الادعاء
ميل غيبسون يتحدث عن نهاية قريبة لإسرائيل تدفعها لتدمير كل شيء قبل حدوث ذلك.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، صورة منشور منسوب للممثل والمخرج الأميركي الشهير، ميل غيبسون، يتحدث فيه عن "نهاية قريبة لإسرائيل تدفعها لتدمير كل شيء قبل حدوث ذلك". مرفقًا إياه بنسخة معدلة ساخرة من العلم الإسرائيلي تُظهر ساعة رملية بدلًا من نجمة داود السداسية.
تحقيق مسبار
تحقق “مسبار” من الادعاء وتبين أنه زائف، إذ لا وجود للحساب الظاهر في الصورة المتداولة والمنسوب إليه في موقع فيسبوك.
حساب زائف منسوب لميل غيبسون
كما لا وجود لحسابات رسمية معروفة لميل غيبسون على أيٍّ من مواقع التواصل الاجتماعي، ولم ينتهِ البحث إلى أي نتيجة متعلقة بحديث غيبسون عن نهاية إسرائيل في المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام الكبرى أو المتخصصة في أخبار الفنانين، التي نشرت خلال الأيام الماضية كافة التصريحات والمواقف المتعلقة بالحرب الجارية على غزة.
حساب من غير المعروف إن كان لميل غيبسون
ورصد مسبار حسابًا في موقع إكس يحمل اسم "Mel Gibson Official" إلى جانب علامة التوثيق الزرقاء، التي بات بمقدور الجميع الاشتراك والحصول عليها سواء في إكس أو فيسبوك، ويعود تاريخ إنشائه إلى يناير/كانون الثاني من العام الجاري، وقد نشر 18 منشورًا فقط، معظمها صور قديمة لغيبسون متوفرة عبر الإنترنت، دون أن يكون بينها المنشور المتداول.
كما من الصعب ربط ذلك الحساب بغيبسون واعتباره رسميًا له، إذ لم يسبق أن استندت أي من وسائل الإعلام إليه أو ذكرته، كما أن عدد متابعيه يبلغ 7282 فقط، العدد الذي لا يتناسب مع الشهرة العالمية التي يتمتع بها غيبسون، بالإضافة لتوفيره خاصية إرسال رسائل خاصة له، الأمر الذي لا يفعله المشاهير عادة.
وقد تواصل مسبار مع الحساب عبر الرسائل الخاصة، للتحقق ما إذا كانت هناك صلة تربطه بغيبسون بالفعل أم أنه حساب معجبين، إلا أنه لم يتلقَّ أي رد حتى الآن.
وفي إبريل/نيسان من العام الجاري، وعلى عكس ما يفعل المشاهير عادة بالنشر عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت وسائل إعلام أميركية مقطع فيديو يظهر فيه غيبسون وهو يطالب الصين بإطلاق سراح مواطن أميركي محكوم عليه بالإعدام، بتهم متعلقة بحيازة مخدرات، وذكرت أن غيبسون هو من أرسله لها بنفسه.
غيبسون و تهمة “معاداة السامية“
يأتي تداول المنشور في ظل تاريخ طويل لغيبسون مع اتهامات له بمعاداة السامية، التي وجهها له ممثلون على رأسهم الممثلة الأميركية ووينونا رايدر التي زعمت أكثر من مرة (في 2010 وفي 2020) أنه وجه لها تعليقات معادية للسامية، في حين نفى وكيل غيبسون ذلك وقال إن ما تدعيه "عارٍ عن الصحة تمامًا".
وفي عام 2006 تفوه غيبسون بعبارات معادية للسامية بشكل موثق حين اعتقل لقيادة سيارة تحت تأثير الكحول، وقد قال حينها لضابط شرطة في لوس أنجلوس إن "اليهود مسؤولون عن كل الحروب في العالم"، قبل أن يصدر في وقت لاحق بيان اعتذار أكد فيه أن يخجل من الأشياء الدنيئة التي قالها.
وقبيل عرض فيلمه المثير للجدل "آلام المسيح" عام 2004، نقلت وسائل إعلام أميركية تصريحات لهوتون غيبسون والد ميل غيبسون، قلل فيها من حجم الهولوكوست الذي ارتكبه النازيون، وزعم أن الأرقام المتداولة عن عدد الضحايا مبالغ بها، وأن النازيين لم يكونوا يملكون وقتًا كافيًا لذلك.
كما زعم هوتون أن اليهود يعملون على خلق ديانة وحكومة عالمية واحدة، وكرر ادعاءات متعلقة بالمصرفيين اليهود وارتباطهم بالاحتياطي الفيدرالي الأميركي والفاتيكان، وغير ذلك.
وعام 2012، اتهم كاتب السيناريو، جو أسترهاز، غيبسون بالتفوه بعبارات مسيئة خلال عملهما على فيلم عن حياة "البطل اليهودي يهوذا المكابي"، ووصف غيبسون ادعاءات أسترهاز بأنها "فبركة محضة".
وبعد تلك الأحداث والتصريحات، التي يضاف إليها اتهامات بالعنصرية والعنف المنزلي بحق شريكته ووالدة ابنته، تعرض غيبسون لحملة مقاطعة ورفض للتعامل في هوليوود لنحو عقد، قبل أن يطالب زملاء له بمسامحته والتأكيد على أنه تغير، ليأتي لاحقًا فيلم Hacksaw Ridge (2016) الذي أخرجه وحظي بست ترشيحات للأوسكار، ليكون أشبه بعودة جديدة ناجحة له.
ولم يتسن لمسبار العثور على أي تصريح لغيبسون حول فلسطين أو القضية الفلسطينية عمومًا، سواءً في سياق الحرب الإسرائيلية الجارية على غزة أو في سياقاتٍ قديمة.
اقرأ/ي أيضًا