الفيديو ليس للعثور على الصحفي الأميركي أوستن تايس المفقود منذ 12 عامًا
الادعاء
فيديو يُظهر العثور على الصحفي الأميركي أوستن تايس قرب دمشق، بعد تحريره من سجون النظام السوري.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
مقطع فيديو نشرته صفحات وحسابات على موقعي التواصل الاجتماعي إكس وفيسبوك، حديثًا، ادّعت أنه يُظهر العثور على الصحفي الأميركي أوستن تايس قرب دمشق، بعد تحريره من سجون النظام السوري.
تحقيق مسبار
بالتحقق من الادّعاء، وجد "مسبار" أنّه مضلّل، إذ إنّ مقطع الفيديو يعود لمواطن أميركي تم تحريره من سجون النظام السوري حديثًا، وليس للصحفي الأميركي أوستن تايس، المفقود منذ عام 2012 في سوريا.
مواطن أميركي محرر من سجون النظام السوري
نشرت وسائل إعلام مقاطع مصورة للشخص ذاته، وأوضحت أنّها ليست للصحفي الأميركي أوستن تايس، بل لمواطن أميركي يُدعى ترافيس تيمرمان، ينحدر من ولاية ميزوري الأميركية.
صرّح ترافيس تيمرمان، في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي بي إس" الإخبارية، في 12 ديسمبر/كانون الأول، أنّه كان محتجزًا لمدة تقارب سبعة أشهر في أحد السجون السورية، وذلك بعد دخوله الأراضي السورية عبر الحدود اللبنانية لأسباب دينية تتعلق بالمسيحية.
أوضح تيمرمان أنّه أُطلق سراحه يوم الاثنين الفائت، بعد أن قام رجلان مسلحان بكسر باب زنزانته باستخدام مطرقة. وأشار إلى أنّه لم يتعرض للضرب خلال فترة احتجازه، لكن كان يُسمح له بالذهاب إلى الحمام ثلاث مرات فقط يوميًا.
وأضاف، في مقابلة بثتها قناة "العربية"، أنّه كان يسمع يوميًا أصوات تعذيب المعتقلين على يد قوات النظام السوري.
من جانبه، نقل تلفزيون سوريا عن وزارة الخارجية الأميركية أنّها تلقت تقريرًا يُشير إلى وجود مواطن أميركي في ريف دمشق. وأكّدت الوزارة أنّها تواصل جهودها لتحديد مكان الصحفي الأميركي أوستن تايس، وأي مواطن أميركي آخر قد يكون محتجزًا في سوريا.
وسبق أن أعلنت دورية الطرق السريعة في ولاية ميزوري الأميركية، في بيان صدر بتاريخ السادس من فبراير/شباط الفائت، أن تيمرمان شوهد آخر مرة على الطريق السريع في مدينة بودابست بالمجر. وأشارت إلى أنّ آخر اتصال تم معه كان في الثاني من يونيو/حزيران الفائت.
نتائج فحص الصور تشير إلى اختلاف بين تيمرمان وترافيس
تظهر العديد من المؤشرات التي تبرز الفروق في ملامح الوجه بين ترافيس تيمرمان وأوستن تايس، مثل اختلاف شكل الحاجبين والأنف ومقدمة الشعر.
وقد نشرت وسائل إعلام أجنبية صورًا قديمة لتيمرمان، الذي كان في التاسعة والعشرين من عمره عند فقدان الاتصال به، إذ يظهر تطابق واضح بين ملامحه في الصور القديمة والحديثة.
كما فحص مسبار صورتين لتيمرمان، إحداهما حديثة والأخرى قديمة، باستخدام أداة "FACE++" المتخصصة في التعرف على الوجوه وتحليل الصور بناءً على ملامح محددة. وأظهرت النتائج أنّ احتمالية تطابق الشخصين مرتفعة.
وفحص مسبار صورة لتيمرمان مقارنة بصورة لترافيس، وأظهرت النتائج انخفاض احتمال تطابقهما وأنّهما نفس الشخص.
اختفاء الصحفي الأميركي أوستن تايس
اختفى الصحفي الأميركي أوستن تايس أثناء تغطيته المظاهرات قرب العاصمة السورية دمشق في أغسطس/آب عام 2012. وبعد عدة أسابيع، ظهر في مقطع مصور قصير وهو معصوب العينين. منذ ذلك الحين، انقطعت أخباره تمامًا، دون تأكيد رسمي حول الجهة المسؤولة عن اختفائه.
وفي التاسع من ديسمبر الجاري، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستكثف جهودها لجمع معلومات حول مصير تايس، مشيرة إلى إرسال مبعوث خاص مسؤول عن ملف تحرير الرهائن إلى المنطقة.
كان أوستن تايس، الصحفي المستقل والجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية، في الحادية والثلاثين من عمره وقت اختفائه.
تحرير المعتقلين من سجون النظام السوري
في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، نفّذت قوات المعارضة السورية هجومًا ضد قوات النظام، وتمكنت من التقدم السريع والسيطرة لاحقًا على محافظات حلب وإدلب وحماة وحمص والسويداء ودرعا، إضافةً إلى العاصمة دمشق ومدينة دير الزور.
بعد السيطرة على هذه المناطق، توجهت الفصائل إلى السجون وأطلقت سراح جميع المعتقلين، بما في ذلك السجون في حماة وحلب وحمص ودرعا المركزي، بالإضافة إلى سجون دمشق، مثل صيدنايا العسكري وعدرا المركزي وغيرها.
عقب تحرير السجناء من سجون النظام السوري، انتشرت العديد من المقاطع المصورة التي تحدث فيها المعتقلون عن هوياتهم، مما كشف عن احتجاز سجون النظام لأجانب وعرب، بما في ذلك لبنانيين وعراقيين وأتراك وأميركيين.
وفي السياق، أشار فضل عبد الغني، مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلى أنّ الأغلبية من المختفين قسريًا في سجون النظام يُعتقد أنهم قد لقوا حتفهم بناءً على المؤشرات المتوفرة.
اقرأ/ي أيضًا
الفيديو قديم وليس لسجين سوري سابق يحقق مع سجانه بعد تحريره حديثًا
نتيجة التعتيم ونقص المعلومات.. شائعات ومعلومات متضاربة حول سجن صيدنايا