الصورتان قديمتان وليستا لرضيع مات بسبب الجوع في غزة

تحقّق "مسبار" من الادعاء المتداول ووجد أنّه مضلل، إذ إن الصورتين قديمتان وليستا لرضيع توفي بسبب الجوع في غزة.

العثور على رضيع بجوار مسجد في مصر 2021

في 17 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021، نشرت وسائل إعلام مصرية الصورتين، وقالت إنهما لرضيع تم العثور عليه ملقى خلف مسجد قباء في محافظة القليوبية في مصر.

وبحسب وسائل الإعلام، حينها، تلقى مدير أمن القليوبية، اللواء محسن شعبان، إخطارًا من مأمور مركز القناطر الخيرية، العميد أنور حشيش، يفيد تلقيه بلاغًا من الأهالي بالعثور على طفل يبلغ من العمر عدة أيام يرتدي جميع ملابسه، ملقى خلف مسجد قباء في مدينة القناطر.

وعثر مسبار على عدة منشورات تضمنت صورة الرضيع على مواقع التواصل الاجتماعي آنذاك، تُفيد بالعثور عليه، في محاولة للوصول إلى ذويه.

تفشي المجاعة في غزة

في السابع من سبتمبر/أيلول الفائت، أفادت وسائل إعلام محلية باستشهاد الطفلة يقين الأسطل من خانيونس جنوبي قطاع غزة، بسبب سوء التغذية ونقص العلاج، ليرتفع عدد وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية إلى 37 طفلًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وفي السياق، أفاد مؤخرًا مدير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، أن المجاعة في القطاع تتفاقم بسبب منع الجيش الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية وإصداره أوامر إخلاء عديدة. وأضاف أن محافظتا غزة والشمال هما الأكثر تضررًا من المجاعة، بسبب حصار الجيش لهما.

وفي سبتمبر/أيلول الجاري، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الوضع الإنساني في غزة "أكثر من كارثي"، إذ لم يتلق أكثر من مليون فلسطيني أي حصص غذائية في أغسطس/آب الفائت، فيما انخفض عدد الأشخاص الذين يحصلون على وجبات مطبوخة يوميًا بنسبة 35%.

مسؤولون أمميون يحذرون من المجاعة في غزة

حذر تقرير للأمم المتحدة صدر مؤخرًا، من تفاقم أزمة الجوع العالمية، إذ يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مؤكدًا أن أزمة الغذاء في غزة هي الأكثر شدة في التاريخ.

وقال كبير الخبراء الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، ماكسيمو توريرو، خلال مؤتمر صحفي عقب التقرير، إن أزمة الغذاء في غزة ما تزال الأكثر حدة في تاريخ التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية، مع وجود ما يقرب من 2.2 مليون مواطن ما زالوا في حاجة إلى الغذاء والمساعدة.
وفي السياق، ذكر مدير التغذية ونمو الطفل في اليونيسف، فيكتور أغوايو، أنه خلال زيارته إلى غزة رأى كيف أثرت الحرب على أنظمة الغذاء والصحة والحماية، وقال "نحن نقدر أن أكثر من 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويحتاجون إلى علاج منقذ للحياة الآن".

اتهام أممي لإسرائيل بتنفيذ حملة تجويع في غزة

اتهم مقرر الأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، في تقرير صدر له مؤخرًا، إسرائيل بتنفيذ حملة تجويع ضد الفلسطينيين أثناء حربها على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الحملة بدأت بعد يومين من عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت.

وذكر في التقرير أنه بحلول ديسمبر/كانون الأول الفائت، أصبح الفلسطينيون في غزة يشكلون 80% من سكان العالم الذين يعانون من المجاعة. وأكد أن هذا الوضع لم يحدث في تاريخ الحروب السابقة أن جاع شعب ما بهذه السرعة وعلى هذا النطاق الواسع كما حدث مع 2.3 مليون فلسطيني في غزة.
وأشار فخري، إلى أن استخدام إسرائيل لسياسة التجويع بحق الفلسطينيين "ترجع إلى 76 عامًا عندما تم الإعلان عن قيام دولة إسرائيل عام 1948". وأضاف أن إسرائيل منذ ذلك الحين استخدمت "مجموعة من تقنيات الجوع والتجويع ضد الفلسطينيين".

بدورها، أكدت حركة المقاومة الفلسطينية حماس أن ما جاء في التقرير وتأكيده تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي حملة تجويع ضد الفلسطينيين في غزة، هو دليل جديد يُضاف إلى العديد من التقارير والحقائق المثبتة، عن ارتكاب الجيش الجرائم ضد المدنيين.

وشددت الحركة على أن حملة التجويع المستمرة خاصةً في محافظتي غزة والشمال بدأت بإعلان رسمي من الوزير الإسرائيلي يوآف غالانت، مع حصار مشدد فرضه الجيش، ومنع خلاله الماء والغذاء والدواء والوقود والكهرباء عن القطاع.

استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة

يأتي تداول الادعاء مع تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إذ أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس 16 سبتمبر، ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 41 ألفًا و266 شخصًا، و95 ألفًا و413 جريحًا.

اقرأ/ي أيضًا

"أوجه الهشاشة في تقرير ذا تليغراف حول "انحياز بي بي سي ضد إسرائيل

صحيفة بريطانية تحذف مقالات لكاتب إسرائيلي متهم بتلفيق أخبار عن الحرب على غزة