يبدو أن أعوام الخلافات الحادة بين مصر وتركيا بدأت تتبدد، إذ شهدت الآونة الأخيرة خطوات نحو التقارب بين القاهرة وأنقرة.
شهدت العلاقات التركية المصرية تدهورًا منذ عام 2013، حين استدعت تركيا سفيرها في القاهرة في أعقاب فض اعتصام رابعة، وردّت القاهرة بتحركٍ موازٍ بسحب سفيرها في تركيا، واستمرت العلاقات في التدهور مع اشتداد التراشق الإعلامي على مدار الأعوام السابقة.
ظهرت مؤخرًا بوادر التهدئة بين البلدين، عقب إعلان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، عودة التواصل الدبلوماسي بين البلدين، وهو ما أكده نظيره المصري لاحقًا.
وأولى تلك البوادر هي توجيه تركيا للقنوات المصرية المعارضة "بضبط خطابها الإعلامي والالتزام بمواثيق العمل الصحفي، وتجنب النقد الشخصي للمسؤولين المصريين".
الأمر الذي رحب به وزير الإعلام المصري أسامة هيكل متوقعًا أن "يلتزم الإعلام المصري بالتهدئة حيال تركيا حتى يسمح بخلق مناخ ملائم للتفاوض".
وقال هيكل في تصريحات لـ بي بي سي نيوز عربي إنّ هذه البادرة "يمكن أن تخلق مناخًا مشجّعًا للحوار بين البلدين وحلّ المشاكل العالقة بينهما منذ سنوات".
فيما أوضح أوغلو في تصريحات صحفيّة إنّ البلدين "لم يضعا أي شروط مسبقة" في التشاور من أجل عودة العلاقات. لكنه أقر بأنه "ليس من السهل التحرك وكأنّ شيئًا لم يكن في ظل انقطاع العلاقات لسنوات طويلة."
هذا التحرك الدبلوماسي رافقه انتشار للأخبار الزائفة والمفبركة كان أبرزها مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه خطاب حديث للرئيس التركي يتراجع فيه عن موقفه تجاه مصر ويمدح السيسي، وذلك عقب الأنباء عن عودة العلاقات المصرية التركية.
تحقق مسبار من المقطع المتداول ووجد أن المقطع الأصلي يعود إلى عام 2016 ، ولم يتحدث أردوغان عن مصر أو السيسي نهائيًا فيه.
وفي السياق ذاته انتشر تصريحان على لسان أردوغان منسوبان لصفحة الجزيرة مصر ، التصريح الأول يقول فيه أردوغان "سنقوم بتدريس ثورة 30 يونيو في الجامعات التركية". أما التصريح الثاني يقول فيه "لدينا معلومات مؤكدة أن جماعة الإخوان في مصر تتواصل مع جماعة غولن الانقلابية".
التصريحان المنسوبان لأردوغان زائفان ولم تنشرهما أي وسيلة إعلام عربية أو تركية.
القنوات المصرية المعارضة في تركيا والمعارضون المصريون هناك كان لهم نصيب من الفبركات بعد التحرك الأخير. فتداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ تاريخ 19 مارس الجاري، صورًا ومقاطع فيديو لأغنية "تسلم الأيادي" المصرية المساندة للجيش، ادعت أنَّ قناة الشرق المصرية المعارضة، بثتها في أحد برامجها.
وكان الإعلامي المصري باسم يوسف من أول المستخدمين الذين نشروا الخبر في حسابه الرسمي على موقع فيسبوك، وشاركته آلاف الحسابات.
بعد التحقق من المقطع وجد "مسبار" أن الفيديو مفبرك إذ لم تبث قناة الشرق الأغنية في أي من برامجها، بل تم تركيب شعار القناة على الأغنية لتبدو كأنها قامت بنشرها.
خبر أخر تم تداوله بشكل واسع على صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء فيه أن "تركيا أعلنت رسميًا أنها تُمهل كل من ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين 90 يومًا لتصفية كل ممتلكاتهم ومغادرة أراضيها".
الخبر زائف، ولم يصدر عن تركيا أي قرار بهذا الشأن، كما أن مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، نفى بشكل قاطع اعتزام أنقرة توقيف صحفيين، ومعارضين مصريين مقيمين في البلاد، وتسليمهم للقاهرة.
فيما تتداول حسابات وصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، منذ تاريخ 20 مارس الجاري، منشورًا منسوبًا لصفحة مدير قناة الشرق أيمن نور، ينتقد فيه تركيا والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بسبب الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الدولة تجاه القنوات المصرية المعارضة على أرضها.
تحقق "مسبار" من المنشور المتداول وتبين أنه زائف، فهو مفبرك ولم يُنشر على الصفحة الرسمية للمعارض المصري أيمن نور، وإنما على صفحة تنتحل اسمه. ونفى الحساب الرسمي لأيمن نور على موقع فيسبوك أن يكون المنشور عائدًا له.
المصادر: