الفيديو من سوريا وليس لأب يبكي على طفلته المهددة بالموت بسبب المجاعة في غزة

تحقق "مسبار" من الادعاء وتبيّن أنه مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو ليس لأب يبكي على طفلته في قطاع غزة، بل يعود إلى الإعلامي السوري محمد وليد الأسود وهو يبكي على حالة طفلة تعاني من نقص التغذية شمالي سوريا.

إعلامي سوري يبكي متأثرًا على طفلة مريضة في شمالي سوريا

نشر حساب الإعلامي السوري محمد وليد الأسود على منصة تيك توك في العاشر من يونيو/حزيران الجاري، مقطع الفيديو ويظهر فيه وهو يحتضن طفلة ويبكي متأثرًا على حالتها.

ويعرّف محمد الأسود عن نفسه بأنه إعلامي ومتطوع في شمالي سوريا، يهدف إلى إيصال صوت الأطفال، تحديدًا مرضى السرطان والمعاقين والأيتام.

وكان الإعلامي محمد الأسود قد نشر فيديو آخر لنفس الطفلة وهو يحملها ويطالب بمساعدة الطفلة التي تعاني من فيروس في الدم والضمور بسبب سوء التغذية، وعائلتها التي تعيش ظروفًا معيشية صعبة.

كما نشر مقطع فيديو أوضح فيه أنه يقيم في شمالي سوريا، وأن المقاطع التي يقوم بنشرها هي من سوريا، ونفى أن يكون مقطع الفيديو المتداول لطفلة من قطاع غزة.

وفاة أربعة أطفال في قطاع غزة نتيجة سوء التغذية

كشف مدير مستشفى كمال عدوان أول أمس السبت 22 يونيو، عن ارتفاع عدد وفيات الأطفال جراء سوء التغذية في غزة إلى أربعة أطفال خلال أسبوع واحد. وأشار إلى أن المستشفى شخّص خلال الأسبوعين الأخيرين إصابة أكثر من 250 طفلًا بعلامات سوء التغذية.

آلاف الأطفال معرضون للموت جراء المجاعة في قطاع غزة

وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة في 18 يونيو الجاري من خطر المجاعة في القطاع، مشيرًا إلى أن 3500 طفلًا مهددون بالموت جراء سوء التغذية وانعدام المكملات الغذائية والتلاقيح، التي أصبحت من الممنوعات من الدخول إلى قطاع غزة بفعل الحرب الإسرائيلية الجارية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت.

وأضاف المكتب أن القطاع يتجه نحو المجاعة بشكل متسارع في الوقت الذي يمنع فيه الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية وصول المساعدات الإنسانية، وطالب بتدخل دولي فوري لوقف هذه الجريمة.

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، قد صرح في 12 يونيو الجاري أنه "يتوقع أن يواجه نصف السكان، أكثر من مليون شخص، الموت والمجاعة بحلول منتصف يوليو"، ما لم يتم السماح بوصول المساعدات الإنسانية.

إعادة تدوير مشاهد حرب سوريا في سياق الحرب الحالية في غزة

لاحظ مسبار بروز إعادة تدوير صور ومشاهد من الحرب السورية ونسبها إلى الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة. وخلال الحرب الجارية فنّد مسبار العديد من مقاطع الفيديو والصور والادعاءات المنسوبة إلى الحرب في غزة، وكان أصلها يعود إلى سوريا، والتي انتشرت عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وشاركت وسائل الإعلام في ترويجها في بعض الحالات. 

كما نشر مسبار تقريرًا موسعًا بعنوان "مشاهد من سوريا في حرب غزة: إعادة تدوير قد تبعد الأنظار عن الفظائع الحقيقية"، خلص إلى أن الأشهر الفائتة أثبتت، أن هناك أدلة كثيرة ومفتوحة المصدر يمكن التحقق منها تظهر الحجم الكبير لمعاناة المدنيين الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على غزة. لذا فإن استخدام مشاهد من حرب أخرى قد يغطي على الفظائع الحقيقية التي ترتكبها إسرائيل في الوقت الحاضر.

اقرأ/ي أيضًا

رغم إنكار الاحتلال.. شهادات تدين إسرائيل بالتمويه الإنساني لتنفيذ مجزرة النصيرات

بروباغندا الخطاب الإسرائيلي وأساليب تبرير الجرائم خلال الحرب على غزة