` `

الوقائع تنفي المزاعم الإسرائيلية: الاحتلال لا يسمح لسكان جباليا بالنزوح الآمن

إسلام عزيز إسلام عزيز
سياسة
20 أكتوبر 2024
الوقائع تنفي المزاعم الإسرائيلية: الاحتلال لا يسمح لسكان جباليا بالنزوح الآمن
استهدف الاحتلال النازحين خلال عمليات النزوح من شمالي غزة

نشر المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي إكس، اليوم الأحد، صورة مع خبر عاجل يدعي فيه أن السكان الفلسطينيين يواصلون الانتقال من منطقة جباليا بشكل آمن. 

وأكد أدرعي في منشوره أن الجيش الإسرائيلي يواصل السماح للسكان بالانتقال بشكل آمن من المنطقة عبر المسارات المرتبة.

صورة متعلقة توضيحية

لا مناطق آمنة في جباليا كما زعم الاحتلال

تحقق "مسبار" من منشور المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال، ووجد أن أفيخاي أدرعى يعمل من خلاله على تضليل الرأي العام، الأمر الذي يساهم في التغطية على المجازر التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق سكان مخيم جباليا وبلدة جباليا البلد شمالي قطاع غزة، بالادعاء أن "الجيش الإسرائيلي يواصل السماح للسكان بالانتقال بشكل آمن من المنطقة عبر المسارات المرتبة".

إذ تقدمت آليات القوات الإسرائيلية في محاور عدّة في مخيم جباليا ومدينة بيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا وسط حصار تام لهذه المناطق منذ أيام، وأتى ذلك إما بالحصار البري عبر الآليات العسكرية، وإما بالحصار الناري عبر القصف الجوي والمدفعي والمسيّرات، ما تسبب في وقوع عشرات الضحايا والإصابات من المدنيين.

ووثق صحافيون ووسائل إعلامية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد اعتداءات وقتل الاحتلال للمدنيين واستهدافهم في المنازل أو أثناء محاولتهم النزوح. ورصدت الكاميرا إجبار قوات الاحتلال للنازحين في جباليا على النزوح تجاه مدينة غزة، وتحدث النازحون عن صعوبات عملية النزوح ومعاناتهم المستمرة.

استهداف النازحين واللحظات المرعبة خلال الإجلاء من شمالي غزة

نشر الصحفي الفلسطيني، أنس الشريف، الموجود في منطقة جباليا، مقطع فيديو اليوم الأحد، يُظهر مشاهد لاستهدف قصف إسرائيلي عربة حصان في منطقة النزلة بجاليا، أدى لوقوع خمسة ضحايا وعدد من المصابين.

صورة متعلقة توضيحية

واتضح أن العربة كانت تنقل نازحين واستُهدفت خلال عمليات النزوح التي ادعى الاحتلال أنها آمنة.

ونشر الصحفي الفلسطيني إسلام بدر، لقاء مع سيدة نازحة من مدارس في محيط المستشفى الإندونيسي في جباليا، وهي تروي شهادتها حول التعذيب الجسدي والنفسي وإجبارهم قسرًا على النزوح من قبل جيش الاحتلال. 

وأوضحت السيدة أن القوات أخذت الشباب الذي يزيد عمرهم فوق سن الـ16، مؤكدة أنه لا يُعرف شيء عن مصيرهم. وأضافت أنه تم السماح للنساء بالنزوح لمسافات طويلة لاحقًا وسط "ذل وسخرية منهم". 

وقالت سيدة أخرى في لقاء نشرته قناة الجزيرة، إن الجنود الإسرائيليين "هجموا علينا بالدبابات وأخدوا الشباب وطلعونا تحت الطخ والموت، وفضلوا يطخوا علينا". 

وكشف العديد من النازحين أن القوات أطلقت النار عليهم، وأن طريق النزوح غير آمن ومحاط بالدبابات الإسرائيلية والقصف المستمر، فضلًا عن استخدام أساليب التجويع وعدم السماح لهم بأخذ أي طعام.

