تحدثت تقارير إعلامية بتاريخ 22 أبريل/نيسان الجاري، عن هروب مدير منصة تداول العملات الرقمية التركية Thodex، فاروق فاتح أوزر، إلى خارج البلاد، وبحوزته أكثر من 2 مليار دولار، وأنَّ هذه الحادثة تعتبر أكبر عملية نصب في تاريخ الجمهورية التركية.
الواقعة هزت سوق العملات المشفرة في تركيا، وتحولت في الساعات الأخيرة إلى الحدث الأبرز على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في تركيا وغيرها.
ووفق التقاير، بدأت القصة حين قام أوزر، بإغلاق حساباته على موقعي التواصل الاجتماعي توتير وانستغرام، ثم أعلن في بيان على موقع Thodex أنَّ المستخدمين لن يتمكنوا من استخدام الموقع لمدة 6 ساعات أولًا، ثم لمدة أربعة إلى خمسة أيام، بسبب شراكة جديدة.
وقال في البيان قبل إغلاق الموقع "مع الاهتمام المتزايد بأصول التشفير في السنتين الفائتتين، أصبح من المحتمل أن تنمو أسواق الأسهم ونتخذ خطوات جديدة. لفترة طويلة قدمت العديد من البنوك وشركات التمويل عروضًا للاستثمار في شركتنا ومن أجل تقديم خدمة أفضل لكم، فقد تقرر تقييم عرض الشراكة بشكل إيجابي، وسنعلن عن الاسم عند اكتمال عملية الاتفاق، ومن أجل استكمال هذه العملية، تم إيقاف العمليات لإكمال عملية النقل التي ستستغرق حوالي 4-5 أيام عمل، وخلال هذه الفترة سيتم توفير معلومات منتظمة لمستخدمينا".
وبعد الإعلان عن مشاكل في الموقع ثم إغلاقه تمامًا، أصيب المستثمرون بالذعر، وحاول البعض منهم اقتحام مقر الشركة، وقدم المستثمرون شكاوى للنائب العام ضد الشركة.
وقال مستثمرون في المنصة لموقع الحرة، إنهم لم يتمكنوا من الدخول إلى حساباتهم "بأي شكل من الأشكال، منذ ثلاثة أيام مضت".
ونقلًا عن الموقع، أوضح أحد المستثمرين في سياق حديثه: "نواجه تحذيرات ورسائل تنبيه في أثناء محاولة الدخول للحسابات، وأيضًا عند محاولة الدخول لموقع المنصة. نحن في حالة ذعر ومعنا مئات آلاف المستثمرين".
أوز إفرين كيليش، أحد محامي ضحايا عملية السرقة والمقدر عددهم بـ 391 ألف شخص، قال إنَّ أصحاب الأرصدة واجهوا مشكلة في تحويل الأموال لبضعة أيام، قبل أن يتفاجؤوا بقطع وصولهم إلى حساباتهم وإغلاق المنصة؛ ليبدأ الذعر بين الضحايا، ثم رفعوا شكاوى جنائية إلى النيابة العامة التركية.
وأضاف المحامي أنَّ هناك قرابة 400 ألف حساب في المنصة، 391 ألفًا منهم حسابات نشطة، و"سوق الأوراق المالية لديه حجم معاملات شهريًا يبلغ 100 مليار ليرة، أي حوالي 12 مليار دولار"، وقال "إننا نقدر أنَّ حوالي ملياري دولار من الأموال قد تبخرت، وهذه أكبر قضية احتيال في تاريخ الجمهورية التركية".
بدأ مكتب المدعي العام في اسطنبول، أمس الخميس، تحقيقًا رسميًا مع الشركة بشأن تشكيل منظمة إجرامية والاحتيال المنظم، وذهبت الشرطة إلى المقر الرئيسي للشركة ولم يكن هناك أحد، ولا تزال التحقيقات جارية.
وكشفت السلطات عن صورة أوزر أثناء مغادرته مطار اسطنبول الدولي، بتاريح 20 أبريل الجاري، وكان متجهًا إلى ألبانيا.
وفي صباح اليوم، الجمعة، طلبت تركيا من المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول)، بتسليم فاروق أوزر إلى البلاد. كما تحدث وزير الداخلية سليمان صويلو مع وزير الداخلية الألباني بليدار كوتشي عبر الهاتف وطالب بالقبض على أوزر وتسليمه.
وأدلى أوزر ببيان نشر على الموقع وفي حسابه على موقع انستغرام، نفى فيه هذه الاتهامات، وقال أوزر: "عندما تم فحص البيانات المالية والرقمية خلال مفاوضات الشراكة التي استمرت لمدة 3 أشهر تقريبًا، تقرر أنَّ هناك تقلبًا غير طبيعيّ في حسابات الشركة. وكان الموقع مغلقًا مؤقتًا لتحديد أسباب ومصادر ذلك".
وأضاف أوزر: "بينما كان فريقنا الفني في الشركة يقوم بهذا البحث، سافرت شخصيًا إلى الخارج لإجراء مقابلات نهائية مع مستثمرين أجانب في 19 أبريل الجاري، ووفقًا لنتائجنا الأولية، هناك حالات مشبوهة في ما يقرب من 30 ألفًا من 700 ألف مستخدم لدينا، وهؤلاء الأشخاص متاحون أيضًا في حسابات الشركة لرسوم الدخول المصرفي على المنصة. وأعلن للجمهور أنه لن يكون أيُّ مستخدم ضحية".
كما نفى أوزر، هروبه بمبلغ 2 مليار دولار، وأعلن أنه سيعود إلى تركيا قريبًا وسيذهب بنفسه للتحقيقات ومساعدة السلطة القضائية في القضية، مطالبًا الجماهير بعدم التشهير فيه.
يُذكر أنَّ "Thodex" هي بورصة للعملات الرقمية، تأسست في عام 2017، ومقرها في تركيا. وكانت تعمل بموجب ترخيص "FinCen MSB" في الولايات المتحدة، وكانت مفتوحة للمستخدمين في جميع أنحاء العالم.
وتأتي هذه الواقعة بعد أيام من إعلان البنك المركزي التركي حظر استخدام العملات الرقمية في شراء السلع والخدمات، وأوضح في بيان نُشر بتاريخ 16 أبريل الجاري، أنَّ هناك أضرار محتملة غير قابلة للإصلاح ومخاطر كبيرة في تلك التعاملات.
المصادر: