بعد ثلاث سنوات على تأديته القسم الرئاسي، كرّر ترامب ادعاءاته الكاذبة أكثر من 16200 مرة، حسب إحصائية صحيفة واشنطن بوست، التي توصلت إليها بالاعتماد على قاعدة بيانات تقوم بفحص الحقائق عبر تتبع وتحليل وتصنيف كل عبارة مشبوهة تلفّظ بها أو "غرّدها"، الرئيس الأميركي.
ووفقاً لإحصائية "واشنطن بوست"، فإنّ ترامب قدّم 1.999 ادعاءً كاذباً أو مضللاً خلال عام 2017. أمّا في عام 2018 وصل عدد مزاعم ترامب الزائفة إلى 7.688، وفي عام 2019 كان في جعبته 8155 ادعاءً مشبهوهاً، فكان مجموع ما قدمه ترامب من معلومات زائفة 16.241، حتى تاريخ 19 يناير/ كانون الثاني من العام الحالي.
والسبب الرئيسي في تضاعف أعداد ادعاءات ترامب الزائفة خلال عام 2019، هي الضجة التي أُثيرت حول قضية مكالمة ترامب الهاتفية مع الرئيس الأوكراني في 25 يوليو/ تموز من العام نفسه. التي سعى فيها لتقويض شعبية منافسه المحتمل جو بايدن في انتخابات الرئاسة 2020، عبر حض الرئيس الأوكراني على فتح تحقيق متعلق بتنقيب وإنتاج الغاز، مع نجل بايدن. وهكذا حاول ترامب عبر تصريحات مضللة وتكرار للادعاءات الزائفة أن يتجنب المساءلة في قضية مكالمته مع رئيس أوكرانيا.
على سبيل المثال، زعم ترامب قرابة 70 مرة أنّ الشكوى المقدمة ضده حول تلك المكالمة غير دقيقة، وادّعى أكثر من 100 مرة أنّ تلك المكالمة كانت مثالية، على الرغم من التحفظات والشكوك التي أثارها الكثيرون عن محتواها.
ومع اقتراب انتخابات الرئاسة الأميركية، كان ادعاء ترامب الأكثر تكراراً، 257 مرّة، هو أنّ الاقتصاد الأميركي اليوم هو الأفضل في التاريخ. بدأ الرئيس الأميركي هذا الزّعم في يونيو/ حزيران 2108، وسرعان ما انصبّ تركيزه على ترويجه عبر تكراره.
وقد ادعى ترامب 184 مرّة أنّه مرّر أكبر تخفيض ضريبي في التاريخ، بحيث يفوق التخفيض الذي حصل في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان عام 1981. إلا أن التخفيضات في عهد ريغان وصلت إلى 2.9%، في حين لم يقترب أي من المقترحات المقدمة لتخفيض الضرائب في عهد ترامب هذا المستوى. رغم ذلك استمّر ترامب بتكرار هذا الادعاء الزائف حتى بعد أن تم إقرار التخفيض بما يعادل 0.9% من الناتج المحلي الإجمالي، الأمر الذي يجعله ثامن أكبر تخفيض ضريبي خلال المئة عام الأخيرة.
ومن مزاعم ترامب المضللة أيضاً، قوله في 176 مناسبة، أنّ الولايات المتحدة خسرت أموالها بسبب العجز في الميزان التجاري. هذا الادعاء يعكس سوء فهم ترامب لأساسيات التجارة بين الدول. إذ لا تخسر الدول الأموال بسبب العجز في الميزان التجاري، لأنّ العجز هنا يعني أنّ الناس يشترون بضائع من بلد آخر، أكثر مما يشتري الناس هناك من بضائعهم. إضافة إلى أنّ العجز التجاري يتأثر بعوامل اقتصادية أخرى كمعدلات النمو والادخار والاستثمار.
وذكرت إحصائية "واشنطن بوست" أنّ ما يقارب 20% من ادعاءات ترامب، هي عبارة عن تغريدات على حسابه على "تويتر". وتجدر الإشارة أنّ قاعدة بيانات فحص الحقائق التي أنشأتها صحيفة واشنطن بوست، تتضمن محركاً سريعاً يمكنه تتبع وتحديد البيانات المشبوهة التي صدرت عن دونالد ترامب.
المصدر: The Washington Post