قال كبير الخبراء الأميركيين في مجال الأمراض المعدية أنتوني فوسي بتاريخ 11أكتوبر/تشرين الأول، إنّه لم يوافق على الظهور في إعلان من قبل حملة إعادة انتخاب الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب وإنّ تعليقاته تم وضعها دون إذنه.
وأكّد د. فوسي، الخبير الرائد في الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الأميركية، أن تعليقاته "أُخرجت من سياقها".
ويناقش الإعلان الذي تم إصداره الأسبوع الماضي جهود ترامب للتعافي شخصياً من فايروس كورونا المستجد، وكذلك عمل إدارته للتصدي للوباء، ويستخدم المقطع الذي تبلغ مدته 30 ثانية تصريحاتٍ قديمة من فوسي بطريقة توحي بأنّه يمدح الرئيس.
وهذه التصريحات مأخوذة من مقابلة أُجريت في مارس/ آذار الفائت إذ كان فوسي الذي شغل مديراً للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعديةNIAID منذ عام 1984، يناقش الجهود الواسعة لمكافحة الوباء خلال المقابلة، وذكر من ضمن هذه الجهود فريق العمل المعني بمواجهة الفايروس بالبيت الأبيض.
وأضاف فوسي في بيانٍ وجّهه إلى وكالات الأنباء العالمية "خلال ما يقرب من خمسة عقود من الخدمة العامة، لم أؤيد علانية أيّ مرشح سياسي".
ولفت بقوله "التعليقات المنسوبة لي دون إذني في إعلان حملة الحزب الجمهوري مأخوذة من سياق بيان واسع أدليت به قبل شهور حول جهود مسؤولي الصحة العامة".
وكانت حملة انتخابات ترامب أظهرت في واحد من الإعلانات الترويجية وجه الطبيب فوسي الذي اشتهر بمكافحة فايروس كورونا، وهو يقول "لا أستطيع تخيل أيّ شخص يمكن أن يفعل المزيد لمحاربة كوفيد_19"، في تلميحٍ ضمني بالإعلان إلى أنه يشير إلى ترامب، لكنه في الحقيقة يتحدث عن المجهودات الطبية.
وكان خبير الأمراض المعدية اختلف سابقاً مع ترامب حول كيفية التعامل مع الوباء في عدة مناسبات سابقة؛ صحّح خلالها معلومات الرئيس حول الفايروس.
ويظهر إعلان الحملة بأنّ الرئيس ترامب يتعافى من الفايروس وكذلك أميركا، قبل تشغيل مقطع الدكتور فوسي، وهو يقول "لا أستطيع أن أتخيل أيّ شخص يمكن أن يفعل أكثر من ذلك".
وفي التصريحات التي تم استغلال سياقها كان عالم الأوبئة قد قال بالتفصيل إلى قناة فوكس نيوز "لقد كرست وقتاً كاملاً لهذا الأمر؛ فأنا في البيت الأبيض تقريباً كل يوم مع فريق العمل، ولا أستطيع أن أتخيل أنّه تحت أي ظرف من الظروف يمكن لأيّ شخص القيام بالمزيد ".
ودافع ترامب عن استخدام المقطع مغرداً على حسابه في تويتر "إنها بالفعل كلمات الدكتور فوسي، لقد قمنا بعملٍ استثنائي".
وقال تيم مورتو، المتحدث باسم حملة ترامب في تصريح لشبكة فوكس نيوز "هذه كلمات فوسي نفسه، الفيديو من مقابلة تلفزيونية بُثّت على الصعيد الوطني حيث كان الدكتور يشيد بعمل إدارة ترامب".
وأضاف "الكلمات المنطوقة دقيقة، ومباشرة من فم فوسي. فقد أخذ الرئيس ترامب الفايروس على محمل الجد منذ البداية، وتصرف بسرعة، وأنقذ الأرواح".
ويأتي هذا الخلاف في الوقت الذي يعود فيه الرئيس ترامب إلى استئناف حملته الانتخابية بعد يومين فقط من إعطاء الأطباء الضوء الأخضر له لاستئناف الحياة العامة بعد علاجه من فايروس كورونا.
وقد أُطلق الإعلان التجاري في ولاية ميشيغان الرئيسيّة، بعد خروج ترامب من مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني الذي عولج فيه من إصابته بالفايروس.
من هو د. فوسي؟
خاض الطبيب الأميركيّ منذ عقود حرباً حقيقية لتشخيص مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، ثم نُسب له الفضل في رفع القيود المفروضة على المرضى المصابين بالإيدز خلال التجارب السريرية للوصول إلى علاج للمرض.
ووصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنّه الوجه الأشهر لمحاربة الإيدز، لافتة إلى أنه أحد الأطباء الذي يجري تجاربه بنفسه.
وبعد مواجهة الإيدز والمساهمة في الأبحاث الخاصة به، كان د. فوسي على موعد مع وباء جديد في 2020 بعدما صار وجه أميركا في حربها على فايروس كورونا، كما وصفه البعض بأنه مروّض ترامب، ومصحّح المعلومات الخاطئة التي ينطق بها.
فالرجل الذي قدَّم المشورات لـ6 رؤساء أميركيين في السابق، كان واقفاً خلف الرئيس الأميركي يتابع كل ما ينطق به الرئيس بصمت، قد يضحك بعض الأحيان، إلا أنّه كان يحاول الحفاظ على الجدية، وهو يستمع إلى المعلومات الخاطئة التي يتحدث بها ترامب.
وأشارت بي بي سي في تقريرٍ لها إلى أن وجود د. فوسي خلف ترامب منح الشعب الأميركي حالة من الاطمئنان؛ فهو دائماً ما يتحدث بالعلم والمنطق لتصحيح أخطاء الرئيس، خاصةً فيما يتعلق باستخدام أدوية بعينها لعلاج فايروس كورونا، أو موعد طرح العلاج الذي قال ترامب عنه أنّه يأمل بإنتاجه قريباً، بينما أكّد الطبيب بأن اللقاح لن يكون جاهز قبل عام ونصف على الأقل.
المصادر:
