الادعاء
أسوأ من كورونا.. تحذيرات من جائحة "أشبه بالموت الأسود".
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تداولت عشرات المواقع الإلكترونية العربية منذ يوم الأحد 7 فبراير/شباط الجاري، خبرًا حمل عنوان "أسوأ من كورونا.. تحذيرات من جائحة أشبه بالموت الأسود"، الاسم الأكثر تداولًا لوباء الطاعون.
الخبر جاء نقلًا عن صحيفة ميرور Mirror البريطانية التي عنّونت تقريرها "الأرض تواجه جائحة "أشبه بالموت الأسود" وستكون أسوأ بكثير من كوفيد". وجاء في فحوى الخبر أنّ الباحث البيئي جون فيدال حذّر من أنّ الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر تشكّل تهديدًا خطيرًا للبشرية، مُشبّهًا الأمر بـ "الحرب النووية". وأشار فيدال إلى أنّ أمراضًا معدية مثل الحصبة، وقاتلة كإبولا، يمكن أن تتطور لتشكل تهديدًا كبيرًا للمجتمع البشري.
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من الخبر، وتبيّن أنّ العنوان المتداول عربيًا ينطوي على إثارة، كذلك الأمر بالنسبة للعنوان الذي اختارته صحيفة ميرور Mirror البريطانية. إذ إنّ العنوانين لا يستندان إلى وقائع أو معطيات أو دراسات علمية موثوقة تشير إلى أنّ وباء أسوأ من كورونا وبخطورة الطاعون سيجتاح العالم، إنّما يستندان إلى آراء وتوقعات لصحافي بريطاني يُدعى جون فيدال، وليس لعلماء في مجال الفايروسات.
إذ يعود أصل الخبر الذي نشرته صحيفة ميرور وتداولته المواقع العربية على نطاق واسع، إلى ما كتبه الصحافي المختص في الشؤون البيئية جون فيدال، في صحيفة ديلي ميل البريطانية يوم الجمعة 5 فبراير من العام الجاري. إذ حذّر من حدوث من إمكانية تفشي وباء قد يفوق فايروس كورونا خطورة وربما يكون بمستوى وباء الطاعون، لكنّ تحذيره هذا جاء في سياق تخميني لما قد تواجهه البشرية في المستقبل، فهو لم يجزم بحصول الوباء الذي يمكن أن يتفشى إنمّا أشار إليه بوصفه احتمالًا، إذ قال "يمكن أن تواجه البشرية وباءً أسوأ بكثير من كوفيد-19، ربما على مستوى الموت الأسود، الذي قتل قرابة واحد من كل ثلاثة أشخاص في أوروبا في العصور الوسطى".
وجاءت تحذيرات فيدال في سياق تعليقه على تقرير نشرته جامعة University College London في أغسطس/آب 2020، أفاد أنّ فريق باحثي الجامعة أحصى 376 فيروسًا يمكن أن يسبّب أمراضًا مشتركة بين البشر والحيوانات.
وتجدر الإشارة إلى أن جون فيدال يعمل صحافيًا في جريدة الغارديان البريطانية، وتُعنى الكثير من مقالاته بقضايا البيئة.