` `

الخبر عن دراسة حدّد فيها العلماء موعد انقراض البشرية غير صحيح وينطوي على إثارة

فراس دالاتي فراس دالاتي
علوم
30 أبريل 2024
الخبر عن دراسة حدّد فيها العلماء موعد انقراض البشرية غير صحيح وينطوي على إثارة
الدراسة عن تأثير التغيرات التكتونية على المناخ وموائمته للحياة (Getty)

الادعاء

دراسة "قاتمة" تحدد موعد انقراض البشرية.

الخبر المتداول

تتداول وسائل إعلام ومواقع إخبارية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، خبرًا مفاده أن هناك دراسة حديثة استطاعت تحديد موعد "انقراض البشرية، وصفها البعض بـ "الصادمة"، بينما وصفها آخرون بـ "المرعبة".

موعد "انقراض البشرية

تحقيق مسبار

تحقق "مسبار" من الادعاء ووجد أنه ينطوي على إثارة، إذ إنَّ الدراسة المُشار إليها ليست حديثة، ولم تُحدّد موعد "انقراض البشرية".

دراسة عن تأثير التغيرات التكتونية على مناخ الأرض وموائمته للحياة مستقبلًا

تعود الادعاءات المتداولة في وسائل الإعلام والمواقع العربية إلى تغطية صحيفة ذا ديلي ميل البريطانية للدراسة، والتي بالغت في وصف نتائجها وهوّلت ما خلصت إليه في تقرير نشرته بعنوان “العلماء يكشفون عن التاريخ الذي ستواجه فيه الأرض انقراضًا جماعيًا يمحو جميع البشر”.

صورة متعلقة توضيحية

لكن مسبار راجع الدراسة المنشورة في دورية نيتشر العلمية، بتاريخ 25 سبتمبر/أيلول 2023، وفيها ناقش مجموعة من الباحثين احتمالات أن تؤدي الظواهر المناخية المتطرفة إلى انقراض الثدييات البرية خلال التجمع المقبل للقارة العملاقة.

وقال باحثون إنّ الثدييات هيمنت على الأرض لمدة 55 مليون سنة تقريبًا، بفضل تكيفها ومرونتها في مواجهة الاحترار والتبريد خلال حقب الحياة الحديثة، لكن جميع أشكال الحياة ستموت في نهاية المطاف بمجرد أن يتجاوز الإشعاع الشمسي الممتص انبعاث الإشعاع الحراري، المقرر حدوثه طبيعيًا بعد مليارات السنين.

ومع ذلك، فإن الدراسة تقول إنّ الظروف التي تجعل الأرض غير مناسبة طبيعيًا للثدييات قد تتطور عاجلًا بسبب عمليات طويلة المدى مرتبطة بتكتونيات الصفائح (لا يتم أخذ الاضطرابات قصيرة المدى كالهزات الأرضية والزلازل في الاعتبار هنا)، وتخلص إلى أنه في نحو 250 مليون سنة تقريبًا، ستتقارب جميع الصفائح الأرضية لتعود كما كانت وتشكّل القارة العملاقة، بانجيا ألتيما. 

القارة العملاقة، بانجيا ألتيما.
رسم توضيحي في الدراسة يظهر التغيرات المناخية التي ستطرأ على القارة الجديدة - نيتشر

وبحسب الدراسة، ستكون النتيجة الطبيعية لتكوين واضمحلال بانجيا ألتيما هي حدوث ارتفاعات شديدة في الضغط الجزئي لثاني أكسيد الكربون بسبب التغيرات في التصدع البركاني وإطلاق الغازات. وتوضح أن زيادة الضغط الجزئي لثاني أكسيد الكربون، والطاقة الشمسية وشكل القارة الجديد سيؤدي إلى زيادة الاحتباس الحراري غير الملائم لحياة الثدييات.

كما قيّم الباحثون تأثير على الحدود الفيزيولوجية للثدييات (مثل البصيلة الجافة، والبصلة الرطبة، ومؤشرات الإجهاد الحراري)، بالإضافة إلى مؤشر صلاحية الكواكب للسكن. وأخيرًا تسلّط النتائج الضوء أيضًا على دور تكوين كتلة اليابسة عالميًا والضغط الجزئي لثاني أكسيد الكربون والطاقة الحرة، في صلاحية الكوكب للسكن.

الوقود الأحفوري ليس سببًا أساسيًّا في نهاية الحياة

تقول المواقع الإخبارية المتداوِلة للادعاء، إن الدراسة تنبأت بأن الجنس البشري سينقرض خلال 250 مليون سنة، لكن هذا سيحدث إذا توقفنا عن حرق الوقود الأحفوري "الآن".

لكن الدراسة تشير صراحةً إلى أنه "من غير المعروف ما إذا كانت أنواع الحيوانات البرية المهيمنة على الأرض، أي الثدييات، ستصل يومًا ما إلى نقطة تحول مناخية، بحيث يصبح وجودها مهدّدًا".

تقرير التقييم السادس الصادر عن اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ
تقرير التقييم السادس الصادر عن اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ

وفي هذا الصدد، اقترح باحثون أنّ الاحتباس الحراري العالمي الحالي سيرفع درجات الحرارة فوق الحدود الفيزيولوجية للثدييات الأرضية، مما يجعل بعض أجزاء العالم غير صالحة للسكن. 

كما تستشهد الدراسة بتقرير التقييم السادس، الصادر عن اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ في منتصف القرن وأواخره، الذي يقول إنّه إذا استمرت سيناريوهات الانبعاثات الحالية، سيتم تجاوز بعض العتبات الحرارية الفيزيولوجية في مناطق صغيرة، ساحلية بشكل رئيسي، في أفريقيا، وأستراليا، وأوروبا، وجنوب آسيا. وإنه حتى مع احتراق جميع أنواع الوقود الأحفوري المتاحة، فإن معظم سطح الأرض سيظل صالحًا للسكن.

اقرأ/ي أيضًا

ناسا لم تحذر من خطر في الغلاف الجوي قد يؤدي إلى نهاية العالم

التضليل العلمي المنظم ضد المناخ، ما القصة؟

تصنيف الخبر

إثارة

مصادر مسبار

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة