أعلنت حركة حماس في بيان أصدرته صباح اليوم، الأربعاء 31 يوليو، عن اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، في غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران. جاء ذلك عقب مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
اغتيال إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران
وفي بيان لها، أكدت العلاقات العامة للحرس الثوري الإيراني، اغتيال إسماعيل هنية، وجاء فيه "استهدف صباح اليوم (الأربعاء) مقر إقامة السيد الدكتور إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في طهران"، وأضاف البيان "وعلى إثر هذا الحادث استشهد هو وأحد حراسه".
وأشار البيان إلى أن التحقيق جار "في أسباب وأبعاد هذا الحادث وسيتم إعلان النتائج لاحقًا".
ادعاءات زائفة ومضللة طاولت إسماعيل هنية قبل اغتياله
منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، انتشرت العديد من الادعاءات المضللة والمعلومات الزائفة التي استهدفت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.
في هذا المقال، نسلط الضوء على أبرز هذه الادعاءات ونكشف حقيقة كل منها.
فيديو: تجوّل إسماعيل هنية في أسواق الدوحة خلال الحرب على غزة
في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، نُشر مقطع فيديو على أنه لتجوّل إسماعيل هنية في أسواق العاصمة القطرية الدوحة، تزامنًا مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة.
وبيّن تحقيق مسبار أن مقطع الفيديو يعود إلى ديسمبر/كانون الأول 2016، ويوثّق ظهورًا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في سوق واقف في الدوحة.
تصريح منسوب لهنية حول تدمير غزة
نُشر تصريح منسوب لإسماعيل هنية، في ديسمبر/كانون الأول 2023، وادّعى ناشرو التصريح أنه قال فيه "سوف ندمر غزة أكثر من تدمير الاحتلال لها إن لم يكن لحماس دور بالمرحلة القادمة". وجاء التصريح في شكل التصريحات التي تنشرها قناة الجزيرة.
بعد البحث، تبيّن أن التصريح المنسوب لإسماعيل هنية مفبرك ولا أساس له من الصحة، ولم تنشره قناة الجزيرة في موقعها الإلكتروني أو في أيِّ من حساباتها على مواقع التواصل.
ووجد مسبار أن التصريح الأصلي لإسماعيل هنية، قد حُرِّف، إذ نشرته قناة الجزيرة في 13 ديسمبر 2023، جاء ذلك بعد خطاب لهنية بمناسبة الذكرى الـ36 لانطلاق حركة حماس، وقال فيه "أي رهان على ترتيبات في غزة دون حماس وفصائل المقاومة هي وهم وسراب".
إسماعيل هنية يقبّل يد جندي
وفي ديسمبر 2023، تم تداول صورة لإسماعيل هنية على أنها تظهره وهو يقبّل يد جندي في الجيش الإسرائيلي. بينما أوضح تحقيق مسبار أن الصورة تعود إلى إبريل/نيسان 2015، وتوثّق وجود إسماعيل هنية في أحد المواقع العسكرية التابعة لكتائب القسام على الحدود الشمالية لقطاع غزة، خلال جولة تفقّدية أجراها حينها.
صورة: بطاقة بنكية تعود إلى إسماعيل هنية
نشرت حسابات إسرائيلية، ومن ضمنها حساب إيدي كوهين، صورة لبطاقة بنكية وادّعت أنها تعود إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بعد عثور الجنود الإسرائيليين عليها في أحد منازل قطاع غزّة.
لكن وجد مسبار أن البطاقة لشخص آخر، وليست لرئيس المكتب السياسي لحماس، وإنما هو مجرد تشابه أسماء، خصوصًا في الاسمين الأول والأخير. إذ إن الاسم الكامل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، هو إسماعيل عبد السلام أحمد هنية. وعليه، تكون الأحرف الوسطى للاسم هي (A. A)، وليست (M. T) كما هو في البطاقة المتداولة.
إضافة إلى أن البيانات الظاهرة على البطاقة تشير إلى أنها منتهية الصلاحية منذ أكتوبر 2019.
حضور إسماعيل هنية إحدى المناسبات
مقطع فيديو تم تداوله في نوفمبر 2023، وقال ناشروه إنه يوثق حضور إسماعيل هنية لإحدى المناسبات بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على غزة.
لكن تبيّن أن مقطع الفيديو يعود إلى يونيو/حزيران 2021، خلال زيارة لإسماعيل هنية إلى موريتانيا، قابل فيها سياسيين وقادة رأي، ويظهر في أحد المشاهد وهو يرتدي الزي التراثي الموريتاني.
زيارة إسماعيل هنية إلى طهران خلال الحرب على غزة
نُشرت صورة لإسماعيل هنية في مارس/آذار 2024، ويظهر فيها مبتسمًا تزامنًا مع الحرب على غزة، وادّعى ناشروها أنها من زيارة له إلى طهران. لكن تبيّن أن الصورة قديمة ومنشورة في يونيو 2021، وتعود إلى لحظة وصول إسماعيل هنية إلى مطار مطار رفيق الحريري الدولي، في العاصمة اللبنانية بيروت.
إسماعيل هنية يشكر إيران
وفي مقطع فيديو تم تداوله في نوفمبر 2023، ادّعى ناشرو المقطع أن إسماعيل هنية يشكر فيه إيران فقط، بعد الإعلان عن الهدنة الإنسانية في قطاع غزّة، حينها.
واتّضح أن مقطع الفيديو يعود إلى خطاب إسماعيل هنية، في مايو/أيّار 2021، بمناسبة اتفاق وقف إطلاق نار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2021.
أبناء وأحفاد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية
عقب الإعلان عن استهداف حفيدة إسماعيل هنية، الطالبة رؤى همام إسماعيل هنية، بعد قصف إسرائيلي في 10 نوفمبر 2023، نُشرت مجموعة من الادعاءات المضللة حولها. بإمكانكم الاطلاع عليها عبر العنوان التالي: ادعاءات مضللة رافقت استشهاد حفيدة إسماعيل هنية في القصف الإسرائيلي على غزة.
وفي ديسمبر 2023، نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، مجموعة إيصالات ادّعى أنها توثّق شراء معاذ هنية، نجل إسماعيل هنية، مجوهرات ثمينة بقيمة آلاف الدولارات. وذكر أدرعي أن الجيش الإسرائيلي وجد تلك الإيصالات خلال التوغّل البري في قطاع غزّة.
فحص مسبار الإيصالات المتداولة، ووجد أن الأرقام التي تظهر فيها لا تتطابق مع الأرقام التي ذكرها أدرعي في ادعائه، إضافة إلى ذلك، لا يصل مجموعها إلى آلاف الدولارات، كما ادّعى.
تستطيعون قراءة التحقيق كاملًا، عبر العنوان التالي: المبالغ التي ذكر أفيخاي أدرعي أن معاذ هنية اشترى بها مجوهرات غير صحيحة.
القوى الفلسطينية تدعو لإضراب شامل بعد اغتيال إسماعيل هنية
دعت الفصائل الوطنية والإسلامية في الأراضي الفلسطينية إلى إضراب شامل ومسيرات احتجاجية ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران.
وفي الضفة الغربية، أعلنت المساجد عبر مكبرات الصوت عن اغتيال إسماعيل هنية ودعت إلى الإضراب الشامل حدادًا على اغتياله.
وصرّح القيادي في حركة حماس، موسى أبو مرزوق، أن "اغتيال هنية عمل جبان وتصعيد لن يمر دون رد".
وقال القيادي في حماس، سامي أبو زهري، إن "اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للأخ هنية هو تصعيد خطير يهدف إلى كسر إرادة حماس وشعبنا. نؤكد أن هذا التصعيد لن يحقق أهدافه". وأشار أبو زهري إلى أن "حماس ليست مجرد أشخاص بل مفهوم ومؤسسة، وستواصل السير على هذا الطريق مهما كانت التضحيات، ونحن واثقون من النصر".
