الفيديو ليس لحملة أمنية في تركيا ضد المعتدين على السوريين بعد أحداث قيصري

تحقق "مسبار" من الادعاء وتبين أنه مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو المتداول قديم، وليس لمداهمة الشرطة التركية أماكن المعتدين على اللاجئين السوريين بعد أحداث ولاية قيصري.

حملة اعتقالات ضد تجار المخدرات في إسطنبول

يعود الفيديو إلى سبتمبر/أيلول 2023، أثناء تنفيذ فرق مديرية شرطة ولاية إسطنبول، فرع مديرية مكافحة جرائم المخدرات، عملية استهدفت اعتقال 87 شخصًا في عناوين محددة مسبقًا في جميع أنحاء الولاية، معروفين بتجارة المخدرات، حسب وسائل إعلام تركية.

الاعتداء على ممتلكات السوريين في ولاية قيصري

جاء تداول مقطع الفيديو بعد اعتداء مواطنين أتراك على سوريون في ولاية قيصري وسط تركيا، مساء يوم الأحد 30 يونيو/حزيران الفائت. واندلعت أعمال شغب وسلسلة اعتداءات وتدمير وإحراق جماعي استهدفت ممتلكات سوريين، على خلفية انتشار فيديو يُظهر تحرش شاب سوري الجنسية بطفلة تبلغ من العمر خمس سنوات.
وعقب نشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت معه معلومات مغلوطة، بأنّ الشاب اعتدى على طفلة تركية، وبدأ التحريض ضد اللاجئين، وهاجم العديد من الأتراك ممتلكات السوريين في الولاية، رغم اتضاح أنّ الطفلة سورية الجنسية وليست تركية.
وحرق المعتدون المحلات التجارية والسيارات خلال الهجمات التي استهدفت سوريين، ورموا البيوت بالحجارة وكسّروا نوافذها.

السلطات التركية توقف 67 شخصًا على خلفية أحداث ولاية قيصري

عقب هذه الأحداث، قال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، يوم أمس الاثنين، إن السلطات أوقفت 67 شخصًا على خلفية اعتداءات وأعمال عنف على ممتلكات السوريين في ولاية قيصري التركية بعد حادثة تحرش ارتكبها سوري بحق طفلة سورية تقرب له، فيما دعت حاكمية الولاية إلى ضبط النفس.
وذكر وزير الداخلية في حسابه على منصة إكس، أنه تم القبض على السوري من قبل الأشخاص المحيطين به بعد الحادثة، في منطقة إسكي شهير باغلاري، وأضاف “بدأ على الفور التحقيق في هذه القضية، إلا أن مواطنينا تجمعوا لاحقًا في هذه المنطقة، وتصرفوا بطريقة غير قانونية ولا تتناسب مع قيمنا الإنسانية، وألحقوا أضرارا بمنازل وأماكن عمل ومركبات مملوكة لمواطنين سوريين”. وأكمل "خلال تدخل القوى الأمنية أُوقف في هذه الإجراءات 67 شخصًا، وتفرق الحشد بعد الساعة الثانية فجرًا، تركيا دولة قانون، وتواصل القوى الأمنية اليوم معركتها ضد كافة الجرائم والمجرمين كما فعلت بالأمس".

أردوغان يعلّق على أحداث ولاية قيصري

وتحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أحداث قيصري، وقال يوم أمس الاثنين، إنّ "الخطاب المسموم للمعارضة هو أحد الأسباب وراء أحداث العنف التي استهدفت لاجئين سوريين في مدينة قيصري".
وأضاف أردوغان في كلمة خلال الاجتماع التشاوري مع الإدارات المحلية لحزب العدالة والتنمية في أنقرة، أنه “من العجز اللجوء للكراهية لتحقيق مكاسب سياسية”.
وأوضح "لا يمكن تحقيق أي هدف من خلال تأجيج معاداة الأجانب وكراهية اللاجئين في المجتمع.. الخطاب المسموم للمعارضة أحد أسباب الأحداث المحزنة التي تسببت بها مجموعة صغيرة في قيصري أمس".
وقال أردوغان أيضًا "لا يمكننا قبول أعمال التخريب وإضرام النار في الشوارع. نحن لم نكن هكذا من قبل، ولن نكون كذلك. إن التمييز والتهميش لم ولن يجدا مكانًا في سياسات حزب العدالة والتنمية". وتابع "حرق بيوت الناس وإضرام النار في الشوارع أمر مرفوض، بغض النظر عن هوية من يقومون بذلك".

اقرأ/ي أيضًا

الفيديو لشجار بين أتراك وليس من الاعتداءات الأخيرة على السوريين في قيصري
اللاجئون السوريون: هل هم السبب في الأزمة الاقتصادية في تركيا؟