أطلقت روسيا حملة كبيرة بالاعتماد على الوزارات والشركات ووسائل الإعلام الموالية للكرملين، للترويج للقاح فايروس كورونا المستجد، سبوتنيك 5، ونشر أخبار كاذبة بأن الغرب والاتحاد الأوروبي يُحاولان التقليل من فاعلية اللقاح الروسي، حسبما ذكرت وكالة تابعة للاتحاد الأوروبي في تقرير أمس الأربعاء، 28 أبريل/نيسان الجاري.
أنجز فرع الاتصالات الاستراتيجية التقرير، وهو تابع لخدمة العمل الخارجي في الاتحاد الأوروبي (EEAS)، التي تُمثل وزارة خارجية التكتل المكون من 27 دولة. وقالت إن جزءًا من الحملة يهدف إلى زرع عدم الثقة في وكالة الأدوية الأوروبية.
بدأت الإي أم إيه (EMA)، الهيئة التي تنظم اللقاحات والأدوية التي يمكن طرحها في سوق الاتحاد الأوروبي، في مراجعة متجددة لسبوتنيك 5 الشهر الفائت، لكنها لم توافق على استخدامه بعد.
وقال التقرير "الحملة الروسية للترويج للقاح سبوتنيك 5 تسارعت وتطورت إلى نهج حكومي كامل، يشمل سلطات الدولة والشركات المملوكة لها ووسائل الإعلام الحكومية في تدخلات شبه يومية".
رد حساب سبوتنيك 5 الرسمي، على موقع تويتر، على تقرير الاتحاد الأوروبي في وقت متأخر من يوم الأربعاء بسلسلة من التغريدات، قائلًا إن اللقاح هو "محطّ هجمات معلوماتية يومية مؤسفة معظمها من قِبل بعض وسائل الإعلام في الاتحاد الأوروبي، الأمر الجليّ لأي مواطن هناك".
وقالت في تغريدة أخرى "إذا اعتقدت EEAS إنّ أيّة معلومات محددة ليست دقيقة، فنحن نقدّر رسالة رسمية تحدد البيانات التي تبدو غير صحيحة من الناحية الواقعية بعينها، لأننا نعتقد أن جميع تصريحاتنا صحيحة من الناحية الواقعية".
في الشهر الفائت، رفض الكرملين اتهامات مماثلة من قبل المسؤولين الأميركيين وقال إن روسيا لم تشارك مطلقًا في أية حملات تضليل تستهدف لقاحات كوفيد-19 في دول أخرى.
جاء في تقرير حول المعلومات المضللة المرتبطة بالفايروس في الفترة بين شهري ديسمبر/كانون الأول وأبريل/نيسان، إن المسؤولين الروس "يُشاركون أيضًا في رسائل معادية، باستخدام معلومات مضللة لاتهام الغرب والاتحاد الأوروبي بتخريب اللقاح الروسي".
اتهم خبراء التضليل في الاتحاد الأوروبي وسائل الإعلام الموالية للكرملين، بما في ذلك حساب سبوتنيك 5 الرسمي على موقع تويتر، بمحاولة "تقويض ثقة الجمهور بالـEMA، والتشكيك في إجراءاته وحياده السياسي".
وقال التقرير إن الخطة بدت وكأنّها "لتقويض وتفتيت النهج الأوروبي المشترك لتأمين إمدادات اللقاح".
عندما أعلنت وكالة الطاقة الأوروبية أنها كانت تدرس اللقاح الروسي في أوائل مارس/آذار الفائت، قالت الوكالة، إنه في حين لا تستطيع التنبؤ بالمدة التي ستستغرقها عملية الدراسة، "يجب أن يستغرق الأمر وقتًا أقل من المعتاد لتقييم التطبيق النهائي بسبب العمل المنجز خلال الاستعراض المتداول".
وقال تقرير التضليل الإعلامي إن وسائل الإعلام الموالية للكرملين تحاول نشر مزاعم بأن الـEMA تؤجل إبراز نتائج الدراسة.
المفوضية الأوروبية، التي كانت تعمل على تأمين عقود مع صانعي اللقاحات نيابة عن دول الاتحاد الأوروبي، لا تنوي طلب لقاح سبوتنيك 5، لكن وزير الصحة الألماني قال في وقت سابق من هذا الشهر إنّ برلين تُخطط لإجراء محادثات مع روسيا لمعرفة ما إذا كان الاتفاق الفردي ممكنًا.
في أماكن أخرى من الاتحاد الأوروبي، غدت المجر في شهر فبراير/شباط الفائت أول دولة في الكتلة تبدأ في استخدام لقاح سبوتنيك 5، وسينوفارم الصيني، ولم تتم الموافقة على أي منهما من قبل الـEMA.
في الشهر الفائت، انهارت حكومة سلوفاكيا بعد أن دبر رئيس وزرائها السابق صفقة سرية لشراء مليوني جرعة من سبوتنيك 5، على الرغم من الخلافات مع شركائه في التحالف.
عدم وجود موافقة من قِبل الـEMA يترك أي حكومة تختار استخدام سبوتنيك 5 أكثر عرضة للمساءلة القانونية في حالة حدوث أية مشاكل أثناء تلقي الجرعات.
المراجع
