تُشكل المعلومات المضللة عبر الإنترنت تهديدًا خطيرًا، بدءًا من العلاجات الوهمية لكوفيد-19 وصولًا إلى المعلومات الخاطئة التي تؤثر على الانتخابات السياسية.
كبار السن معرضون للخطر على نحو خاص. كان الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا أكثر عرضة لمشاركة محتوى خاطئ أو مضلل على موقع فيسبوك خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، وفقًا لدراسة أجراها باحثون في جامعة برينستون وجامعة نيويورك. وتعرض كبار السن أيضًا لمزيد من المعلومات المضللة على موقع تويتر خلال تلك الانتخابات.
يجب أن يتعلم كبار كيفية تجنب المعلومات المضللة لحماية أنفسهم ولأنهم نشيطون على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الممارسات السياسية مثل الانتخابات.
كان أكثر من نصف الذين يعملون في جمع الأصوات أثناء انتخابات 2016 يبلغون من العمر 61 عامًا أو أكثر، وفقًا لمركز بيو للأبحاث. كما أن الناخبين الأكبر سنًّا في الولايات المتحدة هم أيضًا أكثر ميلًا للتصويت من المجموعات الأصغر سنًّا.
وجدت دراسة علمية نُشرت في مجلة نيتشر في شهر مارس/آذار الفائت أن العديد من الأشخاص شاركوا معلومات خاطئة على مواقع التواصل الاجتماعي لأنهم لم يُولوا اهتمامًا وثيقًا بالمحتوى ومدى مصاقيته. إلا أنهم كانوا أقل عرضة لتبادل المعلومات الخاطئة بعد أن طُلب منهم تقييم دقة عناوين الأخبار. مجرد أخذ المزيد من الوقت لتقييم المصادر يمكن أن يساهم في تخفيف انتشار المعلومات المضللة.
إليكم بعض النصائح لكبار السن تقيهم من الأخبار الزائفة على الإنترنت:
تأكد من المصادر وسياق الخبر
من الممكن للأخبار الزائفة أن تأتي من أي مكان، لذلك عليك الحذر دائمًا. افتح الخبر ولا تكتفِ بالعنوان، واستكشف المصادر التي استخدمتها الوسيلة الإعلامية لبناء روايتها. تفحّص تلك المصادر وفكّر في مدى مصداقيتها أو علاقتها بالخبر نفسه، فلن تكون وزارة المياه والري المسؤولة عن التصريحات الحكومية الرسمية عن أعطال الكهرباء على سبيل المثال.
عليك تفقد المواقع الإلكترونية، هل تنتهي مثلًا بكلمة .org أو .gov أو .edu، والتي تعني على الترتيب: موقع خاص بمؤسسة، وهيئة حكومية، وهيئة تعليمية.
كُن نقديًّا تجاه الصور المتداولة على الإنترنت
ابحث عن الزوايا مفككة و/أو الإضاءة الغريبة وغير المنطقية لاكتشاف ما إذا كان قد تم التلاعب بالصور. مرة أخرى، لاحظ المصدر والسياق.
في دروس عبر الإنترنت استضافتها شركة سينيور بلانيت، ناقش جون سيلفا، مدير التعليم في مشروع News Literacy Project غير الربحي، صورة ثعبان مع انتفاخ على شكل بندقية في جسمه. عندما سأل المشاركين عن أفكارهم بشأن الصورة، قال أحدهم "لماذا يريد ثعبان أكل مسدس؟". تبين أن الثعبان المزيف عبارة عن عمل فني. لكن خارج السياق الحقيقي للصورة، قد يعتقد شخص ما أنها ابتلعت مسدسًا بالفعل.
الآراء مقابل الحقائق
علينا أن نفهم الفرق بين الرأي والحقائق، خاصة وأن أي شخص يمكنه نشر محتوى عبر الإنترنت يعبّر فيه عن رأيه.
"القراءة الجانبية" (lateral reading) - أو التحقق من مصادر موثوقة أخرى للتحقق من المعلومات أثناء قراءتك - هو مصطلح استخدمته مجموعة Stanford History Education Group لأول مرة.
الأسئلة الرئيسية التي يجب أن تطرحها على نفسك أثناء قيامك بذلك: "من وراء هذه المعلومات؟ ما هو الدليل الذي استُخدم في الخبر؟ ماذا تقول المصادر الأخرى؟"، كما نوصيكم بمتابعة مواقع التحقق من الأخبار مثل "مسبار".
تقول نيكول كوك، الأستاذة في كلية علوم المعلومات بجامعة ساوث كارولينا، إن المكتبات يمكنها أيضًا توفير موارد مفيدة. قد تقدّم المكتبات فعاليات للتعرف على ماهية التربية الإعلامية، كما يتم تدريب أمناء المكتبات على تحليل المعلومات.
تريّث قبل مشاركة الأخبار أو التفاعل معها
ينصح جان سيتزفاند، نائب رئيس برامج AARP: "توقف، وفكّر، وتحلّى بمزيد من ضبط النفس". تقدم AARP ندوات مجانية عبر الإنترنت حول المعلومات الخاطئة. يضيف سيتزفاند أن تفاعل الأشخاص مع المحتوى المضلل والذي يهدف فقط لجذب عدد قرّاء كبير، من خلال الإعجابات أو التعليقات قد يكون وسيلة للمواقع وأصحاب هذا النوع من المحتوى لتحصيل المزيد من الإيرادات.
إذا نشر الأصدقاء أو العائلة معلومات خاطئة عبر الإنترنت، فقدّم مصادر وأدلة للتحقق من الخبر الذي تداولوه.
احذر من البوتّات والمتصيّدين
البوتّات هي حسابات آلية مزيفة. يمكنك تمييزهم من خلال عدة خصائص، مثل أن يكون الحساب جديدًا ولديه عدد قليل من المتابعين، ودون صور شخصية منشورة، واسم المستخدم لديه غريب ويحتوي على الكثير من الأرقام، وتصدر عنه تعليقات تهدف لإثارة الجدل أو غير منطقية. غالبًا ما تكون البوتات والمتصيدون من مثيري الشغب عبر الإنترنت.
سواء أكانت بوتّات أم لا، فكّر مليًّا قبل التعامل مع شخص لا تعرفه عبر الإنترنت.
المراجع
اقرأ/ي أيضًا:
مراجعة للمعلومات المغلوطة عن كوفيد-19 على مواقع التواصل الاجتماعي