لم ينفِ مسؤول في حماس اضطرار مواطني غزة إلى دفع آلاف الدولارات لشركة هلا لعبور مصر

تحقق “مسبار” من الادعاء ووجد أنه زائف، إذ تبيّن أن طاهر النونو لم ينفِ تحصيل شركة هلا أو القائمين على المعبر المصري، مبالغ مالية من الفلسطينيين الذين يريدون دخول الأراضي المصرية، بل أدان ما وصفه بـ"محاولات الاحتلال للتفريق" بين الجانبين المصري والفلسطيني على صعيد القيادة والشعب، وحذر من الانصياع إلى الدعايات الصهيونية التي تستهدف التفرقة.

طاهر النونو في مداخلة مع برنامج المساء مع قصواء 

تابع مسبار مداخلة النونو التي نُشرت يوم الثاني من مارس/آذار الجاري، على القناة الرسمية على يوتيوب لبرنامج “المساء مع قصواء”، ووجد أنه لم يدلِ بالتصريحات المتداولة على مواقع التواصل.

وطلبت المذيعة من النونو التعليق على ما وصفته بـ"الهجوم على دور مصر خلال الأحداث الجارية في غزة"، إذ قالت إن الاستهداف الصهيوني لمصر جاء عل شكل الادعاء بأنّ “المصريين يبتزون الشعب الفلسطيني الذي اضطرته الظروف إلى المرور إلى الأراضي المصرية ويتحصلون منهم على آلاف الدولارات، وتم هذا الاستهداف من الجانب الصهيوني في إعلامه، وأيضًا على مستوى المتاجرة الدولية بالقضية الفلسطينية وبحماس وبالمقاومة وبالموقف المصري”.

ليعقب النونو من جانبه على حديث المذيعة بالقول “سلوك الاحتلال دائمًا هو فرّق تسد، هو لا يريد أن يكون هناك علاقة إيجابية ما بين الشعب الفلسطيني وما بين الشعب المصري، وما بين القيادة الفلسطينية والقيادة المصرية”.

وأضاف “نحن نقول إن مصر شريك دائم لنا في كل مراحل الشعب الفلسطيني، ولم تقصّر يومًا، لذلك نحذر من الاستماع للدعاية التي يبثها الاحتلال الصهيوني والتي تستهدف الفرقة وتستهدف ضرب الدور المصري الإيجابي الذي يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني”. 

تقارير صحفية: الفلسطينيون يدفعون آلاف الدولارات لعبور مصر

ويأتي تداول الادعاء بالتزامن مع انتشار تقارير صحفية عن تحصيل شركة هلا للسياحة، التابعة لمجموعة العرجاني، من الفلسطينيين النازحين عبر معبر رفح، مبالغ تصل إلى خمسة آلاف دولار أميركي، من أجل عبور معبر رفح.

ونشر موقع سكاي نيوز البريطاني تقريرًا يوم الأول من مارس الجاري، جاء فيه أن شركة واحدة فقط في مصر هي المتحكمة في دخول الفلسطينيين من معبر رفح، بسعر خمسة آلاف دولار للفرد، أي بزيادة وصلت 14 ضعفًا على الأسعار المعتادة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت.

وأضاف التقرير أن السفر المعتاد عبر الحدود قد انتهى مع بداية الحرب، ولا يمكن الانتقال إلى الداخل المصري لحاملي الجنسية الفلسطينية فقط، إلا من خلال الترتيب مع شركة السياحة، التي أصبحت الشركة الوحيدة المتاحة أمام العائلات النازحة. 

والصورة المرفقة أدناه من تقرير سكاي نيوز، تظهر أسعار التذاكر للبالغين والأطفال، وفقًا لشركة هلا.

وفي تقرير محلي لموقع مدى مصر نُشر يوم 12 فبراير/شباط الفائت، تحت عنوان “شبه جزيرة العرجاني”، جاء فيه أنّ أسعار التذاكر وصلت في نهاية يناير/كانون الثاني إلى 11 ألف دولار، وتدخلت شركة هلا التابعة للعرجاني جروب، كي تنهي فوضى التنسيق مع النازحين، لتوصلها إلى 5 آلاف دولار. 

من جانب آخر، نقل موقع صحيح مصر شهادة امرأة فلسطينية ضمن تقرير نشر يوم 26 يناير الفائت، تدعى رشا، قالت فيها إنها لا تستطيع توفير ما يكفي من الأموال التي قد تصل ل 40 ألف دولار، لتنسيق خروجها هي وأطفالها الثلاثة من معبر رفح إلى مصر. 

مسبار يتحصل على صورة وصل مالي من شركة هلا للسياحة

وفي السياق، تمكن مسبار من الوصول إلى صورة لوصل مالي أخذه نازح فلسطيني من شركة هلا للسياحة عقب دفعه المبلغ المالي المطلوب من أجل عبور معبر رفح.

استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

هذا وتستمر الحرب الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر الفائت، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 30534 ضحية، و71920 إصابة، حتى تاريخ اليوم الرابع من مارس. 

اقرأ/ي أيضا

مزاعم إسرائيلية تخص الوضع المعيشي والصحي في قطاع غزة

رغم اعتمادها من قبل الأمم المتحدة: لماذا تشكك جهات في إحصائيات الصحة الفلسطينية حول ضحايا الحرب؟