عقب إطلاق روسيا صاروخًا باليستيًّا فرط صوتي على مدينة دنيبرو الأوكرانية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في إطار ردها على سماح إدارة بايدن لأوكرانيا باستخدام الصواريخ طويلة المدى التي زودتها بها الولايات المتحدة لاستهداف الأراضي الروسية، انتشرت موجة من الادعاءات الزائفة والمضللة حول الصاروخ الروسي المعروف باسم "أوريشنيك".
فيديو منتشر على أنه لتحليق الصاروخ الروسي أوريشنيك
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يدّعي ناشروه أنه يوثق لحظة تحليق الصاروخ الروسي "أوريشنيك" قبل أن يضرب مدينة دنيبرو الأوكرانية.
بعد التحقق من المقطع، تبين لفريق "مسبار" أنّ الفيديو يظهر صاروخًا فضائيًا من طراز Soyuz-2.1a، وهو صاروخ مخصص لنقل المركبات الفضائية إلى محطة الفضاء الدولية، وليس له علاقة بالصاروخ "أوريشنيك" أو العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وتم إطلاق الصاروخ الروسي Soyuz-2.1a بنجاح من قاعدة بايكونور الفضائية يوم 21 نوفمبر الساعة 3:22 مساءً بتوقيت موسكو، حاملًا مركبة الشحن الفضائية Progress MS-29 إلى محطة الفضاء الدولية. تضمنت الحمولة أكثر من 2.4 طنًّا من الإمدادات الضرورية لدعم رواد الفضاء على متن المحطة.
ومن المتوقع أن تصل المركبة إلى وجهتها في غضون 50 ساعة تقريبًا، وتم التحامها بوحدة بويسك يوم 23 نوفمبر في تمام الساعة 5:36 مساء بتوقيت موسكو. ويُعدّ هذا الإطلاق الرابع لمركبة Progress MS خلال عام 2024، والسابع إجمالًا من منصة بايكونور الفضائية هذا العام.
وشملت الحمولة وقودًا بوزن 869 كيلوغرامًا، و420 كيلوغرامًا من مياه الشرب، و43 كيلوغرامًا من النيتروجين المضغوط. كما تضمنت المعدات العلمية أدوات لإجراء تجارب متقدمة مثل Vampire وBTN-Neutron-2، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الأطعمة والمشروبات وهدايا رأس السنة لرواد الفضاء.
ظاهرة قنديل البحر أم كسر لحاجز الصوت
تداولت حسابات وصفحات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي، معلومات تزعم أن الدخان االأبيض الساطع حول الصاروخ ناتج عن كسر حاجز الصوت.
لكن هذا الدخان الأبيض المحيط بالصاروخ الفضائي ليس ناتجًا عن كسر حاجز الصوت، بل هو ظاهرة تُعرف بـ"قنديل البحر الفضائي". تُعد هذه الظاهرة البصرية المدهشة إحدى السمات المميزة التي يمكن مشاهدتها في الطبقات العليا من الغلاف الجوي للأرض. تحدث هذه الظاهرة عند إطلاق الصواريخ الفضائية، مثل صاروخ Soyuz-2.1a، خاصةً خلال فترات الشروق أو الغروب، إذ تتفاعل الغازات المنبعثة من الصاروخ مع أشعة الشمس مما ينتج عنه توهج مضيء على هيئة جسم مركزي ساطع تحيط به "ذيول" ممتدة تشبه أذرع قنديل البحر، وذلك بسبب حركة الصاروخ والمسار الذي تسلكه الغازات المنبعثة.
أما الصواريخ فرط صوتية لا تصل إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي حيث تحدث ظاهرة "قنديل البحر الفضائية". لذلك، ترتبط هذه الظاهرة بشكل رئيسي بإطلاق صواريخ الفضاء التي تصل إلى طبقات الجو العليا.
مدى الصاروخ الروسي أوريشنيك
تداولت حسابات وصفحات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات تزعم أن الصاروخ الروسي "أوريشنيك" عابر للقارات.
كما ظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع فيديو يصف الصاروخ بأنه من نوع الصواريخ العابرة للقارات. في حين وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بث مباشر، الصاروخ بأنه "متوسط المدى"، مما يضع مداه ضمن فئة الصواريخ التي تتراوح بين 3000 و5000 كيلومترًا.
أشار الخبير العسكري إيليا كرامنيك، إلى أن الصاروخ يقع ضمن الحد الأعلى لفئة الصواريخ متوسطة المدى. كما أكد دميتري كورنيف، محرر موقع "ميليتري روسيا"، أن "أوريشنيك" يمثل أول استخدام قتالي لصاروخ متوسط المدى في تاريخ روسيا. بدورها وصفت نائبة السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأميركية، سابرينا سينغ، الصاروخ بأنه نموذج تجريبي جديد من الصواريخ متوسطة المدى يعتمد على تكنولوجيا صواريخ عابرة للقارات من طراز RS-26 Rubezh.
سرعة الصاروخ أوريشنيك
تداولت عدة حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات تزعم أن سرعة الصاروخ الروسي "أوريشنيك" تصل الى 20 ماخ.
في حين صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن السلاح يتحرك بسرعة تبلغ 10 ماخ، أي ما يعادل 2.5 إلى ثلاثة كيلومترات في الثانية (10 أضعاف سرعة الصوت).
من جهة أخرى، ذكرت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أن الصاروخ كان يعبر بسرعة تقارب 11 ماخ، واستغرق نحو 15 دقيقة للوصول إلى هدفه، قاطعًا مسافة تزيد عن 1000 كيلومتر (621 ميلاً)، انطلاقًا من موقع الإطلاق في منطقة أستراخان في روسيا.
اقرأ/ي أيضًا
ادعاءات مضللة عن استخدام الأسلحة النووية في الحرب الروسية الأوكرانية
الظواهر الجوية المجهولة بين الادعاءات الزائفة والتفسيرات العلمية