صحفيون استقصائيون وليس هاكر عربي من كشف هوية قائد الوحدة 8200 الاستخباراتية الإسرائيلية
الادعاء
هاكرز عربي استطاع أن يكشف قائد وحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200 العقيد يوسي سارييل.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، خبرًا يدّعي ناشروه أن هاكر من جنسية عربية استطاع كشف هوية قائد وحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200، العقيد يوسي سارييل.
تحقيق مسبار
تحقق "مسبار" من الادعاء المتداول ووجد أنه مضلل، إذ إنَّ من كشف هوية قائد وحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200 ليس هاكر عربي، بل فريق من صحيفة ذا غارديان البريطانية مكوّن من مراسل التحقيقات الصحفي هاري ديفيس ومسؤولة المصادر المفتوحة الصحفية مانيشا غانغولي ومراسلة الصحيفة من القدس الصحفية بيثان ماكيرنان، ولا يوجد أفراد عرب في فريق التحقيق.
بريد إلكتروني يكشف هوية قائد الوحدة الإسرائيلية الاستخباراتية الأكثر سرية
وأكدت صحيفة ذا غارديان يوم الجمعة الفائت الموافق للخامس من إبريل/نيسان، أن العقيد يوسي سارييل هو المؤلف السري لكتاب “فريق الآلة البشرية” (The Human Machine Team)، وهو كتاب منشور عام 2021 باسم مستعار يتكون من الأحرف الأولى لاسم سارييل "Y.S."، قدّم فيه مخططًا للأنظمة المتقدمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي اتضح خلال الحرب الجارية على غزة أن الجيش الإسرائيلي رائدًا فيها، مثل نظامي "لافندر" و"غوسبيل" لتوليد الأهداف.
وتمكّنت الصحيفة من كشف هوية سارييل من خلال عنوان بريد إلكتروني مجهول تم تضمينه في النسخة الإلكترونية من الكتاب، إذ تمكّن الصحفيون من تتبعه بسهولة ليتضح أنه مربوط بحساب على غوغل يحمل اسم سارييل.
وبتتبع بصمات الاسم والبريد الإلكتروني الرقمية، وجدت الصحيفة أن سارييل ترك آثارًا لنشاطه على ويكيبيديا باللغة العبرية، حيث استخدم اسمه الحقيقي وقام بتحرير صفحات عديدة منها صفحة لويس الرابع عشر ملك فرنسا وصفحة حملت عنوان "مشكلة اللاجئين الفلسطينيين".
كما حددت صحيفة ذا غارديان حسابات مرتبطة بسارييل على فيسبوك وإنستغرام ولينكد إن وسكايب. إذ ظهرت صورته على حساب فيسبوك -الذي تم حذفه بعد الكشف- وأدرج رتبته كعميد على ملفه الشخصي على موقع لينكد إن، المرتبط بحسابات أخرى تابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200.
إسرائيل تقول إن كشف هوية قائد الوحدة 8200 كان خطأً
قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لصحيفة ذا غارديان إن عنوان البريد الإلكتروني لم يكن عنوانًا شخصيًا لسارييل، ولكنه "صُنع خصيصًا لقضايا تتعلق بالكتاب نفسه". وبعد نشر التحقيق بساعات، وصف الجيش الإسرائيلي، في بيان لوسائل الإعلام الإسرائيلية، كشف الكتاب عن التفاصيل الشخصية لسارييل بأنه “خطأ”، مضيفًا “سيتم فحص الموضوع لمنع تكرار حالات مماثلة في المستقبل”.
وإلى أن تم الكشف عن هويته الأسبوع الفائت، كانت هوية سارييل سرًا من أسرار الدولة في إسرائيل، حيث مُنع الصحفيون في البلاد من ذكر اسمه على الرغم من الجدل الكبير الدائر حول قيادته للوحدة 8200 والحديث عن فشلها في توقع، أو منع، هجوم السابع من أكتوبر.
وردًّا على ما كشفته صحيفة ذا غارديان، كتب يوسي ميلمان، مؤرخ إسرائيلي متخصص بتوثيق معلومات أجهزة المخابرات الإسرائيلية، تغريدة، قال فيها إن الكشف عن سارييل كان "إحراجًا كبيرًا" و"يزيد فقط من مسؤوليته الشخصية والفشل الذريع لوحدته" في منع الهجمات التي قادتها حماس العام الفائت.
فيما قال أستاذ القانون والعضو القديم في الوحدة 8200، يوفال إلباشان لصحيفة يديعوت أحرونوت، إن سارييل أظهر "تهورًا وافتقارًا إلى الاحترافية". وقال إنه وجد "من الصعب تصديق" أن سارييل "تجرأ على نشر كتاب على موقع أمازون عن مجال سري متقدم تم تكليفه به كجزء من عمله".
لكن ردًّا على الانتقادات التي طاولت سارييل والوحدة 8200، قال الجيش الإسرائيلي “قائد الوحدة 8200 هو ضابط محترم، يقود وحدته في زمن الحرب. وأي ادّعاءات ومحاولات لتصوير سلوكه على أنه متهور أو غير مسؤول لا أساس لها من الصحة”.
ما هي الوحدة 8200؟
رغم تأسيسها منذ خمسينيات القرن الفائت ومرورها بمراحل إعادة هيكلة وتسمية عديدة، إلا أن وحدة استخبارات الكمبيوتر الإسرائيلية بقيت في الظل حتى العقد الفائت، ولم يكن هناك حتى اعترافٌ عام بوجودها. لكن في السنوات الأخيرة، بدأ المجنّدون السابقون في الوحدة 8200 مشاركة بعض المعلومات حول تجربتهم، وإعطاء لمحة عن حياتهم في الخدمة العسكرية.
ووفقًا للجيش الإسرائيلي، فإن 8200 هي وحدة جمع المعلومات الرئيسية في مديرية الاستخبارات العسكرية مهمتها "تزويد الحكومة والجيش الإسرائيلي بتحذيرات وتنبيهات استخباراتية يوميًا وأثناء الحرب لحماية إسرائيل من التهديدات". ويتولى الجنود في الوحدة مسؤولية تطوير واستخدام أدوات جمع المعلومات وتحليل ومعالجة وتبادل المعلومات المجمعة مع المسؤولين المعنيين، بالإضافة إلى "تتبع الأنشطة والتطورات الإرهابية في الدول العربية بشكل محكم، فضلاً عن التقدم التكنولوجي في جميع أنحاء العالم".
اقرأ/ي أيضًا:
شركة ويكس للبرمجيات: تعزز السردية الإسرائيلية وتتحكم بآلاف المواقع الإلكترونية العربية
كيف يمكن لصور الخرائط والمصادر المفتوحة المساعدة في معرفة الأحياء والمباني المدمرة في غزة؟