منع عملاق التكنولوجيا "فيسبوك" شركة The Spinner الإسرائيلية خلال شهر يناير/كانون الثاني الجاري، من التواجد في مساحته الزرقاء سواء عبر حساب الشركة أو عبر حساب مديرها، وذلك تحت مزاعم تدعي قدرتها على تغيير سلوك الناس بشكل لا شعوري، و"غسل الدماغ" للمستخدمين.
بل ذهبت إدارة "فيسبوك" أبعد من ذلك بمقاضاة الشركة، وبدأت الحرب بينهما في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، حين اتهمت الأولى الشركة بنشر مقالات تهدف إلى التأثير في اللاوعي على المستخدمين عبر ظهورها المدفوع في الموقع متخفية كمحتوى تحريري، رافضة أن يتم استخدام خدماتها لتحقيق ذلك، والأمر ذاته مع "انستغرام".
ورداً على ذلك، صرح إليوت شيفلر، المؤسس المشارك لشركة Spinner ورئيسها التنفيذي، لوسائل إعلام دولية بأنَّ شركته ستواصل بيع الحملات المستهدفة عبر الإنترنت، ولن يمنعها شيء مستقبلاً.
وشملت المواضيع التي تناولتها الشركة؛ نصائح عن التدخين، وفقدان الوزن، والتقدم للزواج، والمبادرة لممارسة الجنس مع الشركاء أكثر، والاهتمام بزراعة الثدي، ثم قدمتها في مجموعة من المقالات عبر الإنترنت تتناول المطلوب فعله، وهو ما اعتبره بيان مكتب المحاماة لموقع فيسبوك انتهاكاً للشروط والسياسات الإعلانية الخاصة بالمنصة.
كما أضاف البيان: "يبدو أنَّ سبينر تستخدم حسابات مزيفة وصفحات فيسبوك وهمية، للتأثير على مستخدمي Facebook من خلال الإعلانات".
الخبير في وسائل التواصل الاجتماعي سعدي حمد يرى أنَّ موقع فيسبوك ذاته يفعل ذلك لكن بشكل سري، موضحاً "خاضت شركة فيسبوك تجارب معمقة تستهدف التأثير على سلوك المستخدمين لتطبيقاتها عبر تقنيات حديثة تؤثر على الدماغ والأنشطة العصبية، محاولة رفع نسبة توقعات أفعال المستخدمين أو التأثير في تصرفاتهم بشكل كبير".
ونبه إلى أنَّ "فيسبوك" وغيرها من الشركات العملاقة في مجال تكنولوجيا المعلومات مثل "جوجل" قد تكون اعتمدت أكثر من مرة على شركات ناشئة إسرائيلية أو خبراء إسرائيليين لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والتي يستخدمها اليوم عشرات الملايين من الرواد، ما يشكك بحقيقة ما يحدث الآن من معارك بين "فيسبوك وسبينر"، بحسب تعبيره.
وأضاف في حديث خاص بموقع مسبار "وإذا ما أضفنا إلى تلك المعطيات عمق العلاقة الجيدة بين فيسبوك وإسرائيل، فقد يكون من الصعب أن تخاطر فيسبوك بعلاقتها بالمطورين والشركات الإسرائيلية، فربما يكون الأمر ظاهريًّا من خلال حظر حسابات تلك الشركة، وقد تمنع مطوريها من استخدام الواجهات البرمجية لفيسبوك، لكن باعتقادي أنَّ الأمر أكثر عمقاً من ذلك، لأنَّ فيسبوك مهووسة بمعرفة ما يدور في أدمغتنا وتطوير تطبيقات لذلك، ومن مصلحتها عقد أي تحالف مع أي شركة تستطيع إفادتها في هذا المجال".
مصادر المقال:
لقاء مع خبير وسائل التواصل الاجتماعي سعدي حمد