ومن جانبها، أدانت حركة الجهاد الإسلامي "عملية الاغتيال الآثمة التي نفذها العدو بحق رمز من رموز أمتنا"، وأكدت على أن هذه العملية لن تضعف المقاومة.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يدين اغتيال إسماعيل هنية
وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فقد أدان الرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، القائد إسماعيل هنية، واعتبره عملًا جبانًا وتطوّرًا خطيرًا. ودعى عبّاس جماهير الشعب الفلسطيني إلى الوحدة والصبر والصمود، في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت الوكالة لاحقًا، أن الرئيس عبّاس أعلن اليوم الأربعاء الحداد وتنكيس الأعلام ليوم واحد، حدادًا على اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسماعيل هنية.
الخارجية القطرية تدين اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
وفي بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني، أدانت وزارة الخارجية القطرية اغتيال إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، واعتبرته "جريمة شنيعة وتصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا سافرًا للقانون الدولي والإنساني". وأكدت وزارة الخارجية "أن عملية الاغتيال هذه والسلوك الإسرائيلي المستهتر باستهداف المدنيين المستمر سيؤديان إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام".
رجب طيب أردوغان يدين اغتيال هنية
في منشور له عبر موقع إكس، أدان الرئيس التركي طيب رجب أردوغان “الاغتيال الغادر” لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إذ قال أردوغان "أدين بشدة وأشجب عملية الاغتيال الغادرة ضد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران".
روسيا والصين تدينان عملية اغتيال إسماعيل هنية
توالت ردود الفعل الدولية عقب اغتيال إسماعيل هنية في طهران. ففي تصريح لميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين للشرق الأوسط، قال إن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “جريمة سياسية غير مقبولة وستؤدي إلى مزيد من التصعيد في التوترات”.
من جهتها، أعربت الصين من خلال وزارة خارجيتها عن إدانتها ورفضها لاغتيال هنية. وأكدت الوزارة أن الصين تدعم دائمًا “حل النزاعات الإقليمية من خلال المفاوضات والحوار”، داعية إلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن “لتجنب المزيد من التصعيد والمواجهة”.
من هو إسماعيل هنية؟
إسماعيل هنية، المعروف بكنيته "أبو العبد"، هو قيادي سياسي فلسطيني بارز ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس. شغل منصب رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية العاشرة، وتولى رئاسة الحكومة في السلطة الفلسطينية عام 2006 بعد فوز حركة حماس بالانتخابات البرلمانية. وفي مايو 2017، انتُخب إسماعيل هنية رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس.
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إسماعيل هنية لأول مرة عام 1987 بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، حيث أمضى 18 يومًا في السجن. ثم اعتقل مرة ثانية عام 1988 لمدة ستة أشهر. وفي عام 1989، دخل هنية السجن الإسرائيلي مجددًا بتهمة الانتماء لحركة حماس، حيث قضى ثلاث سنوات معتقلًا.
بعد ذلك، نُفي إلى منطقة مرج الزهور في جنوب لبنان، لكنه عاد إلى قطاع غزة بعد قضائه عامًا في المنفى إثر توقيع اتفاقية أوسلو، ليصبح رئيس الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة.
تعرض إسماعيل هنية لعدة محاولات اغتيال إسرائيلية، وأصيب بجروح في يده في السادس من سبتمبر 2003 إثر غارة إسرائيلية استهدفت عددًا من قياديي حركة حماس، من بينهم الشيخ أحمد ياسين.
اقرأ/ي أيضًا
الفيديو ليس لمكان اغتيال إسماعيل هنية في طهران
فاتورة مفبركة لتكلفة إقامة إسماعيل هنية وفريقه في فندق مندرين بالدوحة
لم يُدل إسماعيل هنية بتصريحات حول الحرب الروسية على أوكرانيا