ربما يساهم بُعد المسافات في جعل الخيال أكثر انفتاحاً واستسهالاً لما يمكن أن يحدث وألا يحدث، وهكذا الأمر مع اليابان، إذ نجد بين الفينة والأخرى على وسائل التواصل الاجتماعي عبارات مثل "يحدث في كوكب اليابان"، و"هذا عالم اليابان"، إلا أنّ ما يتم تداوله ليس بالضرورة كله صحيحاً.
وهذا لا يعني نفي تقدم الدول الآسيوية كاليابان وكوريا الجنوبية إلا أنّ الأمر يحتاج إلى تقدير الأمور بشكل واقعي، لأن الأساطير غالباً ما يصاحبها توقعات كبيرة ويتسبب عدم وجودها بإحباط عظيم، ومن هنا دعونا نراجع أشهر هذه الكذبات التي تمر في وسائل التواصل الاجتماعي.
الكذبة الأولى:
انتشرت صورة قيل إنها لوزير الطاقة الياباني وهو يعتذر علناً عن انقطاع الكهرباء لمدة 20 دقيقة بالانحناء المدة نفسها، وهذه الصورة يتجدّد انتشارها كل عام بين المواقع ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها لا تسوّق سوى الوهم، والصورة تعود إلى الرئيس التنفيذي الجديد لشركة هونداي "هاشيغوتا كاهيرو" في أول مؤتمر صحفي له في عام 2015.
الكذبة الثانية:
انتشرت صورة إبداعية لوجه امرأة يتوسط المياه قيل إنها نافورة بالتكنولوجيا الحديثة في اليابان، وكتبت عنها آلاف الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها في الواقع تصميم رقمي ثلاثي الأبعاد للفنان الأمريكي تشاد نايت، والصورة من موقع المعرض الفني الذي قام برعاية العمل.
الكذبة الثالثة:
نشر عدد كبير من المواقع أن عامل النظافة في اليابان يُسمى "مهندس الصحة، ويحصل على راتب ما بين 5000 إلى 8000 دولار كل شهر فتتوفر له حياة كريمة تضاهي المهندس و الطبيب"، لكن في الحقيقة هذا ليس صحيحاً.
الكذبة الرابعة:
انتشرت صورة لأضواء ملونة والعديد من الإشارات مرسومة في أفق الشارع بالليزر، باعتبار أنها إشارات متقدمة تكنولوجياً في شوارع اليابان، ويصاحبها تعليق بأنّ اليابان ودّعت إشارات المرور التقليدية ذات الثلاثة أضواء، لكن هذا ليس صحيحاً.
الكذبة الخامسة:
تداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي صورة نُسبت إلى اليابان، ورافق الصورة توضيح يفيد بأنّ المدراء القدامى يستقبلون الموظفين الجدد بمسح الأحذية، لكن هذا ليس صحيحاً، بل هي صورة من يوم تدريبي في شركة متخصصة بصناعة منتج لمسح الأحذية، وكان الموظفون الأقدم يعلمون الجدد منهم الطريقة الأفضل لمسح الحذاء بواسطة هذا المنتج.
الكذبة السادسة:
تنتشر بين كل فترة وأخرى معلومات وصور عن مدى تقدير اليابان للمسلمين سواء في الفنادق أو على الطائرات، إلا أنّ هذه المعلومات فيها تضليل ومبالغة كبيرين، فاليابان تحترم جميع الديانات، وتوفر الظروف المناسبة كي يجد كل إنسان راحته في معتقداته، فلا يتم تقديم لأي نزيل مسلم ما يناسب معتقداته أو يساعده على أدائها.
الكذبة السابعة:
الأطفال في المدارس اليابانية لا يستخدمون الكتب بتاتاً، بل كل تلميذ لديه "تابلت"، إلا أنّ هذا ليس صحيحاً، فالأجهزة الإلكترونية تساند المنهج الدراسي، لكنها ليست بديلاً عن الكتب، كما أنّ كثيراً من الدول تستخدم الوسائل التعليمية التكنولوجية ذاتها كفرنسا وبريطانيا.
الكذبة الثامنة:
انتشر على مستوى واسع كلمة قيل إنها لرئيس الوزراء الياباني حين سأله أحد الصحافيين في مؤتمر صحافي عن سر التطور التكنولوجي فأجاب "أعطينا المعلم راتب وزير، وحصانة دبلوماسي، وإجلال الإمبراطور"، الحقيقة أنّ هذا لم يحدث على الإطلاق في عصر أي من الحكومات اليابانية، وهناك فرق بين راتب المعلم والوزير بحسب الخبرة والمستوى التعليمي، وسنوات الوظيفة.
الكذبة التاسعة:
اليابانيون يأكلون الطعام حيًّا، أي الضفادع والأسماك والأخطبوط تكون حية في قدر الطعام الساخن أوتتحرك في صحن التقديم، وهذه مجرد خرافات حول الأكل الآسيوي بشكل عام، وزادت لتصل إلى التمييز السلبي ضد كل العادات الآسيوية في الطبخ خاصة الصينية واليابانية بعد تفشي فايروس كورونا. والحقيقة أن اليابانيين لا يأكلون الحيوانات حية بل نيئة.
الكذبة العاشرة:
صورة تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي ضمن "الميمز" الكثيرة المنتشرة عن اليابان، يدّعي البعض أن الصورة لعائلة يابانية تبكي بعد اكتشاف آلة حاسبة في غرفة ابنها، للدلالة على ذكاء اليابانيين لكن الحقيقة أنهم يبكون بسبب وفاة ابنهم خلال سطو مسلح في كاليفورنيا.
