الادعاء
السعلوة حيوان مفترس وجبته الأساسية هي الإنسان.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، صورتين ادعى ناشروهما إنهما لحيوان نادر وخطير يعيش في البر، ويفضّل أكل لحم الإنسان، وادعى ناشرو الصورتين أن اسم هذا الحيوان هو “السعلوة”.
وحققت المنشورات والصورتين المتداولتين تفاعلًا واسعًا وصلا إلى ملايين الأشخاص.
تحقيق مسبار
تحقق “مسبار” من الادّعاء المتداول ووجد أنه مضلّل، إذ إنّ الصورتين المتداولتين لا تعودان لحيوان خطير يأكل لحم الإنسان ويُعرف باسم "السعلوة". بل تُظهران حيوانين مختلفين: الصورة الأولى تعود لحيوان ثديي صغير يُسمى غرير العسل، أما الصورة الثانية فهي لحيوان من فصيلة الذئب الرمادي، ووُجد ميتًا في المملكة العربية السعودية.
غرير العسل حيوان ثديي صغير
الحيوان الذي يظهر في الصورة الأولى يعرف باسم غرير العسل (Honey Badger)، وهو حيوان ثديي صغير، ولكنه قوي وشرس. ينتمي إلى فصيلة العرسيات، ويشتهر بشجاعته وعدم خوفه من الحيوانات المفترسة الأكبر حجمًا.
لا دليل علمي أن غرير العسل يأكل البشر
بالرغم من شراسة غرير العسل إلا أنه لا توجد أدلة موثوقة تشير إلى أنه يتغذى على لحم الإنسان. النظام الغذائي لغرير العسل يتركز بشكل أساسي على العسل و الحيوانات الصغيرة، الحشرات، النباتات، والعس.
يمتاز غرير العسل بمهارته في اصطياد الفرائس باستخدام مخالبه القوية وأسنانه الحادة. ومع ذلك، يُعرف غرير العسل بسلوكه العدواني عند الدفاع عن نفسه أو عندما يشعر بالتهديد، لكنه ليس من الحيوانات التي تتغذى على البشر.
ذئب عثر عليه ميتًا في السعودية
بحث مسبار عن الصورة الأخرى المتداولة وتبيّن أنها أيضًا ليست لحيوان يدعى “السعلوة" بل تعود لحيوان الذئب الرمادي، وعثر مسبار على الصورة الأصلية إلى جانب صور أخرى في منشور يعود إلى عام 2007 في منتدى إنترنت عربي يختص بالصيد والرحلات البرية.
وتظهر الصور ذئب ميّت محاطًا بمجموعة من الرحالة. وبحسب الرواية التي جاءت في المنشور فإن الحادثة وقعت في صحراء المملكة العربية السعودية، عندما صادف مجموعة من الرحالة ذئبًا ميتًا والتقطوا له مجموعة من الصور.
بحث مسبار أيضًا في مصادر أخرى لتأكيد نوع الحيوان الذي ظهر في الصور ومطابقته مع ما جاء في منتدى الرحالة، ووجد دراسة أكدت أن الحيوان هو الذئب الرمادي. وذلك عندما اقتبست دراسةٌ إحدى الصور نفسها التي نشرت في المنتدى، وأشارت إلى أن مصدرها هو الدكتور عبد الهادي العوفي أستاذ علم البيئة في جامعة تبوك.
الذئب الرمادي يتغذى بشكل رئيسي على الثدييات الكبيرة
الذئب الرمادي (Canis lupus) هو أكبر أنواع الأعضاء البريّة من فصيلة الكلبيات. ويتميز بجسمه الضخم وفرائه الذي يتراوح لونه بين الرمادي، والأبيض، والبني، والأسود.
يعيش هذا النوع من الحيوانات المفترسة في الغابات والسهول والجبال في مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا. يتغذى الذئب الرمادي بشكل رئيسي على الثدييات الكبيرة مثل الأيائل والغزلان، ولكنه يصطاد أيضًا الحيوانات الصغيرة عند الحاجة. يشتهر الذئب الرمادي بحياته الاجتماعية المنظمة في مجموعات تُعرف بالقطعان، والتي يقودها عادةً زوج مهيمن.
هل يأكل الذئب الرمادي البشر؟
تشير المصادر إلى أنّ الذئاب الرمادية نادرًا ما تهاجم البشر. فمن بين الهجمات القليلة المسجلة، كانت معظمها قد تسببت بها الذئاب المصابة بداء الكلب أو تلك التي اعتادت على وجود البشر نتيجة لإطعامها من قبلهم.
بين عامي 2002 و2020، سُجّل 26 هجومًا مميتًا على البشر من قبل الذئاب في جميع أنحاء العالم، معظمها في تركيا وإيران والهند. في أميركا الشمالية، كانت هناك حالتان مميتتان فقط خلال هذه الفترة. الهجمات غير المميتة نادرة أيضًا وعادة ما تحدث في المناطق الريفية أو النائية حيث تكون الذئاب قريبة من البشر.
وبالمقارنة مع هجمات الحيوانات الأخرى، مثل الأبقار، فإن الذئاب تشكل خطرًا أقل بكثير على البشر. على سبيل المثال، في أوروبا بين الأعوام 2000 و2015، تسببت الأبقار في 221 حالة وفاة، وهو عدد أكبر بكثير من الهجمات التي سببتها الذئاب. لذلك، بينما يمكن أن تحدث هجمات الذئاب، فإنها تظل نادرة جدًا وغير شائعة.
ما هي السعلوة؟
وصف متداولو الادعاء الصور بأنها تعود لمخلوق يدعى السعلوة ولكن بالبحث تبيّن أن السعلوة هو اسم غير علمي، بل أسطورة دارجة في التراث العربي تطلق على مخلوق غامض يُعتقد أنه مزيج من الذئب والكلب والثعلب، مما يجعله يشبه هذه الحيوانات في العديد من الصفات. ويحكى أن هذا المخلوق يتميّز بقدرته على التخفي والمكر وسرعته الكبيرة، بالإضافة إلى شجاعته وعدم خوفه من البشر.
تظهر السعلوة في الأساطير على أنها مخلوق مخيف يهاجم الناس في المناطق النائية، وقد ظهرت عدة روايات شعبية تتحدث عن مواجهات مع السعلوة.
لا تزال السعلوة موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث يعدها البعض مجرد خرافة، في حين يعتقد آخرون أنها قد تكون تسمية لنوع من الحيوانات الهجينة التي نتجت عن تزاوج أنواع مختلفة من الكلاب البرية والذئاب وابن آوى. إلا أنه حتى الآن لا يوجد أي تصنيف لحيوان تحت اسم “السعلوة” معترف به من قبل علماء الحيوان.
اقرأ/ي أيضَا:
