نشر نوفل سعيد، شقيق الرئيس التونسي قيس سعيّد بتاريخ 25 سبتمبر/أيلول الجاري، صورة على موقع فيسبوك، قال إنّها "تعود إلى 28 يونيو/حزيران الفائت، لمواطن تونسي يموت أمام المستشفى في محافظة القيروان بسبب فقدان الأكسجين".
وأضاف "بعد هذا وقبله قولوا لي من هو المنقلب بحسب رأيكم، أهي المنظومة التي قادت البلاد على امتداد عشرية كاملة وانقلبت على مطالب الشعب، أم من يقود الإصلاح مع الشعب و بتفويض منه؟
وتابع "أعلم سيسارع الكثيرون فيقولون... هذا لا يبرر هذا... ولكن دعوني أقول لهم أيضًا إنّ هذا لا ينفي هذا... إنّ استجابة الرئيس يوم 25 يوليو/تموز كانت متناسبة مع هول الدمار الذي لحق بالشعب التونسي ومن جنس الخراب الشامل الذي عرفته الدولة التونسية... الدوس على الخراب و معالجته... ليس انقلابًا.... نعم دولة القانون مكسب لا تفريط فيه... والحفاظ على الديمقراطية والحقوق و الحريات بل و تعزيزها أمر لا محيد عنه".
أحدثت الصورة جدلًا وعلّق البعض مشككًا في روايته. وبالعودة إلى الصورة التي تحدث عنها نوفل سعيّد وجد "مسبار" أنّها فعلًا تعود لمواطن تونسي يعمل مقدمًا في الشرطة، يُدعى جمعة عبود، وهي مقتطعة من مقطع فيديو يظهر فيه بزي مدني يصارع الموت أمام مستشفى في مدينة القيروان.
وقالت صفحات منسوبة لمؤسسات أمنية إنه كان "ينشد الحصول على جرعة أوكسجين أمام مستشفى المدينة"، كما أحدثت الواقعة جدلًا محليًا.
في المقابل، صرح مدير الصحة في القيروان محمد رويس لوكالة لأناضول، أنّ النيابة العامة "أمرت بفتح تحقيق قضائي حول ملابسات وفاته وتم عرض جثمانه على الطبيب الشرعي".
وأضاف أنّ "الفقيد هو مريض بكورونا حضر إلى المستشفى المحلي بالسبيخة الأحد وكانت حرارته مرتفعة إضافة إلى ارتفاع نسبة السكر في دمه، وتم نقله إلى قسم الطوارئ في مستشفى ابن الجزار وكان يحمل ملفًا طبيًّا".
وبين أنّه "أجريت للمريض تحاليل بقسم الطوارئ وقدمت له جرعات أوكسيجين تحت إشراف الطبيب المناوب وبعد تحسن حالته طلب الخروج من المستشفى".
وتابع أنّه "بعد خروج المريض من المستشفى انتكست صحته وحاول الرجوع إلى قسم الطوارئ لكنه سقط أرضًا ولم يتمكن من الوقوف والوصول إلى القسم، كما لم يقم أي شخص بإعلام الطوارئ عن الحالة".
في السياق ذاته قال بومدين عبود شقيق الفقيد، إن العائلة تنتظر تحقيق النيابة العمومية وتقرير الطبيب الشرعي، حول وفاة شقيقه.
وأضاف "ما أعلمه أنّ شقيقي سقط أرضًا بمنزله ونقلته زوجته وقريب له إلى المستشفى المحلي بالسبيخة، فتبين أن مستوى السكر انخفض وتم نقله إلى مستشفى ابن الجزار بالقيروان".
وأكّد أنّ شقيقه منذ سنة 2010 يعاني من جلطات ويتردد على المستشفى ومع ذلك يواصل العمل.
وكلّف هشام المشيشي رئيس الحكومة، آنذاك، وزيرة العدل بالنيابة، حسناء بن سليمان بفتح تحقيق لدى النيابة العمومية حول ملابسات الوفاة.
ولم يصدر حتى الآن أي تقرير رسمي للإعلام، في علاقة بملف الحادثة ونتائج التحقيق.
يُذكر أنّها ليست المرة الأولى التي ينشر فيها نوفل سعيّد ادعاءً مثيرًا للجدل، إذ إنّه شارك يوم 26 يوليو الفائت، صورة قال إنّها لفتاة تونسية تُدعى مها القضقاضي التي توفيت في نوفمبر 2019 بعد أن جرفتها سيول الأمطار في منطقة فرنانة شمال غربي تونس، وكتب عليها "لن ننسى دموعك يا مها".
وبالتدقيق في الصورة تبين أنّها تعود لفتاة لاجئة اسمها سبأ وتُعرف بلقب موناليزا الموصل، التقطها المصور العراقي علي الفهداوي عام 2017، التي عاد والتقى بها بعد ثلاث سنوات.
ونشر الفهداوي تحذيرًا حول حقوق ملكية الصورة التي أكد أنّه من التقطها عام 2017.
اقرأ/ي أيضًا
صحيفةٌ جزائرية تزيل مئذنة المسجد الأعظم في الجزائر من صورة لجنازة بوتفليقة
كيف استغلّ ترامب "الأخبار الزائفة" لتقويض وسائل الإعلام المُعارضة؟
المصادر