هل اتّخذت بعض الدول إجراءاتٍ أمنيةً خلال أزمة كورونا؟

تحقّق "مسبار" ووجد أنّه بالفعل اُتّخذت هذه الإجراءات في عديدٍ من الدول، ففي العاشر من مارس/ آذار الجاري أحالت الجهات المختصة بـوزارة الداخلية في قطر ممثلة في إدارة الجرائم الاقتصادية والإلكترونية عدد من المتهمين إلى النيابة العامة لاستكمال إجراءاتها، بعد قيامهم بترويج إشاعاتٍ ومعلوماتٍ مغلوطةٍ عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 وفي الأسبوع الثاني من شهر فبراير/ شباط، حذّرت سلطات هونغ كونغ من أنّها قد تلجأ لسجن أي شخص لا يلتزم بقرار دخول الحجر الصحي لمدة أسبوعين لدى وصوله من الصين. وفي كوريا الجنوبية خلال الأسبوع الأول من فبراير/ شباط حقّقت الشرطة في كوريا الجنوبية من تزايد وتيرة انتشار الأخبار الكاذبة والإشاعات المتعلقة بفايروس كورونا، خصوصاً بعد حصول العديد من عمليات الاحتيال التي استهدفت الحصول على بياناتٍ شخصيةٍ من بعض الناس مقابل إعطائهم معلوماتٍ مرتبطةً بتفشي المرض، وقال الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي أنّ "أولئك الذين ينشرون أخباراً مضلّلة عن الفايروس سيواجهون عقوباتٍ صارمة".

أما في تونس فقد قالت إذاعة "موزاييك" التونسية المحلية في التاسع من مارس/ آذار الجاري بأنّ القوة العامة أجبرت مواطناً في ولاية المهدية على البقاء في المنزل توقياً من فايروس كورونا، وأفادت الإذاعة المحلية بأنّ المواطن لم يلتزم بالحجر الصحي الذاتي، إثر الاشتباه في إصابته بالفايروس، مضيفة أنّه تم منعه من مغادرة المنزل إلى حين التأكد من سلامته.

وفي مصر في 11 مارس/ آذار، تم التلويح بعقاب طالبين من جامعة الأزهر بعد نشر مجموعةً من الأخبار عن وجود إصاباتٍ بين صفوف الطلبة في الجامعة، وتتراوح العقوبة في مصر لناشري الإشاعات بأن يُسجن مطلقها مدةً لا تتجاوز سنة، وغرامةً لا تقل عن 5 آلاف جنيه، ولا تزيد على 20 ألفاً، أو إحدى هاتين العقوبتين؛ وذلك لتكدير السلم العام، أو إثارة الفزع بين الناس، أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة.

وفي التاريخ ذاته تمكّنت وحدة الجرائم الالكترونية في إدارة البحث الجنائي بالأردن من تحديد هوية سيدة نشرت تسجيلاً صوتياً أثار الهلع والخوف بين المواطنين وألقت القبض عليها، وفق بيان للأمن العام.

وأضاف البيان أنّ التحقيقات التي قام بها العاملون في وحدة الجرائم الإلكترونية، خلال متابعتهم التسجيل الصوتي الذي جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي للسيدة التي أثارت الهلع والخوف وروّجت إشاعاتٍ وأخباراً كاذبةً حول إعلان حالة الطوارئ في المملكة مكّنتهم من تحديد هوية تلك السيدة وإلقاء القبض عليها .

وفي دولة الاحتلال الإسرائيلي قالت وزارة الصحة في 21 فبراير/ شباط المنصرم، أنّ الإسرائيليين الذين ينتهكون الحجر الصحي الإلزامي في المنزل للمسافرين الذين زاروا شرق آسيا مؤخراً، يواجهون عقوبة السجن لمدة تصل إلى سبع سنوات، بينما يمكن أن يحكم على من يفعلون ذلك بسبب الإهمال ثلاث سنوات. ويُطلب من المسافرين العائدين من الصين، هونغ كونغ، ماكاو، سنغافورة وتايلاند الإلتزام بالحجر الصحي لمدة 14 يوماً؛ بسبب مخاوف من احتمال إصابتهم بفايروس كورونا الجديد.

وفي سويسرا ينص القانون الفدرالي للأوبئة على فرض غرامةً ماليةً تصل إلى 5 آلاف فرنك على أي شخص لا يمتثل طواعيةً للإجراءات المفروضة لمنع انتشار المرض .

كما أصدرت مديرية صحة محافظة واسط بالعراق في الرابع من مارس/ آذار الجاري، توجيهات إلى مواطني المحافظة لمواجهة فايروس كورونا، مُهدِدة بفرض عقوباتٍ قضائيةٍ لمن لا يلتزم بإجراءات الحجر الصحي للعائدين من الدول الموبوءة.

وذكر بيان المديرية "دائرة صحة واسط ألزمت جميع المواطنين العائدين من إيران سواء من المنافذ الحدودية المتعددة أوالمطارات بضرورة الالتزام بمقررات خلية الأزمة الوزارية للحكومة المركزية والبقاء في المنزل وعدم مغادرته أو الاختلاط لمدة 14 يوماً".