نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ يومين، صورة من الصفحة الخاصة بالتعريف بإسرائيل على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية التركية، وادّعت أن الوزارة قامت مؤخرًا، بتغير اسم عاصمة إسرائيل إلى "القدس".
فهل غيرت الخارجية التركية اسم عاصمة إسرائيل إلى القدس؟
بالعودة إلى الصفحة الخاصة بإسرائيل على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية التركية، تبين أنها تضع علامة (*)، عند كلمة العاصمة ولم تذكر أن عاصمتها الحالية هي القدس كما هو متداول.
وتضيف الخارجية عبر الصفحة نفسها، أن "إسرائيل أعلنت عاصمتها القدس عام 1980 ونقلت مؤسسات الدولة إلى هذه المدينة. ومع ذلك، لم يقبل المجتمع الدولي هذه الخطوة أحادية الجانب، وبلادنا لديها سفارتها في تل أبيب حسب حدود الهدنة لعام 1949".
بالبحث العكسي عن الصورة المتداولة، عثر "مسبار" على حسابات تركية شاركت صورة قديمة في الأعوام السابقة تظهر أنّ الخارجية التركية كانت تشير عام 2012 إلى أن القدس عاصمة إسرائيل، وأرفقت مع الصورة رابطًا مؤرشفًا لموقع الوزارة، حينها.
وبالعودة إلى الرابط المرفق مع الصورة تبين أنه يعود لموقع الخارجية التركية بالفعل، وتحديدًا في سبتمبر/أيلول عام 2012، وكان موقع الوزارة، آنذاك، يكتب أن القدس عاصمة إسرائيل.
ودقق "مسبار" في العناصر الموجودة في الصورة المتداولة حاليًا، وعثر على نسخة أخرى مؤرشفة لموقع وزارة الخارجية التركية في فبراير/شباط 2015، وتبين أنها تتطابق تمامًا مع الملف المؤرشف لوزارة الخارجية التركية، حينها، إذ يظهر أن عدد سكان إسرائيل المذكور في الموقع والمكتوب على الصورة المتداولة نفسه (7.645.500). كما يظهر أن رئيس الدولة المذكور هو رؤوفين ريفلين الذي شغل منصب الرئيس العاشر لإسرائيل بين عامي 2014 و2021، بالإضافة إلى أن رئيس الوزراء، آنذاك، هو بنيامين نتنياهو والذي كان أيضًا يدير وزارة الخارجية في الوقت نفسه.
الادعاء المتداول
نسخة مؤرشفة من موقع الوزارة في فبراير 2015
في حين يذكر موقع الخارجية التركية الآن، الرئيس الحالي لإسرائيل إسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء الذي عاد إلى منصبه مرة أخرى بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية إيلي كوهين، كما يوضح الموقع العدد الحالي لسكان إسرائيل (9.656.000).
صفحة إسرائيل في الخارجية التركية حاليًا
ووجد "مسبار" نسخة أخرى مؤرشفة لصفحة إسرائيل على موقع الخارجية التركية في مارس/آذار عام 2015، أي بعد حوالي شهر من النسخة المؤرشفة السابقة، وتبين أن الخارجية التركية وضعت علامة (*) في خانة عاصمة الدولة. ما يُرجح أن موقع الخارجية التركية عدل عاصمة إسرائيل من القدس إلى (*) منذ ذلك الوقت، وهو ما أكدته منصة teyit التركية في تقرير سابق.
حساب إسرائيلي روج للخبر المتداول
ومن أوائل الحسابات التي نشرت الخبر المتداول، حديثًا، وروجت له، حساب إخباري إسرائيلي على موقع تويتر اسمه Haber İsrael (أخبار إسرائيل)، يغرد من إسرائيل باللغة التركية، ونشر التغريدة مع تعليق "شكرًا وزارة الخارجية في جمهورية تركيا.. كتبت عاصمتنا القدس"، وحققت تغريدته أكثر من مليون و700 مشاهدة على المنصة حتى الآن، منذ نشرها في 23 مايو الجاري,
وينشر الحساب ويشارك العديد من الروايات الإسرائيلية التي تدعم الاحتلال، وتسيء للفلسطينيين والعرب، ما يوضح أنه يستهدف الجمهور التركي ويخاطبهم بلغتهم ويتعمد إثارة الجدل عن العرب والشعب الفلسطيني.
ويقوم الحساب بمتابعة أغلب الحسابات الحكومية الإسرائيلية، كما تتفاعل معه وتتابعه الكثير من الحسابات الإسرائيلية منها التابعه لشخصيات تعمل في مناصب حكومية.
سفارة تركيا في تل أبيب
ويُذكر أن لدى تركيا سفارة وحيدة في إسرائيل موجودة في تل أبيب. وفي يناير/كانون الثاني الفائت، تم اعتماد السفير التركي لدى تل أبيب شاكر أوزكان تورونلار، للمرة الأولى منذ عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وكانت أنقرة قد سحبت سفيرها من إسرائيل في مايو 2018، وطردت المبعوث الإسرائيلي، آنذاك، وذلك بعد مقتل عشرات الفلسطينيين على يد الاحتلال الإسرائيلي، وردّت إسرائيل على ذلك بإعادة القنصل التركي في القدس إلى بلاده.
قانون الكنيست يعتبر القدس عاصمة إسرائيل
ويُذكر أنه في 30 يوليو/تموز عام 1980، أصدر الكنيست الإسرائيلي ما يسمى "بالقانون الأساسي"، حول ضم القدس الشرقية إلى القدس الغربية واعتبارها عاصمة موحدة لإسرائيل.
وقوبلت هذه الخطوة برفض دولي، وفي 30 أغسطس/آب 1980 أدان مجلس الأمن الدولي محاولة إسرائيل ضم القدس الشرقية وإعلان القدس عاصمة "كاملة وموحدة" لإسرائيل، وأصدر قرارًا يشير إلى عدم امتثال إسرائيل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 476، واعتبارها تنتهك القانون الدولي.
كما نص القرار على أن المجلس لن يعترف بهذا القانون، ودعا الدول الأعضاء لقبول قرار المجلس وسحب بعثاتها الدبلوماسية من المدينة.
تركيا تدين اعتراف ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل
وفي 21 ديسمبر 2017، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، اعتراف إدارته بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، في خطوة سبقتها إدانات وانتقادات عربية ودولية.
وأدانت وزارة الخارجية التركية بعدها قرار الرئيس الأميركي السابق، ووصفت تصريحات ترامب بـ"غير المسؤولة"، وأضاف البيان أن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، يعتبر انتهاكًا واضحًا للاتفاقات الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب إلى الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وجاء ذلك خلال انعقاد قمة منظمة التعاون الإسلامي في مدينة إسطنبول، بطلب منه عقب صدور قرار ترامب.
مضيفًا "لا يمكننا التحدث عن السلام الدائم والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والعالمي دون إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية. إن مثل هذه الخطوات التي تنتهك القانون الدولي وتخدش الضمائر، من شأنها أن تزعزع الثقة في النظام الدولي والأمم المتحدة. لذا لا يمكننا أن نقف موقف المتفرج حيال هذا الوضع الذي يتعلق بمستقبلنا جميعًا".
المصادر:
اقرأ/ي أيضًا
أوميت أوزداغ يدلي بادعاءات مضللة عن اللاجئين خلال إعلان دعمه كليجدار أوغلو
تضليل الرواية الإسرائيلية حول الجيوش العربية في نكبة فلسطين 1948