسب "بعض غير المقاتلين كمقاتلين لمجرد أنهم جزء من الأراضي التي تديرها حماس".

وقال أندرياس كريج، وهو محاضر كبير في الدراسات الأمنية في كينجز كوليدج لندن، لـبي بي سي "إن إسرائيل تتبع نهجًا واسعًا جدًا فيما يتعلق بالعضوية لحماس، والتي تشمل أي انتماء للحركة، بما في ذلك الموظفين الحكوميين أو الإداريين".

وجدير بالذكر، أنّ وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، والتي تلتزم بأرقامها الأمم المتحدة وعدد كبير آخر من المنظمات الحقوقية العالمية، قدّرت أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر حتى يوم 25 يوليو الجاري، ب 39 ألفًا و175 ضحية و90 ألفًا و403 إصابة. 

اقرأ/ي أيضًا

في خطابه أمام الكونغرس: ادعاءات مضللة لنتنياهو حول استهداف الجيش الإسرائيلي للمدنيين في غزة

في خطابه أمام الكونغرس: ادعاءات مضللة لنتنياهو حول استجابة الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر

الأكثر قراءة