إضافة إلى ذلك، نشر الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، مشاهد تُظهر لحظة قيام دبابات الاحتلال وجنوده بالتنكيل بالمدنيين والنازحين واعتقال المئات منهم وإجبار النساء على النزوح القسري من المنازل في محيط في جباليا. 

ووثق التلفزيون العربي عمليات قصفًا مدفعيًّا استهدف منازل في منطقة تل الزعتر في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وحرق قوات الاحتلال مدرسة حمد التي كانت تؤوي نازحين بجانب المستشفى الإندونيسي.

الجيش الإسرائيلي يشن حملة إبادة في شمالي غزة

ويشنّ الجيش الإسرائيلي منذ أسابيع قصفًا جويًا ومدفعيًا عنيفًا على مناطق مخيم جباليا، وبيت لاهيا، ومناطق الصفطاوي، وتل الزعتر، والشيخ زايد، وتلة قليبو شمالي قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط مئات الضحايا، بينهم أطفال ونساء.

جاء ذلك تزامنًا مع مواصلة الجيش الإسرائيلي حملة الإبادة التي ينفذها في شمالي القطاع عبر قصف ونسف المنازل وحرق أحياء سكنية كاملة ومراكز الإيواء، إضافة إلى منع إدخال الطعام والمياه إلى المنطقة، ما خلف مئات القتلى والجرحى في ظل تعطل شبه كامل لطواقم الإسعاف والدفاع المدني بسبب استهدافها ومنعها من مهامها. 

وأعلن الجيش الإسرائيلي في السادس من أكتوبر الجاري، بدء اجتياح شمالي القطاع، بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما وثق الفلسطينيون عملية الإبادة التي تتم ومحاولات تهجير السكان.

الاحتلال يستهدف أماكن النازحين في جباليا

منذ بدء العدوان الإسرائيلي الجاري على قطاع غزة، يضطر الفلسطينيون في القطاع خلال نزوحهم إلى اللجوء للمدارس أو لمنازل أقربائهم ومعارفهم التي لم تقصف، ويقيم العديد في خيام في الشوارع والمدارس وأماكن أخرى، في ظروف إنسانية صعبة لا تتوفر فيها المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.

لكن حتى هذه الأماكن لم يتركها الاحتلال، وارتكبت قواته خلال الأيام الأخيرة عددًا من المجازر جديدة في مخيم جباليا. وكان الدفاع المدني في غزة أعلن أمس السبت أن "العملية العسكرية الإسرائيلية أدت إلى مقتل أكثر من 400 شخص خلال أسبوعين في شمالي القطاع".

إضافة إلى مقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين، اليوم الأحد، في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة وعيادة طبية تؤويان نازحين وفي قصف عدة منازل في مخيم جباليا شمالي القطاع، ما أوقع عشرات الضحايا والجرحى.

صورة متعلقة توضيحية

الأمم المتحدة: الفلسطينيون في شمال غزة يعانون "أهوالًا تفوق الوصف"

قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الإنسانية بالإنابة، جويس مسويا، أمس السبت، إن الفلسطينيين يعانون "أهوالًا تفوق الوصف" في شمالي قطاع غزة المحاصر.

وقالت مسويا في منشور لها على موقع إكس، إن "الأخبار مروعة من شمالي غزة حيث يعاني الفلسطينيون من أهوال تفوق الوصف تحت الحصار الذي تفرضه القوات الإسرائيلية".

وأضافت أن "الناس في جباليا محاصرون تحت الأنقاض، ويُمنع وصول عناصر الإنقاذ إليهم. وجرى تهجير عشرات آلاف الفلسطينيين قسرًا، وبدأت الإمدادات الأساسية تنفد، كما ضُربت المستشفيات التي أصبحت مكتظة بالمرضى".

وأكدت على "ضرورة وقف الفظائع، واحترام القانون الإنساني الدولي الخاص بحماية المدنيين والجرحى والمرضى والعاملين في الرعاية الصحية والمرافق الصحية".

اقرأ/ي أيضًا

واقع المخابز في غزة: ادعاءات إسرائيلية مضللة وسط أزمة إنسانية قاسية

أبرز الادعاءات المضللة والزائفة التي طاولت يحيى السنوار منذ بداية الحرب على غزة

الأكثر قراءة