زفاف مكسيكي بأنثى تمساح مجرّد تقليد قديم وليس زواجًا حقيقيًا

تحقّق “مسبار” من الادّعاء المتداول ووجد أنّه انتقائي، إذ إنّ العنوان أشار إلى زواج عقد بين رجل مكسيكي وتمساح، ولكنّه أغفل عن ذِكر أنّ الزواج صوري ومراسمه رمزيّة. وترجع أسبابه إلى طقوس ومعتقدات محلية مرتبطة بموسم الحصاد لديهم، كونه مظهر أساسي يهدف إلى جلب الخير الوفير للبلدة، وليس بسبب نزوة في حدّ ذاتها أو لجنون أصاب الرجل المكسيكي، كما قد يوحي العنوان.

زواج العمدة من أنثى تمساح طقوس مكسيكية منذ عام 1789 

تعامل فيكتور هوغو سوسا، عمدة سان بيدرو هواميلولا، وهي قرية صيد صغيرة في جنوب المكسيك، بإخلاص مع تقاليد العصور الأصلية، من خلال عقد مراسم زفاف رمزية لا تختلف بمظاهرها عن أي زفاف تقليدي مع أنثى تمساح. وذلك من أجل الحفاظ على تدفّق الخير ووفرة الحصاد في البلدة المسؤول عنها، وكي لا ينقص الطعام على سكّان قريته وتبقى الأسماك في النهر، على حدّ قوله. 

والسكان الأصليّون يمارسون هذه الطقوس منذ عام 1789، أي منذ عصور ما قبل كريستوف كولومبوس، الذي يُنسب إليه اكتشاف القارة الأميركية، اعتقادًا منهم أنها تجلب الحصاد الوفير وكذلك الكثير من الأسماك والروبيان وغيرها من المأكولات البحرية للصيادين في القرية الممتدّة على ساحل المحيط الهادي في ولاية واهاكا. ويسأل سكان مقاطعة أواكساكان الطبيعة عن الخير من خلال الاتحاد.

حفل الزفاف يحمل رمزية ثقافية للسكان الأصليين

يُعتبر الزفاف جزءًا من الاحتفالات على شرف شفيع المدينة، القديس بيدرو. ويرمز الحفل إلى اتحاد مجموعتين من السكان الأصليين، وهما شونتالز (Chontals) وهوافز (Huaves)، وتذكر وكالة  الأنباء الإسبانية (EFE) أنّ كلا المجموعتين كانتا تعيشان في صراع منذ عصور ما قبل كولومبوس، عندما وصل الهواف إلى الأرض التي عاش فيها الشونتال على ساحل المحيط الهادئ.

وفقًا للأسطورة، انتهى الصراع بين المجموعتين، عند وقوع ابن ملك مجموعة الشونتالز في حُبّ ابنة ملك الهوافز، وتزوّج الإثنان. وحاليًا، يمثّل عمدة سان بيدرو أمير الشونتالز، وتمثّل أنثى التمساح أميرة شعب الهوافز.

ويذكر أنّ وسائل إعلام تداولت زفافًا مشابهًا عام 2017، عقده العمدة فيكتور أغيلار، الذي حكم القرية حينها.

ولاية واهاكا المكسيكية تضمّ أعلى نسبة من السكان الأصليين

ولاية واهاكا هي موطن لأكثر من اثنتي عشر مجموعة تنحدر من السكّان الأصليين الذين عاشوا في المنطقة منذ قبل الاستعمار الإسباني. حافظت هذه المجموعات على لغاتها وتقاليدها حتى اللحظة.

ووفقًا للمعهد الوطني المكسيكي للإحصاء والجغرافيا، تضم أواساكا أعلى نسبة من السكان الأصليين في المقاطعة، اعتبارًا من عام 2020، إذ يشكّلون حوالي 70% من مجموع السكان.

اقرأ/ي أيضًا

وثائقي Endangered.. صحافيون مُهدَّدون بتغيّر المناخ الديمقراطي في بلادهم

تحقيق صحافي: ميتا حققت أرباحًا من إعلانات لحسابات وهمية